«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. أحمد صبحي منصور كتاب المكي والمدني في التنزيل القرآني ( الجزء السابع )
نشر في شباب مصر يوم 14 - 03 - 2016


د. أحمد صبحي منصور
ما زال الحديث موصول بعون الله تعالي حول كتاب (المكي والمدني في التنزيل القرآني) للدكتور أحمد صبحي منصور ونقول الأتي
الفصل الرابع : أسلوب ( الإلتفات ) فى خطاب التنزيل المكى :
( معنى الإلتفات أمثلة لاسلوب الالتفات فى السور المكية فيما يخص الدعوة الى ( لا إله إلا الله ) أمثلة لاسلوب الالتفات فى السور المكية فيما يخص القصص القرآنى إستعراض لخطاب الالتفات فى آيات سورة
( النحل ) المكية فى سورة النور فى سورة الأنفال فى سورة آل عمران فى سورة البقرة فى سورة الاحزاب )
أسلوب ( الإلتفات ) فى خطاب التنزيل المكى
معنى الإلتفات :
1 عند النحويين ينقسم ( الضمير ) الى بارز ومستتر والبارز ينقسم الى متصل ومنفصل . ومن حيث الخطاب تنقسم الضمائر كلها الى ثلاث نوعيات : ضمير المتكلم ( "أنا ": للمفرد المذكر والمؤنث ، " نحن " للجمع المذكر والمؤنث ) ثم ضمير المخاطب : ( "أنت" ( بفتح التاء ) للمفرد المذكر ، و " أنت " بكسر التاء للمفرد المؤنث ، "أنتما ": للمثنى مذكرا ومؤنثا ، "أنتم " للجمع المذكر ، " أنتن " للجمع المؤنث ) ثم ضمير الغائب ( "هو" للمفرد المذكر ، "هى " للمفرد المؤنث ، " هما " للمثنى مذكرا ومؤنثا ، "هم" للجمع المذكر ، "هُنّ" للجمع المؤنث ). فى ( علم البلاغة العربية ) توجد الدرجات الثلاث فى الخطاب : المتكلم والمخاطب والغائب ، ولكنها لا تقتصر على الضمائر السابقة بل تشمل ( الظاهر ) وهو ما يقابل ( الضمير ) أى الكلام العادى ، كقولك ( محمد كان هنا ) فإسم ( محمد ) هنا غائب حسب المفهوم من السياق ، ويساوى ( هو كان هنا ) .
2 حين ينتقل الخطاب من المتكلم الى المخاطب أو الى الغائب مثلا يقال هنا ( إلتفات ) أى إلتفت من المتكلم الى الغائب .أو من المخاطب الى الغائب والعكس ومن المتكلم الى الغائب والعكس ..الخ . وهذا هو معنى الالتفات فى علم البلاغة العربية.
3 اسلوب ( الإلتفات ) فى القرآن الكريم يختلف عنه فى التراث العربى والبلاغة العربية ، مثلا :
3 / 1 : كلمة ( هو ) عندهم تفيد الغائب مطلقا . ولكن كلمة ( هو ) وإن كانت تفيد الغيبة بالنسبة للبشر فهى تفيد تأكيد الحضور لرب العزة ، يقول جل وعلا : (أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)المجادلة )، ( يَسْتَخْفُونَ مِنْ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنْ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنْ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً (108) ) النساء ). والتفاصيل فى القاموس القرآنى عن كلمة ( هو ) .
3 / 2 إن اسلوب الالتفات فى القرآن يعلو ويسمو فى روعته عن أساليب الالتفات فى التراث العربى ( الأدبى ) ، ليس فقط لأنه بالغ التعقيد والتركيب ولكن أيضا لأنه ميسر للذكر ، أى يجمع بين العمق والبساطة وهذه ناحية تستحق بحثا مستقلا ،لا محل له الآن .
