محافظ بني سويف يتفقد الفصول والمعامل ويشدد: الأنشطة الطلابية جزء أساسي    القومي للمرأة يساند فتاة أسيوط.. وحكم رادع للمتهم    وزير العمل يُصدر قرارًا يوضح ضوابط وآليات اعتماد "الاستقالات العمالية"    بعد فرض رسوم إغراق على واردات البيليت.. ارتفاع أسعار الحديد والأجهزة الكهربائية    وزير الاستثمار: حريصون على إيجاد علاقات تجارية متوازنة لصالح الاقتصادين المصرى والمغربى    تركيب 3 آلاف وصلة مياه مجانية فى قرى ومراكز محافظة الفيوم    بني سويف تستقبل فوجًا من السياح الألمان في جولة على الممشى السياحي بكورنيش النيل    الصحة تناقش توحيد منظومة المشورة قبل الزواج مع التضامن والأوقاف والكنيسة    مبيعات محلية تقود هبوط مؤشرات البورصة بمنتصف تعاملات جلسة الإثنين    الرئيس السيسي يصل مطار حمد الدولي للمشاركة في القمة الاستثنائية بالدوحة    إلغاء المرحلة الأخيرة من سباق إسبانيا بسبب احتجاجات مؤيدة لفلسطين.. فيديو    عراقجي: سنلتزم باتفاقنا مع وكالة الطاقة الذرية شريطة تخلي أوروبا عن فرض العقوبات الأممية    بريطانيا تخطط لأكبر عملية أمنية خلال زيارة "ترامب"    كأس إنتركونتيننتال.. رئيس فيفا يهنئ بيراميدز بالفوز على أوكلاند سيتي    نبيه يؤكد على ثقته فى اللاعبين مع انطلاق معسكر تشيلي    تأجيل محاكمة المتهمة بإنهاء حياة زوجها وأطفال دلجا ل11 أكتوبر.. صور    أخبار الطقس في الإمارات.. أجواء غائمة وارتفاع في مستوى الرطوبة    خلال 24 ساعة .. ضبط 9 أطنان دقيق مدعم داخل المخابز السياحية    "صورتنى فشتمتها".. اعترافات المتهم فى واقعة سب سيدة داخل سيارة أجرة    القبض على طرفي مشاجرة بسبب معاكسة فتاة بمنطقة حلوان    خافيير بارديم يخطف الأنظار بالكوفية الفلسطينية في حفل جوائز الإيمي 2025    من الإسكندرية لأسوان.. قصور الثقافة تنشر البهجة في اليوم المصري للموسيقى    في ذكرى ميلاده.. إسماعيل ياسين أيقونة الضحك التي لا تغيب    عبد الغفار: وضع خطة لتسريع التطبيق التدريجي لنظام التأمين الصحي الشامل في جميع المحافظات    ضبط 1193 مخالفة مرورية لعدم ارتداء الخوذة    تحرك ثالث أفواج قافلة المساعدات من مصر إلى غزة    الإعلان عن مسابقة للتعاقد مع 964 معلم مساعد حاسب آلي بالأزهر الشريف    قيمة المصروفات الدراسية لجميع المراحل التعليمية بالمدارس الحكومية والتجريبية    جنات: "ألوم على مين" هو الاسم الثالث للألبوم.. وخسرت وزني عشان صحتي    مصر تفوز بجائزة الآغا خان العالمية للعمارة 2025 عن مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية    تنسيق الجامعات 2025.. إعلان نتائج تنسيق طلاب الشهادات الفنية    «الرعاية الصحية»: منصة إلكترونية جديدة تربط المرضى بخبراء الطب بالخارج    المرشحون لعمادة كلية الحقوق جامعة بنها يعرضون مقترحاتهم للتطوير أمام لجنة الاختيار    استقرار حالة إمام عاشور.. وطبيب الأهلى يزور اللاعب فى المستشفى    ضبط 114.8 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    الزمالك يتعاقد مع فريدة الزرقا لتدعيم صفوف سيدات الطائرة    استقرار حالة أخصائى التدليك فى إنبي بعد تعرضه لأزمة صحية عقب مباراة الأهلي    هل تسببت واقعة المحلة في رحيل الخطيب عن الأهلي؟    