علي أرض اكبر دائرة انتخابية وهي دائرة الطور بجنوبسيناء التي تبلغ مساحتها 600 كيلو متر ينطلق المارثون الانتخابي نحو مقاعد مجلس الشعب والتى ستجرى فى الثالث من يناير القادم في المرحلة الثالثة ، وقد حظيت اول انتخابات مصرية بعد الثورة بمتابعة إعلامية وسياسية منقطعة النظير ليس علي المستوي المحلي فقط ولاكن علي المستوي العالمي ايضا ، ففي أمريكا قال الدكتور أحمد زويل فى حديث بمقر السفارة المصرية فى واشنطن " ان الشعب الذى ينتخب هو الذى يقرر طبيعة الحكم فى النهاية " ، كما علقت ايضا مجلة فورن بولسي الامريكية علي الانتخابات المصرية قائلة "إن التغيير قادم وحتماً سيكون هناك شرق أوسط جديد ولكن معالمه لم تتضح بعد، أو ماذا ستكون نتيجته؟ " ، ولم تخلوا الصحف العبرية من المقالات والتعليقات عي الانتخابات المصرية فقالت اسرائيل اليوم : " ان الطموح الى الحرية والتحرر والديمقراطية مغروس عميقا في قلوب الامريكيين، لكن السؤال هو هل يجب عليهم ان يمنحوها بكل ثمن لشعوب اخرى وان يُقدموها بين حركات ترفض هذه القيم من أساسها " . لقد استعدت محافظة جنوبسيناء لإقامة اول عرس للديمقراطية علي ارضها بعد الثورة لاختيار برلمان 2012 ، حيث طالب اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء أبناء المحافظة من شباب وشيوخ ونساء أثناء زياراتة المتعددة للقري والوديان بالمشاركة الإيجابية فى الانتخابات لاختيار من سيكون لسان حالهم فى مجلس الشعب ، وأكد فودة أنه سيتم توفير وسائل نقل من كل مدينة على نفقة المحافظة لنقل الناخبين من وإلى الأودية حتى لا يؤثر أى مرشح على رأى الناخب ، كما طالب بتوفير سيدة فى كل لجنة انتخابية لتسهيل التعامل مع البدويات والمنتقبات ، وأشار فودة إلى إنه سيتم تجهيز المقار الانتخابية بصورة حضارية وتوفير عيادة طبية بكل لجنة وكراسى لكبار السن ومظلات للحماية من الأمطار ، وبما أن جميع مرشحي الفردي يتنافسون علي مقعدين فقط أحدهم فئات والاخر عمال فقد تحول المارثون الانتخابي الي مايشبة حلبة المصارغة الحرة بين المرشحين ، فسادت شوارع المحافظة حالة من الفوضي الدعائية وعمت الملصقات واللافتات كل مكان بالإضافة الي انتشار السيارات التي تحمل مكبرات الصوت وتجوب الشوارع ليل نهار ، ورغم برودة الطقس في سيناء إلا ان المرشحين لم يتوقفوا عن الزيارات لدواوين القبائل وعقد اللقاءات لحشد الدعم والتأيد في الوقت الذي تجاهلت وسائل الاعلام الانتخابات في سيناء وانشغلت بما يحدث في ميدان التحرير وأمام مجلس الوزراء وشارع الشيخ ريحان بوسط البلد . علي مقعد الفئات الفردي يتنافس اكثر من 18 ثمانية عشر مرشح ذكرناهم جميعا في مقالنا السابق " احتدام المنافسة علي فردي الشعب بجنوبسيناء " ، ومع اقتراب يوم الاقتراع نري ان الصراع يتزايد بين مرشحي البدو وبين مرشحي الوافدين ، حيث يتقدم البدو المحامي صالح حميدة عطوة وسمير محمد موسي وكلاهما من قبيلة مزينة اكبر القبائل واوسعهم انتشارا ، وصدقة جمعة سالم من قبيلة الجرارشة والمحاسب سالم احمد زيدان من قبيلة العليقات والاخصائية صباح سالم رزق رئيسة جمعية المراة السيناوية ، بينما يتقدم الوافدين السياحي عادل شكري أمين معتمدا علي اصوات العاملين في قطاع السياحة الوافدين ، وناصر تمام عطا الله صاحب احدي الصحف المحلية ، بالاضافة الي نقيب المحامين مجدي سيد عويس ، وإذا علمنا ان من بين 19 مرشح علي فردي الفئات يوجد 5 مرشحين فقط من الوافدين ، بينما يتنافس من البدو علي نفس المقعد 11 مرشحا ، يتضح ان اصوات البدو سيتم تفتيتها الي ان تفقد فاعليتها في توصيل مرشح بدوي للبرلمان ، ولهذا فان الباحث يتوقع ان يذهب هذا المقعد بكل سهولة الي الوافدين إن لم يتوحد البدو خلف مرشح او اتنين علي اكثر تقدير حتي يتمكن احد مرشحيهم من الوصول للإعادة امام مرشح من الوافدين . وأما عن مقعد العمال فردي فهو مقعد تقليدي للبدو منذ إقرارة في انتخابات 18/7/1979م التي أسفرت عن فوز الشيخ بريك عودة عيد ، ولم يخرج عن البدو إلا دورة واحدة فقط وسرعان ما استردة عضو مجلس الشعب السابق والمرشح الحالي غريب حسان ، غير ان منافسة العنيد في الدورة السابقة فرج ابوبريك نزل الي حلبة المنافسة هذة الدورة ايضا ، مما يعطينا متعة المتابعة لهذا المقعد كالعادة ، فالمرشح المخضرم فرج ابوبريك لة خبرة في إدارة المعارك الانتخابية حيث اشترك في اربع معارك انتخابية متتالية ولة حليف تقليدي لايستاهن بة وهو قبيلة الجبالية التي تملك حوالي 2500 صوت ، لاكنة لم يصمد في الدورة السابقة امام المرشح الشاب غريب ابوحسان الذي يحظي بدعم كبير بين الشباب من البدو والحضر وهم الكتلة التصويتة الاعلي ، كما يتمتع ابوحسان بديناميكية عالية وشبكة اتصالات ومندوبين ومديرين لحملتة الانتخابية في كل قرية وكل وادي ، غير ان هناك منافس ثالث لكلاهما في هذة الدورة وهو المرشح عودة ابوجوهر احد شيوخ قبيلة مزينة الذي من المتوقع ان ينافس ابوحسان في اصوات المزينة ، فهل يتمكن المرشح المخضرم ابوبريك من الوصول الي مقعد البرلمان الذي يحلم بة ؟ أم سيحتفظ المرشح الشاب ابو حسان بمقعدة تحت القبة البرلمانية ؟ هذا ما ستجيب عنة صناديق الاقتراع في يناير بإذن الله . الباحث. نبيل عواد المزيني رئيس مركز المزيني للدراسات والابحاث وسفير الجمعية المصرية لعلوم وابحاث الاهرام بأمريكا