لا يكاد يخفى على احد و خاصة على افراد الشعب الفلسطيني الكم الهائل من المساعدات للشعب الفلسطيني من العديد من دول العالم و خاصة من دول المنظومة الشيوعية السابقة , فالكل يسمع بهذه المساعدات ,و لكن ليس الجميع يعلم كيف يتم التصرف بها , والى اي الجيوب تذهب , و من الدول التي تقدم و بشكل دوري مساعدات للشعب الفلسطيني , نذكر هنا الصين , و تتنوع المساعدات الصينية للفلسطينيين من تاييد للمواقف السياسية و ضمان تدريب الكوادر المختلفة التخصصات و مشاريع الصداقة الصينية الفلسطينية سواء كانت اقتصادية او اجتماعية او سياسية او نقابية او ثقافية او حتى تعليمية , و بالنسبة للاخيرة فتقدم الحكومة الصينية للشعب الفلسطيني العشرات من المنح الدراسية كل عام , و هي بالمناسبة منح دراسية مخصصة للطلبة الفلسطينيين فقط و ليس لغيرهم , و لم تكن هناك ضوابط لدى مجلس المنح الصيني لضمان عدم حصول غير الفلسطينيين على مثل هذه المنح المخصصة اصلا للطلبة الفلسطينيين , و هذا يرجع لعدة عوامل من اهمها كيفية تحديد شخصية الانسان الفلسطيني , فالفلسطينيون يعيش قسم منهم على ارض فلسطين و قسم اخر خارج فلسطين غلبت عليهم تسمية اهل الشتات , و هؤلاء منهم من يحمل جنسية بعض الدول التي يعيشوا فيها و البعض الاخر يحمل الوثيقة الفلسطينية الصادرة من بعض الدول العربية , و هؤلاء منهم من يعيش في بلاد عربية مثل سوريا و العراق و اليمن و لبنان و مصر و ليبيا و الجزائر , و ذلك بقرار من هذه الدول بعدم اعطاء الجنسية للفلسطينيين لابقاء قضية اللاجئين ساطعة و واضحة للعالم , و لا غبار على ذلك اذا كان قصد هذه الحكومات فقط الحفاظ على الهوية الوطنية للاجئين الفلسطينيين و نصرتهم !!و عند الكلام عن الفلسطينيين المقيمين في لبنان الشقيق , فهم لا يملكون الحق بالحصول على الجنسية اللبنانية على الرغم من ان البعض منهم يعيش في المدن اللبنانية و متزوج من افراد لبنانيين , و كذلك الامر في الدول العربية عدا الاردن طبعا . و بالعودة الى موضوع المنح الدراسية المقدمة من الحكومة الصينية للشعب الفلسطيني, و بعد البحث و الاطلاع تاكد ان البعض من غير الفلسطينيين حصلوا على منح دراسية قدمتها لهم السفارة الفلسطينية في بكين لاسباب سناتي على ذكرها لاحقا في هذا المقال , ففي السفارة الفلسطينية في الصين و منذ اكثر من ثماني سنوات يعمل احد الفلسطينيية و هو من سكان احد مخيمات اللاجئين في لبنان , و يدعى عماد الحلبي و يشغل منصب الملحق الثقافي ! و بالمناسبة تم تعيين هذا الشخص ليس لكفاءته و انما بتدخل من قبل والده , و بمكوثه هذه المدة التي تجاوزت الثماني سنوات - و هي بالمناسبة خرق واضح لاحد و اهم بنود قانون السلك الدبلوماسي الفلسطيني لسنة 2005 , فلا تجوز ان تزيد مدة الخدمة في البعثات الدبلوماسية لاكثر من خمس سنوات - , اصبح هذا الشخص يظن ان السفارة هي احدى ممتلكات العائلة , و اصبح يتصرف على هذا الاساس , و من احدى القصص التي تؤكد فساد هذا الموظف اعطاؤه لمنحة دراسية مقدمة من الحكومة الصينية للفلسطينيين لطالب لبناني و ذلك لسبب بسيط و هو ان خال هذا الطالب اللبناني و والد هذا الموظف تربطهم علاقة شراكة و عمل { بزنس } , و المضحك في الموضوع هنا انه تم تلقين هذا الطالب بالادعاء