نظرة علي قصيدة (بكت ريشتي) للشاعرة سميرة البتلوني

دكتور جواد دوش
{ عندما يختنق صوت الشاعر يفقد التاريخ معناه وينفجر وعد الدينونه مثل فجر جديد مخيف عليّ وعلى الانسان . } الشاعر الانكليزي " هتري ميلر
تتوجع الشاعرة اللبنانية البهية Samira Batlouni الرائعة بحسها الطافح بالحياة وروحها المتأصلة بالطبيعي والحسي والجميل هاتفة بخشية ومحذره بأصرار في موجة الاسراف في العقل والعقلنة والافراط في التأكيد على أنّ التاريخ كله " فرص ضائعة " على المناضلين الشجعان رجالاً ونساءاً على السواء ما لم يرفضوا فلسفة التاريخ الدائرية ، وآلة القياس الكارثية الرجعية . إن التاريخ في كثير من الأحيان لا يرحم دعاته ولا يعكز على حوادث مسرودة مرتبطة بزمان ومكان نعينيين ، وانما هو عملية تدوين للصراع الاجتماعي والسياسي وتسجيل للأحداث والتناحرات والحروب من هذا الباب في أفق يضع الحقيقية كاملة فوق كل الاعتبارات وإنْ كان لا يخلو من الانحياز والتحيّز لصالح الشعوب المظلومة بنظم حكم استبدادية وفاشية متوحشة وارهاب ديني متخلف ظلامي أحال البلاد والعباد إلى التدمير والتخريب للمدن الكبيرة وترك الناس في العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء " فمن لا أرض له لا سماء له . " والأوطان ملك لمن لا ملك له . " آهٍ ، أيها العالم الكابوس ما أشقاك ما أخدعك كلما طَعنا قدرك الأبعد طعنتنا بقدرك الأقرب " ... { يظل القلب يذكركم
وتبقى النفس تشتاق
فوا عجباً لرفقتكم لها في في القلب آفاق . }
والان اترككم مع النص الشعري
.....................
بكت ريشتي
بكت ريشتي وسال اللعاب
يقذف مداد الروح الملطخ بالعذاب
بكت ريشتي فاهتزت الجبال
تبكي عري الحقيقة وزيف الجمال
بكت وهي تستذكر الأمجاد
حروفا سربلت الأبطال في الوغى
واليوم أضحت سيفا لا يطال
حروفا إن جمعت ماجت بها التلال
ونقاطا حرًاء إن اشتعلت
تناثرت غيثا غيًر المحال
بكت وفي جفنها رهبة السؤال
هل اندثرت خطوطها خلف التلال
خطوطا كانت بحر ثائرا
لاترعبه الأعاصير والأشباح
اليوم أضحت لعبة شد حبال
أين حروف الضًاد التي حيرت الشطآن
مغيرة بعراقتها على كل
اللغات
اين قوافي بلادي وصهوة البيان
هل تلاشت بحورها وضاع الأمان
أين أبطال الأرض وعبق الرجال
هل توقف بعدهم مجرى الزمان ؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اللغوي والناقد دكتور جواد دوش Jawad Doosh