3 / 3 ونعطى مثالا بالفاتحة : فالآيات الأربع الأولى :( بسماللهالرحمنالرحيم (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) لا يُقال عنها إنها تتحدث عن غائب بل عن أسماء رب العزة الحسنى ، وبعدها إنتقال أو إلتفات الى المُخاطب وهو رب العزة : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)) ولكن الالتفات هنا مركب ، لأنه يحوى فى داخله المخاطب والمتكلم معا : المخاطب وهو رب العزة ، نقول له ( إياك ) والمؤمنون المتكلمون هم الذين يقولون
( نعبد )و( نستعين ) ثم إنتقال أو إلتفات للحديث عن الغائب ( الغائبين ) : ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)).
3 / 4 : ومن روعة ما دعا به ابراهيم عليه السلام أنه بدأ بقوله عن ربه جل وعلا :
( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)) الإلتفات المركب هنا أنه يتحدث عن نفسه وعن ربه جل وعلا . ثم قال عن نفسه باسلوب المتكلم : ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) لم يقل وإذا أمرضنى فهو يشفين ) ثم بعدها يتحدث عن رب العزة بنفس الالتفات المركب : ( وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) ثم بعدها يتحدث عن رب العزة داعيا بطريق غير مباشر:( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) ثم يدعو ربه جل وعلا صراحة ومخاطبا إياه عن نفسه
( نفس ابراهيم ) فى إلتفات مركب :
( رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) الشعراء 4 . ونكتفى بلمحة سريعة ومبسطة عن الالتفات فى التنزيل المكى تبعا لأغراضه وموضوعاته :
أمثلة لاسلوب الالتفات فى السور المكية فيما يخص الدعوة الى ( لا إله إلا الله ):
1 فى أول سورة مكية ، نراها تبدأ بالمخاطب وهو الرسول محمد عليه السلام :
( اقْرَأْ ) وبعدها الحديث عن رب العزة
( بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) ) ثم العودة للمخاطب مع الحديث عن رب العزة أيضا ( هنا إلتفات مركب ) : ( اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) ثم إلتفات الى الغائب وهو الانسان ، أى عن الانسان :
( كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7)) ثم توجيه الخطاب للنبى / أى مخاطب : ( إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8)) ثم إلتفات ( مركب ) للمخاطب وهو النبى : ( أَرَأَيْتَ) وعن الغائب : ( الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْداً إِذَا صَلَّى (10)) ويتكرر المخاطب ثم الغائب بنفس الطريقة : ( أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) ثم إلتفات ( مركب )الى المتكلم وهو رب العزة فى حديث عن الغائب ( كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَه (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)) ثم إلتفات ( مركب ) للمخاطب فى حديث عن الغائب : ( كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19))
2 فى سورة الأعلى يبدا الخطاب للمخاطب : ( سَبِّحْ ) ثم الحديث عن رب العزة جل وعلا : (( اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)) ثم العودة للمُخاطب : ( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى (6) ثم العودة للحديث عن رب العزة : (إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) ثم المخاطب : (وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى (9) ثم الغائب عن البشر
( سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (13) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)) ثم المخاطب من البشر : ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) )
3 وفى سورة البلد : يبدأ الخطاب بالمتكلم وهو رب العزة : ( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) ثم المخطاب وهو النبى عليه السلام : ( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) ثم الغائب :( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) ثم عن رب العزة جل وعلا الخالق ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ (4) ثم عن الغائب ( أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) ) الى آخر السورة .
4 فى سورة الليل : البداية برب العزة وآلائه : ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى (3)ثم المخاطب ( إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4)ثم الغائب : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11)) ثم إلتفات الى المتكلم ، فيقول رب العزة عن ذاته : ( إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى (13)) ثم إلتفات من المتكلم الى المخاطب : ( فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى (14)) ثم الغائب : ( لا يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21))
5 تبدأ سورة المُلك بالحديث عن رب العزة :( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ) ثم الالتفات الى المخاطب : ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) ثم العودة للحديث عن رب العزة ( وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً ) ثم الالتفات الى المخاطب (مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (4) الملك )
6 تبدأ سورة الذاريات بالحديث عن الغائب ( الملائكة ) بصفاتها ( وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً (1) فَالْحَامِلاتِ وِقْراً (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً (4)ثم إلتفات الى المخاطب : ( إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) ) ثم الغائب ( وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7)) ثم المخاطب :( إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) ثم الغائب ( يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) .. الى الآية (20) ثم إلتفات الى المخاطب :( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (23)). وفى نفس السورة حديث عن الغائب : ( كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53) ثم إلتفات ( مركب ) الى المخاطب فى إشارة للغائب : ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) الذراريات ).