بانه فلسطيني حاصل على الجنسية اللبنانية و نسوا ان يخبروه بان الفلسطينيين المسلمين منهم يتبعون المذهب السني , و هذا الطالب يتبع المذهب الشيعي , و تم كشف هذا الطالب منذ اليوم الاول من قبل الطلبة الفلسطينيين الموجودين في الجامعة التي ذهب للدراسة فيها , و لطبيعة الانسان الفلسطيني الطيبة الحسنة فقد تقبل الطلبة الفلسطينيون ذلك في بادىء الامر , و لكن لم يكتف هذا الطالب اللبناني بذلك بل عمد و عمل على اشعال نار الفتنة بين الطلبة الفلسطينيين و الطلبة الاردنيين الاشقاء , و لكن لوعي الطرفين لم يتمكن من الحصول على مراده ببث الفرقة و الضغينة , و بقي الطلبة الفلسطينيون و الاردنيون على حذر منه الى ان انهى دراسته و غادر المدينة , و هو بالمناسبة يعمل الان في مدينة غوانجو الصينية كسمسار { كمسيونجي } , و تربطه علاقة بزنس بذلك الموظف في السفارة الفلسطينية الى حد الان , اسم هذا الطالب هو مازن حديب , قضى ايام دراسته بارتياد محلات المساج الصيني, و قضاء الوقت في البارات و اقامة الليالي الحمراء , و ايضا بالذهاب الى بكين لسرد التقارير لصديقه الموظف الفاسد عن الطلبة الفلسطينيين في تلك الجامعة التي درس فيها , و هذا كشيء من رد الجميل لذلك الموظف لحصوله على منحة دراسية مجانية !؟ , و كما هو معلوم فان حصول مثل هذا الطالب على منحة لا يتم الا بتوقيع و موافقة السفير شخصيا , و عليه فان السفير السابق السيد ذياب اللوح يتحمل قسما كبيرا من المسؤلية عن مثل هذا الفساد القائم في سفارة كانت و اصبحت تدار مثل شركة خاصة لمصلحة من يعمل بها و من يراسها , و بما انه و في الاونة الاخيرة و بقرار من الرئاسة الفلسطينية تم تاسيس و انشاء هيئة مكافحة الفساد الفلسطينية, فاطرح هنا تساؤلات عدة منها : اين هذه الهيئة مما يحدث من تجاوزات و فساد في السفارات الفلسطينية في الخارج و اخص هنا في الصين ؟ و هل يجب ملاحقة و محاسبة موظف السفارة بعد انتهاء فترة خدمته ؟ و لماذا تم سن قانون السلك الدبلوماسي و لا يتم العمل به ؟ و الى متى يتم التعامل مع السفارات و البعث الفلسطينية في مختلف انحاء العالم على انها شركة خاصة مملوكة لمن يعمل فيها ؟ و هؤلاء العاملون في مثل هذه البعثات لا يتمتعون حتى بالذكاء الكافي لاخفاء فسادهم - او انهم قد امنوا العقاب - , و بمراجعة بسيطة للكشوفات التي تصدر على سبيل المثال من مجلس المنح الصيني و مراجعة ارقام المنح و الاسماء و مقارنتها بالاسماء التي تحصل على هذه المنح , تستطيع الهيئة الكشف على الكم الهائل من التجاوزات الخطيرة و اللامسؤولة من قبل موظفي السفارة , فكم من منحة تم تبليغ اصحابها بالحصول عليها من قبل الجامعة و بعد فترة حصل عليها اشخاص اخرون بتواطىء من قبل موظفي السفارة . و السفير السابق يوزع الهدايا النقدية على الصحفيين لشراء الذمم و الموظف الفلسطيني في الداخل لا يحصل على كامل راتبه ؟!! . و بالعودة الى هذا الطالب المدعو مازن حديب , و الذي بدا في الاونة الاخيرة بالتهجم علي شخصيا , علما بانه لا تربطني به اي علاقة من اي نوع , -و لكن على ما اعتقد نوع من الدفاع عن صديقه و شريكه الموظف الفاسد -, هذا النكرة , الامعة الذي سمسر و يسمسر على كل شيء حتى على اغلى ما يملك -هذا ان كان هناك شيء غال يملكه الان!