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الاثنين 15 سبتمبر 2025    أوروبا تنتفض ضد الاحتلال تزامنا مع قمة الدوحة.. إسبانيا تمنع العلم الإسرائيلي وبريطانيا تقصي طلابه تعليميًا    برشلونة ضد فالنسيا.. البارسا يسحق الخفافيش 3 مرات فى 2025 ويحقق رقما قياسيا    خلال زيارته للإسكندرية.. رسائل حاسمة من كامل الوزير للعاملين بالسكك الحديدية    الصحة: حملة «100 يوم صحة» قدمت 88 مليون خدمة طبية مجانية خلال 61 يومًا    لأول مرة بمظلة التأمين الشامل.. نجاح جراحة دقيقة بالمخ لمريض بمستشفى حورس بالأقصر    جامعة الإسكندرية تطلق أولى قوافلها الطبية لعام 2026 (صور)    آمال ماهر: أداء حسن شاكوش لأغنيتي "في إيه بينك وبينها" ضحكني وعمل ليّ حالة حلوة    بسنت النبراوي: تركت مهنتي كمضيفة جوية بسبب ظروف صحية والتمثيل صعبة للغاية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 15-9-2025 في محافظة قنا    أيمن الشريعي: الأهلي واجهة كرة القدم المصرية والعربية.. والتعادل أمامه مكسب كبير    صاحب الفضيلة الشيخ سعد الفقى يكتب عن : هذا ما تعلمناه؟؟    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : شكرا سيدى إبراهيم البحراوى    ما حكم قتل القطط والكلاب الضالة؟ دار الإفتاء المصرية تجيب    مواقيت الصلوات الخمس اليوم الإثنين 15 سبتمبر 2025 في بورسعيد    «بيفكر في بيزيرا».. رضا عبدالعال يهاجم زيزو    فلكيًا بعد 157 يومًا.. موعد بداية شهر رمضان 2026 في مصر    الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني يعتبر نتائج الانتخابات المحلية ليست كارثية    إليسا بإطلالة جريئة خلال حفلها بالقاهرة (صور)    بالأسماء.. إصابة 4 من أسرة واحدة في البحيرة بعد تناول وجبة مسمومة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ عبدالباسط .. قيثارة السماء وأمير دولة التلاوة !!
نشر في شباب مصر يوم 14 - 06 - 2016


الحسين عبدالرازق
في العام 1927 وفي قرية المراعزة , إحدي قري صعيد مصر, والتابعة لمركز أرمنت بمحافظة قنا, كان ميلاد القارئ الشيخ عبدالباسط محمد عبد الصمد , في بيت ريفي بسيط لأب هو موظف في وزارة المواصلات , ولكنه من حفظة كتاب الله ئظراًلكونه إبناً لعالم من علماء تجويد القرآن الكريم , وأحد الحفظة المشهود لهم بالكفاءة والعلم , في ذلك البيت الذي وعلي الرغم من بساطته .. إلا أنه كان بيتاً مباركاً بفضل آيات الله التي لاتنقطع تلاوتها علي مدار اليوم ' سواءاًبصوت الشيخ عبد الصمد وولده محمد , أو من خلال أشقاء الطفل عبدالباسط عندما يقومان بترديد ما حفظاه كل يوم في كتاب القرية من آيات الذكر الحكيم .
في ذلك البيت الطيب , ووسط تلك الأجواء المفعمة بالإيمان , نشأ الطفل عبد الباسط , بين جدران منزل فيه قرآن يتلي آناءالليل وأطراف النهار , في عمر السادسة طلب الطفل إلي أبيه أن يلحقه بكتاب القرية أسوة بأخويه محمود وعبدالحميد , لبي الأب طلب صغيره , ومن ثم التحق بكتاب الشيخ محمد الأمير , الذي فطن من اليوم الأول إلي ماحباالله به ذلك الطفل من عذوبة الصوت ودقة التحكم في مخارج الحروف , بالإضافة إلي سرعة إستيعابه لمايحصله من كتاب الله , فيزداد إهتمام الشيخ بتلميذه الصغير , والذي إستطاع بعد مرور أربعة أعوام أن يتم حفظ القرآن الكريم كاملاً وهو في العاشرة من عمره .
ليطلب إلي والده مجدداً الذهاب إلي مدينة طنطا , ليتلقي علوم القرآن ويتقن علم القراءات علي يد الشيخ "محمد سليم " بناءاًعلي نصيحة جده .
وافق الوالد واستعد الصبي للسفر , رغم بعد المسافة بين قنا , التي هي في صعيد مصر في الجنوب , وبين طنطا الواقعة علي دلتا النيل في الشمال
ولكن الصبي كان علي إستعداد لتحمل عناء ومشقة السفر في سبيل تحصيل العلم الذي أراد لنفسه أن يحققه , لكن وقبل السفر بيوم واحد, شاءت إرادة الله أن يصل الشيخ "سليم" بنفسه إلي أرمنت , ليعمل مدرساً بالمعهد الديني !!
فيستقبله أهل المدينة أحسن إستقبال , نظراً لمعرفتهم الكاملة بقدر الرجل وعلمه الوارف الغزير , ولم يكتفوا بذلك , بل قاموا بإنشاء جمعية للمحافظة علي القرآن الكريم وولوه إدارتها.
ذهب الصبي الي الشيخ سليم ليراجع عليه القرآن كاملاً , ويحفظ الشاطبية " وهي المتن الخاص بعلم القراءات السبع " .