7 : تبدأ سورة الأنعام بحمد رب العزة : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ) ثم الالتفات الى الغائب ( ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)) ثم إلتفات الى المخاطب ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ) ( ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2))، ثم العودة للحديث عن رب العزة ( وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِوَفِي الأَرْضِ ) ثم إلتفات الى المخاطب :( يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3)) وهناك أمثلة كثيرة للإلتفات فى سورة الأنعام نكتفى منها بهذا المثال الهام عن الأحاديث الضالة الشيطانية التى يخترعها ويروجها أعداء النبى من شياطين الانس والجن : البداية إلتفات مركب بالمتكلم فى إشارة للغائب : المتكلم هنا قوله جل وعلا :
( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا ) الغائب هم الأنبياء وأعداؤهم والأتباع الذين يصغون اليهم ويرتضون تلك الأحاديث الضالة :( لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) بعدها الالتفات من الغائب الى المتكلم ، وهو هنا ليس رب العزة بل النبى وكل مؤمن بالقرآن الكريم: ( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً ) هنا كلمة ( قل ) محذوفة ومفهومة ضمنا من السياق ، بمعنى ( قل أفغير الله أبتغى حكما وهنا أيضا إلتفات مركب لأنه متكلم يشير الى رب العزة : المتكلم فى كلمة ( أبتغى ) مع الاشارة الى رب العزة بأنه الذى أنزل الكتاب مفصلا ، ثم يزداد التركيب فى الالتفات بإضافة (غائب ) وهم أهل الكتاب : (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ) ثم إلتفات الى المخاطب ( فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (114) بعدها الحديث عن رب العزة الذى تمت كلمته صدقا وعلا ، وهو إلتفات مركب لأنه داخله المخاطب ( كاف الخطاب فى ( ربك ) : ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115)ثم المخاطب فى ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) وهو إلتفات مركب لأنه يشير الآ أكثرية أهل الأرض المُضلة ، ثم حديث عن رب العزة فى إلتفات مركب بكلمة ( ربك ) : مع إشارة الى الضالين وهم (غائب ) ( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117))
8 نفس الحال فى الالتفات المركب فى قوله جل وعلا :( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ )99) يونس )، بداية الآية حديث عن رب العزة يتضمن كاف الخطاب ( ربك ) وفى إشارة للغائب وهم البشر فى الأرض : ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ).و تكملة الآية خطاب مباشر للنبى ينهاه عن الاكراه فى الدين ويتضمن إشارة للناس :
(أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ )
9 ومن سورة الأعراف نتوقف مع قوله جل وعلا : ( إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)) حديث عن آلاء رب العزة جل وعلا ، وفيه إلتفات مركب للمخاطب بكلمة
( ربكم ). الآية التالية: ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) خطاب ( مخاطب ) مع الاشارة الى رب العزة الذى لا يحب المعتدين. ثم ( وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (56) أوامر ونواهى للمخاطب مع إشارة الى رحمة رب العالمين . ثم :( وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) الاعراف). عن رحمته جل وعلا وآلائه ثم ختم الآية بإلتفات للمخاطب من البشر يُذكرهم بأن البعث للبشر شبيه بما يحدث للنبات .
أمثلة لاسلوب الالتفات فى السور المكية فيما يخص القصص القرآنى
1 فى سورة الفجر : يأتى الكلام للمخاطب ثم عن الغائب : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6)) (أَلَمْ تَرَ ) للمخاطب ، ثم ما بعدها عن الغائب: ( كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13)) ثم حديث عن رب العزة جل وعلا : ( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) ) ثم عن الغائب : ( فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) ثم للمخاطب ( كَلاَّ بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمّاً (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً
2 فى التعليق على بعض الأحداث التاريخية فى سورة ( عبس ) بدأت السورة بخطاب الغائب (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى (2)) ثم كان الالتفات المركب من الغائب الى المخاطب وهو النبى ( فى إشارة للغائب ) فى الايات التالية : ( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنْ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10))
3 عن سخرية القرشيين الكفار بالنبى يأتى هذا التعليق الإلهى فى التنزيل المكى: ( وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (8) الفرقان )هنا كلام عن الغائب ( الغائبين . يتلوه كلام للمخاطب وهو النبى عليه السلام ( انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (9) تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (10) ثم عودة الى الغائب ( بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (11) الفرقان ) .