-, هذا الطفيلي الذي هو عار على الشعب اللبناني الشقيق , الذي يعتاش على الغيبة و النميمة و المتاجرة في الاعراض و يحسب انه بذلك بلغ مبلغ الرجال , هذا الكائن الذي يملك من صفات الرجال فقط النواحي الفسيولوجية و في ذلك ايضا شك كبير , كان عليه التزام الصمت , و الا يفضح حاله و نفسه و من تواطىء معه من موظفي السفارة , هو اثر الكلام البذيء و السفافة و التي هي من اهم مقومات تربيته . و العجيب بالامر ان السفير الفلسطيني الحالي السيد احمد رمضان , لم يتخذ اية تدابير لوقف هذه المهزلة التي طوال الوقت في السفارة , فهو لا يرى و لا يسمع و لا يتكلم , بل يكاد المرء يجزم انه من المتواطئين في هذا الفساد القائم في السفارة , و الا لماذا لا يفعل شيء تجاه ذلك ؟؟!! فان لم يكن على قدر المسؤلية فليتركها لمن هواقدر على تحمل اعباء المسؤلية منه, اما التصريحات و و الاقوال فلم يعد احد بحاجة لها و لا يعتد بها , فالكل يستطيع ان يقول و لكن ليس الكل يستطيع ان يفعل , و التقارير التي يتم كتابتها و صياغتها من قبل موظفي السفارة ضد الطلاب اوصي بان يتم نقعها بالماء او بغيره و شرب ماءها او غيره , فهي لا تجدي نفعا و لا تخيف احدا , فهذه اساليب عفا عليها الزمن , فلولا ذكاؤكم المحدود لابتكرتم اساليب جديدة لاضطهاد الطلاب , فكفوا عن هذه الاساليب السخيفة الغبية المستهلكة خير لكم , فاصبح الكثيرون يخجلون من وجودكم هنا في الصين . و صدق الشاعر الفلسطيني الكبير احمد حسن المقدسي حين قال : من اين تاتي للخسيس بعزت *** ما دام مولودا بغير حياء , قد حاولوا استئصال معضلتي *** بمنطق العملاق و القزم , يا زمرة الاذناب سيرتكم *** مهازل و حنظل بفمي , صرنا الى الاقوام ممسحة *** و قد كنا سادة الامم , فاكتب باحذية الفخار مقالة *** ليس تعيها زمرة الاقزام . فخير البشر الانسان العامل و شرهم الانسان الخامل , و انتم من شر البشر , فلا خير فيكم و لا قيمة لحياتكم , و انتم عبىء حتى على اهلكم . فاسكتوا هذه الابواق الفارغة العديمة القيمة , فهي تسيء اليكم اكثر من ان تفيدكم , حتى عندما يعلق احدكم فيخاف و يخجل من ذكر اسمه , فمن يخجل من ذكر اسمه فهو يخجل من عائلته و بالتالي هو عار عليها , و خوفه من ذكر اسمه دليل على ضعفه و ضعف حجته , فكفوا عن النضال بالمؤتمرات الصحفية فانتم تفتقرون الى ملكة الحديث, و كفوا عن النضال في البارات و في محلات المساج , و ابدؤا بالعمل , لعل و عسى ان ياتي يوم يكن لكم بعض الناس بعض الاحترام , و تصبح لحياتكم بعض القيمة , و تذكروا بان الدنيا ان افرحتكم يوما ابكتكم اياما , و لا يدوم على حال الا رب الحال , و المحاسبة و العقاب اتية لا محال , و اعلموا انه ليس بالمناصب تحترم الرجال و لكن لافعالهم تحترمهم الناس , و تهديدكم و وعيدكم تستطيعون الاحتفاظ به لانفسكم فهو بينة عليكم و ليس لصالحكم , و التقارير الامنية -و لا اعرف ما قصدكم بكلمة امنية - فكاتبها و باعثها الى الاجهزة الامنية المختصة تدينه ولا تدين غيره , فاكتبوا ما شئتم , فقد تعودتم على الاستخفاف بالطلبة و استحقارهم و امنتم العقاب , و ضمنتم سكوت الطلاب , و لكن لكل شيء بداية , و بداية نهايتكم قد اقتربت باذنه تعالى , فقد اصبحتم عبئا على من يساندكم