كشفت دراسة أثرية للباحث الآثار إسلام زغلول، مستندة إلى بردية مؤامرة الحريم بمتحف تورين بإيطاليا، ونتائج أعمال الفريق العلمي المصري برئاسة الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، عن جريمة قتل رمسيس الثالث بواسطة زوجته الملكة "تي"، وأعضاء القصر الملكي. ويكشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، عن معالم الجريمة من خلال الدراسة، موضحًا أن الملك رمسيس الثالث، آخر ملوك مصر العظام، الذي اشتهر بحروبه وكثرة أبنائه، وكان متزوجًا من امرأة ملكية تسمى "تي" وأنجب منها ابنًا يسمى "بنتأور"، وامرأة أخرى من عامة الشعب أنجب منها ابنًا يسمى رمسيس الرابع، ووضع رمسيس الثالث ليخلفه على العرش رمسيس الرابع ابن الزوجة من عامة الشعب، ما أزعج زوجته الملكية "تي" وابنهما "بنتأور"؛ لأن الأحق بالحكم هو ابنه من دمه الملكي من أب وأم ملكية، فدبرت الزوجة الملكية مؤامرة مع أعضاء القصر الملكي بتحريض من ابنها بنتأور لقتل الملك رمسيس الثالث لكي يرث بنتأور الحكم تلقائيًا، وفشلت المؤامرة وحكم على كل المتآمرين بالقتل حتى ابنه "بنتأور" حكم الملك عليه بأن يقتل نفسه وبالفعل شنق نفسه.
وقال "ريحان"، خلال الدراسة، إن الزوجة الملكية "تي" دبرت مؤامرة أخرى لقتل الملك رمسيس الثالث نفسه انتقامًا منه لقتل ابنهما "بنتأور"؛ لأنه يعقد النية على توريث رمسيس الرابع ابن الزوجة من عامة الشعب، واشترك معها كل أعضاء القصر الملكي، والقادة والخدم النوبيين وجميع حريم القصر الملكي، وعرفت هذه المؤامرة باسم مؤامرة الحريم، وتم ذبح الملك رمسيس الثالث وآثار الذبح واضحة طبقّا لرؤية الباحث على مومياء رمسيس الثالث بالمتحف المصري.
وأضاف أن الفريق العلمي المصري برئاسة الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، أعلن فى ديسمبر 2012 عن كشف مومياء مجهولة الهوية مختفية الملامح بتابوت متواضع لشاب في ال25 من عمره، يبدو على وجهه الرعب وانتظار الجحيم وعلى رقبة المومياء آثار خنق وفمه مفتوح بفزع، وقد كشف عن المومياء المجهولة بمقبرة بجانب مقبرة الملك رمسيس الثالث في الأقصر، وكانت المومياء شقراء الشعر وغير محنطة بشكل كامل يليق بروح ذاهبة إلى الجنة والسماء وملفوفة بجلد ماعز وقليل من الكتان كأنه مغضوب عليه وذاهب إلى الجحيم.
وتابع: "اعتقد الفريق العلمي في البداية أنها مومياء الشاب الأمير ابن ملك الحيثيين، حيث الشعر الأشقر خلاف ملامح المصريين الذى استدعته أرملة توت عنخ آمون لكى يتزوجها كى تبقى فى الحكم بعد موت زوجها، ولكن ابن هذا الملك قتل قبل أن يصل إلى مصر فى الصحراء الشرقية، ولكن بالتحاليل والحمض النووى وعلم الجينات اكتشف الفريق أن هذه المومياء المجهولة الهوية هي مومياء بنتأور، ابن الملك رمسيس الثالث، الذى اشترك فى قتل ابيه رمسيس الثالث وتم لفه بجلد الماعز وعدم تحنيطه لأنه مغضوب عليه لجريمة قتل ابيه وجلد الماعز عند المصرى القديم نجس والذى يكفن به يذهب للجحيم ولم يتم تحنيطه لأن التحنيط كان شرفًا عظيمًا لايناله إلا الصاعد إلى السماء أى إلى الجنة".