إستعراض لخطاب الالتفات فى آيات سورة
( النحل )
قلنا إن هناك آيات مدنية داخل بعض السور المكية ، ونتعرف عليها بالقرينة ، أو السياق الموضوعى فى التنزيل القرآنى كله . مثل سورة المزمل المكية ، وفيها الأية الأخيرة وهى مدنية . ونفس الحال مع سور
( الأنعام والعنكبوت ) . وسورة النحل تحتوى بعض الآيات المدنية ، أغلبها فى الدعوة الى ( لا إله إلا الله ) وفى الجانب الأخلاقى الإصلاحى . ولكن آياتها المدنية فى نهاية السورة تتحدث عن تشريع الطعام وعن أهل الكتاب وتشريع القتال . وعرضنا للإلتفات فى آياتها المكية ، ونعطى لمحة هنا عن الالتفات فى آياتها المكية والمدنية :
الالتفات فى التنزيل المكي فى سورة النحل
أولا : فى دعوة البشر جميعا الى ( لا إله إلا الله ) جل وعلا :
1 بدايات السورة عن إقتراب الساعة :
( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1))الحديث عن أمر يخص رب العزة جل وعلا ، وهو صدور أمره بقيام الساعة : ( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ ). ثم إلتفات الى المُخاطب وهو البشر : (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ) . أى لأنه آت وفق الزمن المحدد له بالتوقيت الأرضى . بعدها إلتفات الى رب العزة :( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ).
2 (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ ) خطاب عن رب العزة جل وعلا الذى أنزل جبريل بالكتب السماوية لانذارهم ، ثم إلتفات الى المتكلم وهو رب العزة جل وعلا : ( لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (2))
3 الحديث عن رب العزة وآلائه (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا ). إلتفات بعدها للمُخاطب وهم البشر : (لَكُمْ ) ثم إلتفات للغائب وهى الأنعام : ( فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا ) ثم إلتفات للمخاطب: البشر : (تَأْكُلُونَ (5))
4 فى الآية التالية : ( وَلَكُمْ ) مخاطب
( البشر )، ثم إلتفات للغائب ( الانعام ): ( فِيهَا جَمَالٌ حِينَ ) ثم إلتفات للمخاطب
( البشر ) : ( تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6))
5 بعدها : المخاطب ( البشر ) فى :
( وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ ) ثم الغائب ( إِلَى بَلَدٍ ) ثم المخاطب ( لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ ) ثم إلتفات مركب فى الحديث عن الخالق جل وعلا بإضافة ( كاف الخطاب : ربكم ) : ( إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7))
6 الغائب ( الأنعام ) فى (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ) ثم إلتفات مركب : مخاطب مع الاشارة للغائب : ( لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ) ثم حديث عن آلاء رب العزة:( وَيَخْلُقُ )ثم المخاطب ( البشر ) :( مَا لا تَعْلَمُونَ (8)).
7 الحديث عن آلاء رب العزة جل وعلا فى توضيح الاسلام وهو السبيل المستقيم أو قصد السبيل فى : ( وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ) والغائب : أنواع الأديان الظالمة :
( وَمِنْهَا جَائِرٌ ) ثم إلتفات مركب الى رب العزة يتضمن المخاطب فى ( كاف )الخطاب ( هداكم ) : ( وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9)).
8 الحديث عن آلاء رب العزة جل وعلا : (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ ) ثم إلتفات الى الغائب ( مِنْ السَّمَاءِ مَاءً) ثم إلتفات الى المخاطب أى البشر : ( لَكُمْ ) ثم إلتفات الى الغائب
( مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10)).