و يدعمكم , و سيضحون بكم في اول مناسبة . و من امثلة نضالكم المضحك المبكي تهميشكم و تدميركم لاتحاد الطلبة الفلسطينيين هنا في الصين, وكما قال الشاعر العربي مظهر النواب يا... لا استغني احد منكم , و للسفير الحالي اقول كما قال الشاعر : ان كنت تدري فتلك مصيبة *** و ان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم, و لكن انتم في الحقيقة اكثر تشبيه لكم هو دون كيشوت و رفاقه , بل احترامي لدون كيشوت الوارد ذكره في الرواية الشهيرة , و كذلك تشبهون شخصية مرزوق و سمعه في المسلسل الاردني "حارة ابو عواد" , مع احترامي الكبير لهؤلاء الفنانين , او كما ورد في قصة جحا عندما مر في طريق قرب بركة ماء و راى الناس متجمهرة و احد المسؤولين يغرق , فسال الناس لماذا لا تساعدوه , فردوا على جحا حاولنا مساعدته و لكن كلما قلنا له هات يدك لننقذك لم يجب , فضحك جحا و قال هذا مسؤول فلا تقل له هات يدكم بل قل له خذ يدي , فقال احد الناس للمسؤول خذ يدي لانقذك, فاخذ بها ذاك المسؤول و نجا , فانتم تعودتم على الاخذ و لم تجربوا العطاء يوما , و الناس تعودت على العطاء ,و لكن اختلف الامر بالنسبة للناس الان , و هذا نذير شؤم لكم و نحمد الله على ذلك, او كما قال احد الحكماء عندما سال عن سبب تسمية مسؤول , فقال: المسؤول هو شخص فاقد للمسؤولية تحاول الحكومة باعطائه منصب تعليمه معنى المسؤولية و تحمل اعبائها , و لكن هيهات. و ازيد على ذلك بان فاقد المسؤولية شيء و فاقد الكرامة شيء اخر و هو ما نواجهه الان , فلا مسؤولية و لا كرامة , و هنا مربط الفرس . فالواجب استئصالكم كما يستئصل السرطان من من جسم الانسان المريض قبل ان يستشري ليتعافى , و الا وجب استئصال الكل و هنا تكمن المصيبة , و انتم ادرى ان كان قد استشرى و انتشر في كل واحد منكم ام لا ؟! . فكفوا عن احلام يقظتكم و عيشوا الواقع , و احسنوا الى الاخر يحسن الناس اليكم , و ان كان قد فات الاوان على ذلك , و ان استمر استهتاركم هذا , فلنا باذنه تعالى لقاء قريب امام القضاء لياخذ كل منا حقه . و سنرى ان كان المدعو مازن حديب سيفيدكم ام لا ؟! بتقولاته البذيئة مثله و مثل من امن له منحة دراسية ليس له الحق في منحها و ليس لحديب الحق في الحصول عليها . و اختم المقالة ببعض الابيات الشعرية نشرت في عرب تاميز للشاعر الفلسطيني احمد حسن المقدسي حيث قال : حسبتهم من خطاء الامس قد فهموا***ظننتهم فهموا لكنهم بقر , يا رب عفوك انقذنا بمعجزة *** تزلزل الارض فيهم انهم فجروا , و قال ايضا : هذا زمان العهر و التفريط يا***شعبي فمن رضي الهوان يسود, ضرط الزمان على الاكابر *** فاعتلى فوق المنابر جاهل و حقود, و قصوره وكر البغايا و الخنا***و جهاره التنكيل و التهديد . و قال ايضا {مع تعديل بسيط}: بعض من الناس لا تنسى لهم سير***و البعض سيان ان غابوا و ان حضروا , سفارة كل من فيها سماسرة *** فالمال قبلتها و البيت و الحجر , لا تامنوا الجراد لحي ثانية *** من الجراد محال يسلم الثمر , كم مرة لحصان الغدر قد ركبوا***كم مرة بعداء الطلبة قد جهروا, تلوث الحبر و الاقلام سيرتهم***و يختفي من اليد القرطاس ان ذكروا عار لنا ان تواروا في مقابرنا***سحقا فمزبلة التاريخ تنتظر , د. محمود عريقات. [email protected]