جهاد محمد ابراهيم بكر - باحثه في علم المصريات جامعة المنيا قبل ان نتحدث عن هذه المومياء ولماذا تبدو لنا بهذا الشكل؟ لابد أن نتطرق الي موضوع في غاية الاهميه ألا وهو مؤامرات القصر في مصر القديمة , عاشت مصر فترات من أزهي عصورها ولكن عل الجانب الأخر عاشت فترات انحدار واضمحلال فكما نعلم ان التاريخ لا يسير علي وتيرة واحدة , عرفت مصر القديمة هذه النوعيه من الحوادث المثيره للجدل التي يكون فيها المستهدف هو الملك وتكون بسبب الصراع الملكي عل العرش وذلك من قبل القصر الملكي الذي يشهد تشاحن وتباغض بين زوجات الملك فتسعي كل زوجه للتدبير والتخطيط لضمان العرش لابنائها ومن اشهر هذه الحوادث التي رواها لنا القائد وني في سيرته الذاتيه بمقبرته بابيدوس ان الملك بيبي الاول الاسره السادسه قد كلفه بمحاكمة سريه للزوجه الملكيه التي تآمرت علي حياة الملك تيتي من اجل تثبيت ابنها عل العرش .ويقال ان رجال حراسة الملك تيتي كان لهم دور في هذه المؤامرة التي أودت بحياة الملك , هذا بالاضافه الي المؤامرة التي دبرها حرس امنمحات الاسرة الثانيه عشر لقتله , فمن وجهة نظري أن الذي يقوم بمثل هذه المؤامرات هم المقربون للملك لتحقيق اغراضهم , فمن المستفيد من هذا! فاصابع الاتهام تتجه نحوهم . وتكررت هذه الحادثه في الاسره العشرين في عهد الملك رمسيس الثالث , حيث كانت المؤامرات في قصره تحاك له من وراء ستار لما كان بين نسائه من تحاسد وتباغض مما عكر صفو شيخوخته الفانيه فانقلبت ايامه الاخيرة المعدودات بؤسا وجحيما . وتحدثنا وثيقه من الوثائق ان احدي هؤلاء النسوة هي كانت زوجة ثانوية للملك تدعي تي , قد اخذت تسعي في ان يكون الملك لابنها وزينت لابنها سوء عملها فاندفع وراء اغرائها , و قام بالمؤامرة عل قتل والده مع مجموعه من المتأمرين من حاشية ورجال البلاط الملكي , لكن المؤامرة احبطت وانكشف سرهم ونجا الفرعون بعد ان كان علي وشك لقاء حتفه علي يد ابنه وزوجته . وتم محاكمة المتأمرين في عهد الملك رمسيس الرابع حيث تحدثنا بردية تورين عن محاكمة المتأمرين حيث تم تنفيذ حكم الاعدام في سبعة عشر متهما . المومياء المنسوبه للامير بنتاور وهنا السؤال لمن تكون هذه المومياء؟ ولماذا تبدو لنا بهذا الشكل ؟ اكتشفت هذه المومياء في يونيو 1886 بواسطه جاستون ماسبيرو وجدت في خبيئة الدير البحري مع مومياوات الملكات والملوك , حيث وجدت ملفوفه في جلد الماعز بدون اي ذكر للهويه ,بالاضافة للتحنيط حيث يدل ان التحنيط لم يتم بالكفاءة المعتاد عليها , تم تسمية المومياء ب "الرجل غير المعروف" وقد اعطيت اراء كثيرة بشأن هذه المومياء فالبعض اقترح انه ابن رمسيس الثالث ، الذي كان قد تورط في مؤامرة لاعتلاء العرش، وآخرون اقترحوا أنه كان حاكما مصريا توفي في الخارج وعاد إلى وطنه لدفنه. يعتقد البعض أن طريقة التحنيط غير التقليدية أظهرت أنه لم يكن مصريا على الإطلاق، بل كان عضوا في أسرة حثية منافسة توفي على الأراضي المصرية . كانت جميع التفسيرات ممكنة، ولكن الهوية الحقيقية لمن تكون هذه المومياء هي التي تظل لغزا وكما يقول الدكتور زاهي حواس, الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، "لم نر أبدا مومياء من هذا القبيل، حيث تبدو ملامح المعاناة عليها , انها ليست طبيعية، وتقول لنا شيئا حدث، ولكننا لم نعرف بالضبط ما. " وباستخدام الاشعه المقطعية تبين ان المومياء تكون للامبير بنتاور ابن رمسيس الثالث ونتيجة لتورطه في المؤامرة تم قتله حيا ووضعه في جلد الماعز حيث ان في مصر القديمة جلد الماعز رمزللاثم ويوضع المذنب به , وعدم ذكر الهويه يدل علي عدم قدرةالمتوفي للبعث مرة اخري . ملامح المومياء تحكي لنا قصة الوفاة المريره.