كان حُلماً فى حياتى أن أنتمى إلى المهنة الإعلامية، تلك المهنة المقدسة والتى وقودها الكلمة، ولكن أية كلمة نقصدها؟ إنها الرسالة الإنسانية التى تحمل كلمات السلام والحب، و التى تحمل كلمات الحق والنور ، إنها الرسالة التى تكشف الكذب والخداع والضمائر العفنة، إنها الرسالة التى ترفُض أن تبيع الوطن من أجل حفنة دولارات. إختلط الحابل بالنابل وإمتزج الصالح بالطالح وبات الإعلام إعلام الشياطين ، وتعالت أصوات الفردية والمصالح الخاصة وتراجعت مصالح الشعب والأمة وتراجعت حقوق الوطن وحقوق التاريخ . إننى أُؤمن بحرية الكلمة وحُرية القول، أُؤمن بحرية الفكر والنقد ، أُؤمن بالرأى والرأى الآخر، وأرى إنةُ لاسقف للحُرية الفكرية والإنسانية إلا سقف ضمائرنا التى يجب أن تتمسك دوما وفى أحلك الظروف بالقيمة. تلك القيمة التى إفتقدناها فى أيامنا الأخيرة، قيمة الحب والإحترام والتقدير ، فغيبنا عقولنا وبتنا نسُب كبارنا، ونلعن ولاةِ أمورنا، ونُنكر عليهم ماقدموة لنا ، ولن نكون يوماً نحنُ إلا إذا إعترفنا بأخطائنا و نعودُ إلى رُشدنا . وماذا كانت النتيجة ؟ هكذا نراها أمام أعيُننا، صغارٌ ضلوا الطريق يحرقون الوطن غير عابئين بكبيرٍ، ولا يعرفون ماذا يُريدون، إنما هُم يُنفذون أوامر من يدفع لهُم الأموال، مزهوين بالكثير الكثير من الإعلاميين الذين باعوا قضية الوطن. [email protected]