لم يكتفي عبدالباسط بما حصله من علوم القراءات , بعد إتمامه لحفظ كتاب الله , فراح يتردد علي المساجد من أجل الإستماع إلي التلاوات القرآنية بصوت كبار المشايخ في أرمنت , ليس المساجد فقط بل والمقابر أيضاً .. وأي مكان يترامي لسمعه بأن فيه قرآن يتلي لم يتردد في الذهاب إليه , إلي الحد الذي جعله يقطع خمسة كيلو مترات كاملة سيراًعلي الأقدام , فقط من أجل الإستماع إلي صوت الشيخ محمد رفعت , عبر جهاز الراديو الوحيد في أرمنت , والموجود في أحد الدكاكين , حيث يجلس الصبي مرتكناً إلي جدار الدكان , منسطاً في خشوع إلي صوت قارئه المفضل , وعظيم دولة التلاوة منبعثاً من ذلك الصندوق الخشبي , والذي كان وجوده نادراً في العام 1939, ولايوجد في أرمنت سوي جهاز واحد كما أسلفنا .
عشرة قروش ... هي أول أجر تحصل عليه عبدالباسط عبدالصمد نظير تلاوة آيات الذكر الحكيم في مأتم أحد أبناء قريته , والتي كانت هي التعارف الأول لأهالي القرية علي صوت الشيخ الشاب , كانت تلك هي المرة الأولي التي يستمع فيها أهل القرية إلي صوت عبدالباسط .
توالت التلاوات بعدها في مختلف المناسبات الدينية والمآتم , ليذيع صيته بين أبناء قريته والقري المجاورة , نظراً لطلاوة صوته وإنفراد أسلوبه في القراءة .
بدأت شهرة الشيخ في الإزدياد , كما بدأت الأبواب تتفتح في وجهه , الباب تلو الآخر , كل الأبواب .. أبواب العُمد والأعيان , أبواب البكوات والباشاوات في صعيد مصر , بدأالكل يسعي في طلب الشيخ عبدالباسط لإحياء الليالي والمناسبات الدينية بتلاوة آيات القرآن بصوته العذب.
ظل الوضع علي ذلك لعشرة سنواتٍ كاملة , في العام 1950 وصل عبدالباسط عبدالصمد إلي القاهرة لزيارة مسجد السيدة زينب , والتي تصادف الإحتفال بمولدها رضي الله عنها مع زيارة الشيخ , والذي راح يشاهد مظاهر الإحتفال بالمولد في سرور , قبل أن يلج إلي داخل المسجد من أجل الإستماع إلي عمالقة دولة التلاوة في حينه , والذين استمروا في تلاوة القرآن إلي أن أنهكوا تماماً , فطلب بعض الناس ممن وصلتهم شهرة الشيخ في الصعيد , أن يقوم بالقراءة ... وافق الشيخ بعد ازدياد إلحاح الناس عليه , وأقدم علي التلاوة وفي نفسه كثيراًمن الرهبة , نظراًلكونها هي المرة الأولي التي سيقوم فيها بالقراءة خارج الصعيد , الذي تعود علي القراءة فيه , وها هو اليوم سيقرأ في مسجد السيدة زينب , وسط هذا الحشد الكبير من الناس , وسيستمع إليه بالطبع أساطين دولة التلاوة الموجودون بالمسجد .
لكن و بمجرد أن بدأ الشيخ في تلاوته , حتي توافدت أعداداً كبيرة من الناس علي المسجد , للإستماع إلي ذلك الصوت الفتي ِالقادم من صعيد مصروالذي راح يمتعهم بما يتلوه من كتاب الله , وما أن ينتهي من تلاوة جزء حتي يطالبوه بالمزيد , لتستمر التلاوة الي فجر اليوم التالي.
لتكون نقطة الإنطلاقة الأولي للشيخ عبدالباسط , من مسجد السيدة زينب , ليصبح بعدها واحداً من أشهر المقرئين ليس في مصر فقط ' بل وفي العالم العربي والإسلامي , يجلس الملايين إلي جوار المذياع ' للإستماع في خشوع إلي آيات الله تتدفق علي لسانه كنهر من أنهار الجنة ' تحملها موجات أثير الإذاعة المصرية , التي إنضم إليها الشيخ في العام 1952 , أو من خلال إذاعات الدول العربية والإسلامية التي قام الشيخ بالتسجيل لها عندما زارها , التي ومن بينها إذاعة المملكة العربية السعودية , التي زارها الشيخ للمرة الأولي عقب إنضمامه للإذاعة في العام 1952 كما قلنا من قبل , وسجل لها عدة تلاوات في المسجد الحرام والمسجد النبوي , ليلقب بعدها "بقارئ مكة" ولعل من أشهرتلك التسجيلات قصار السور , التي لايكاد يخلوا بيتاً أوسيارة في مصرمنها .
حصل الشيخ علي العديد من الأوسمة والتكريمات , من مختلف الدول العربية والإسلامية , قبل رحيله عن عالمنا في الثلاثين من نوفمبر من العام 1988 بعد أن نال منه مرض السكر .
رحم الله الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد , قيثارة السماء , وأمير دولة التلاوة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.