المفاهيم المعكوسة والتشويش في الرؤى ثماره التخبط وعدم الصواب في التوجه بين شقي المعادلة الشعب والأحزاب الشعب والتنظيمات والخاسر في كل الحالات هو الشعب وبمعنى أوسع وأشمل شعب عانى من فرط المهانة والذل والتي أتت على كرامته وعرضه وهو يتلوى تحت حقبة استباحت كل شئ حتى الجنين في بطن أمه وهو داخلها لم يجد عاصم ولا ملاذ إلا إلى ذاك الذي آمن به دون أن يراه فتحصنوا خلف مفاهيم وعقائد مقاصد الشريعة لتعينهم على الصبر من الكرب فلجأ البعض إلى رفع سقف الالتزام بالأوامر الإلهية والتشدد في الأحكام درءا لتشدد سلطة غالت في كل شئ حتى وصل الأمر إلى صناعة فقهية بمشروعية العمليات الانتحارية وصعود المنتحر برفقة من ظلموه إلى الله يخاصمهم ولا يخاصم نفسه على زهق روحه وروح ظالمه وكان هذا هو فقه المرحلة وفى المقابل عكفت النخب الإسلامية والرموز والقيادات إلى تصعيد فقه المحرمات حتى طال كل شئ وعزل الجميع عن الجميع وخون الجميع الجميع ليبدأ المشروع أخلاقي صرف دون رؤى إصلاحية مقدمه ودون إيجاد بدائل لتلك التراكمات التي أفرزت هذا الجيل ودون وجود برامج معدة ومدروسة للخروج من عنق الرفض إلى عنق القبول الشعبي المصحوب بحلول واقعية دون اللجوء إلى البديل المفقه بالصعود إلى السماء أن تقديم الحدود على الحقوق ربما مرده استحالة حالمية تلك النخب فو تولى الأمر فالبرنامج الأخلاقي التي تبنته تلك التنظيمات والتي تحولت بعد الثورة إلى أحزاب لاقى رواجا في الشارع المصري من البسطاء والعامة إن تغلغل تلك المفاهيم فى ربوع العشوائيات ترعرعت فيه صغار المتفقهين الذين صنعوا لأنفسهم ساتر فقهي ساهم في صناعة عوازل سلوكية تمترست خلفها بيئات مهمشة ومنسية من قبل النظام وما عانته من فقر وجهل ومرض وانهيار أخلاقي والذي فرضته ظروف الحقبة وهنا يجد الإسلاميون أنفسهم متورطون في حكم البلاد وصياغة منهاجها الحياتي هذا بعد زوال العوارض التي عانى منها أنصارهم من جهل وفقر ومرض وبفضل تلك الجموع التي دفعتهم لقيادة السفينة والإبحار بها فيجب عليهم تفريغ حمولتها الأخلاقية من نصح وتوجيه وأمر فما عاد سحر الكلام يجدي لشعب أنتفخ من هول الفتاوى وعليه الآن أن يضع مولوده الفقهي كائن يسعى في الأرض يجوب الشوارع والحارات يوزع النعيم والفردوس الذي وعدوا به فحان للبدائل المطروحة إن وجدت أن تهبط على الأرض بدائل اقتصادية واجتماعية ترتد إلى معاقل البسطاء وبفضل ثورة لم يشاركوا في صياغة مداراتها وبفضل ثوار قضوا نحبهم وتمددت أجسادهم على الطرقات ليعبر الجميع إلى بر الأمان يجد التيار الإسلامي نفسه مدفوعا إلى قيادة الحقبة وعليه تشكيل الحقن الفكري واللغوي إلى كائن ملموس وهذا هو المأزق الذي وجدوا أنفسهم غارقين فيه فتلك البيئات التي تحولت إلى أوكار للفقر والجهل والمرض وانحراف السلوك الأخلاقي والمتاجرة بأي شئ من أجل العيش وعليهم إيجاد حلول فيما حرم من اتفاقيات دولية وإقليمية فلم يعد مجال الإفتاء والتوجيه والتحريض ذو جدوى وهم القائمين على الأمر ويجب أن يقدموا حلولا بديلة وواقعية لتلك المحرمات لا تثير حفيظة المتتبعين والمتربصين بأمن الوطن فالأدب والفن والسياحة والبنوك وعمل المرأة والنقاب والأقليات والاتفاقيات الدولية ) والتي كانت على أجنداتهم من الرذائل هي الآن موكولة لهم ورهن تصرفاتهم والضرورات التي أباحت المحظورات في السابق هي نفس المحذورات الآن مع اختلاف الضرورات من وجهة نظر فقههم وهنا تتولد الضرورة للإلهام والقدرة على الإدارة والعبور بهذا الثوب الجديد من عيد إلى عيد أو التمترس خلف فقهية الغيب والتمترس بالمفاهيم أحادية الرؤى للنصوص والأحاديث وغلبة التواكل على التوكل فتتحول البلد إلى كندهار أخرى أو صومال أخرى أو سودان أخرى تتربع على ناصيته الرابضين على الحدود وخلف البحار والمحيطات يجتزوا من جسده قطع يأكل بعضها بعضا وتتولد الدويلات من رحم الدولة الأم ويتحول الوطن الواحد إلى ذكرى وذاكرة بين صفحات التاريخ فيقسم قارئي السير أن الرابضون هنا كانوا إسلاميين