9 الحديث عن آلاء رب العزة جل وعلا فى : ( يُنْبِتُ ) ثم إلتفات الى المخاطب
( البشر ) ( لَكُمْ ) ثم إلتفات الى الغائب ، وهو متنوع : غائب هو الماء : ( بِهِ ) وغائب هو الثمرات : ( الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ) وغائب هو الآيات : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً )وغائب هو القوم الذين يتفكرون : ( لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11)) .
10 الحديث عن آلاء رب العزة جل وعلا فى : ( وَسَخَّرَ) ثم إلتفات الى المخاطب ( البشر ) : ( لَكُمْ ) ثم إلتفات الى الغائب ، وهو متنوع : مظاهر الكون : ( اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ) القوم الذين يعقلون ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12))
11 الحديث عن آلاء رب العزة جل وعلا فى : ( وَمَا ذَرَأَ ) ثم إلتفات الى المخاطب ( البشر ) : ( لَكُمْ ) ثم إلتفات الى الغائب ، وهو متنوع :آلاء الله جل وعلا المختلفة فى الأرض ( فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ) والقوم الذين يتذكرون :( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13))
12 الحديث عن آلاء رب العزة جل وعلا فى : ( وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ) ثم إلتفات الى الغائب وهو البحر : ( الْبَحْرَ ) ثم إلتفات الى المخاطب وهو البشر : ( لِتَأْكُلُوا ) ثم إلتفات الى الغائب ، وهو متنوع : ( البحر ) : ( مِنْهُ ) واللحوم البحرية الطرية المختلفة عن لحوم الحيوانات البرية : ( لَحْماً طَرِيّاً ) ثم إلتفات الى المخاطب : البشر ( وَتَسْتَخْرِجُوا ) ثم الى الغائب و
هو متنوع : البحر : ( مِنْهُ ) ومن الغائب
( حِلْيَةً ) أى جواهر البحر المُباح التزين بها مع أنها أغلى وأثمن من الذهب ، والذهب أيضا حلال فى الزينة فى الاسلام بخلاف الدين السُّنّى ، ثم إلتفات الى المخاطب البشر فى ( تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى ) ثم الغائب وهو متنوع :السفن أو الفلك ( الْفُلْكَ مَوَاخِرَ) والبحر : ( فِيهِ )ثم إلتفات الى المخاطب البشر : ( وَلِتَبْتَغُوا ) ثم إلتفات الى رب العزة وأفضاله : ( مِنْ فَضْلِهِ ) ثم إلتفات الى المخاطب البشر : ( وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14))
13 الحديث عن آلاء رب العزة جل وعلا فى
( وَأَلْقَى ) ثم إلتفات الى الغائب : الأرض والجبال الرواسى التى تُمسك القشرة الأرضية وتُثبتها وبدونها يسقط البشر فى أتون الحمم الملتهبة تحت هذه القشرة :( فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ ) ثم المخاطب البشر : ( بِكُمْ ) ثم الغائب من النهار والطُّرُق : ( وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً ) ثم المخاطب البشر
( لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) ) ثم الغائب فى
( وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16)).
14 المخاطب (البشر ) فى إلتفات مركب عن نعمة الله جل وعلا فى : ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ) ثم الحديث عن رب العزة جل وعلا ( إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18))
15 الحديث عن آلاء رب العزة جل وعلا فى : ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ ) ثم إلتفات للمخاطب البشر : ( مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (19)). ثم إلتفات للغائب المشركين وآلهتهم الموتى فى قبورها المقدسة، وأنها مخلوقة مصنوعة ولا تشعر متى بعثها :( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) ثم إلتفات الى المخاطب البشر :(إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) ثم إلتفات الى الغائب المشركين المنكرين المستكبرين :( فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22) ثم الحديث عن رب العزة :( لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23) )
16 المخاطب وهو النبى محمد عليه السلام فى : ( إِنْ تَحْرِصْ ) ثم إلتفات الى الغائب : المشركين المُضلّين ( عَلَى هُدَاهُمْ )ثم حديث على رب العزة : ( فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي ) ثم الغائب وهم المضلون : (مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (37)).
17 : الغائب وهم المشركون منكرو البعث فى : ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ ) والرد عليهم( بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً ) والغائب ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (38) وحديث عن رب العزة جل وعلا ( لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ) والموضوع المختلف فيه ( الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39) ثم إلتفات بالمتكلم وهو رب العزة فى : ( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40))
18 الغائب وهم المهاجرون المظلومون فى : ( وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا) ثم إلتفات الى المتكلم وهو رب العزة جل وعلا : ( لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ ) ثم الغائب وهم المهاجرون الصابرون المتوكلون على ربهم جل وعلا : ( لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42))
19 المتكلم هو رب العزة فى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا ) ،و المخاطب وهو خاتم المرسلين من رب العالمين فى : ( مِنْ قَبْلِكَ) ثم الغائب وهم الرسل السابقون : ( إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ) ثم إلتفات الى مخاطب آخر وهم البشر( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (43) ثم الى غائب آخر وهو الكتب السماوية السابقة ( بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ) ثم إلتفات الى المتكلم وهو رب العزة : ( وَأَنزَلْنَا ) ثم إلتفات الى المخاطب وهو خاتم النبيين ( إِلَيْكَ )، ثم إلتفات الى الغائب وهو الذكر أى القرآن الكريم
( الذِّكْرَ ) ثم التفات الى المخاطب وهو الرسول محمد ( لِتُبَيِّنَ ) ثم إلتفات الى الغائب : أهل الكتاب ( لِلنَّاسِ ) ثم إلتفات مركب الى غائب آخر وهو الكتب السماوية السابقة وأصحابها ( مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) ( وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44))
20 القائل هنا هو رب العزة جل وعلا فى ( وَقَالَ اللَّهُ ) ثم إلتفات الى المخاطب وهم البشر ( لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) ، ثم إلتفات الى المتكلم رب العزة جل وعلا ( فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) ثم حديث عنه جل وعلا مالك السماوات والأرض وصاحب الدين وحده ( وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً ) ثم إلتفات مركب الى المخاطب وهم البشر فيه إشارة الى رب العزة ( أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) . ثم إلتفات الى الغائب البشر الكافرين
( لِيَكْفُرُوا) ثم التفات مركب الى المتكلم وهو رب العزة بإشارة الى الغائب وهم الكافرون ( بِمَا آتَيْنَاهُمْ ) ثم إلتفات الى المخاطب الكافرين ( فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55))
21 : هنا الغائب وهو متنوع :المشركون ،والنذور ،والقبور المقدسة والأوثان فى : ( وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً ) ثم إلتفات الى المتكلم وهو رب العزة :( مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ )، ثم إلتفات الى المخاطب وهم من يقدمون النذور إفتراءا على رب العزة:
( تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56))
22 الغائب هنا متنوع : المشركون وآلهتهم فى : ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنْ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ (73) ، ثم إلتفات مركب الى المخاطب وهم المشركون مع إشارة الى رب العزة ( فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ ) ثم حديث عن رب العزة :(إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (74))
23 هنا الغائب وهم المشركون المعاندون فى : ( فَإِنْ تَوَلَّوْا ) ثم إلالتفات للرسول عليه السلام :( فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (82) ثم إلتفات مركب الى الغائب المشركين منكرى القرآن مع إشارة الى رب العزة ورسالته التى هى النعمة ( يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمْ الْكَافِرُونَ (83))
24 هنا المتكلم وهو رب العزة فى :
( وَيَوْمَ نَبْعَثُ ) ثم إلتفات الى كل البشر والشهداء عليهم :( فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) ثم إلتفات الى المتكلم رب العزة جل وعلا : ( وَجِئْنَا ) ثم إلتفات الى المخاطب وهو رسول الله عليه السلام : ( بِكَ شَهِيداً )ثم إلتفات الى الغائب وهم قوم الرسول محمد عليه السلام ( عَلَى هَؤُلاء ) ثم إلالتفات الى المتكلم وهو رب العزة جل وعلا :( وَنَزَّلْنَا ) ثم الى المخاطب وهو الرسول: ( عَلَيْكَ ) ثم إلتفات الى الغائب وهو الكتاب ( الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى ) والمسلمين ( لِلْمُسْلِمِينَ (89)).
وللكتاب بقية...... فيتبع
------------
بقلم الدكتور/ أجمد صبحي منصور
من علماء الأزهر الشريف سابقا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.