كما هو واضح لدى الجميع إن محاربة تنظيم داعش الإرهابي في العراقوسوريا أفرز عدة تنظيمات إرهابية من جهة ومن جهة أخرى أفرزت تحالفات دولية, فالمنظمات الإرهابية التي تشكلت بحجة محاربة تنظيم داعش تمثل المليشيات الإيرانية العاملة في سوريا والتي إرتبطت بالحرس الثوري وفيلق القدس وفي العراق تشكلت مليشيا الحشد وبفتوى من السيستاني وهي تحوي على العديد من الفصائل ذات الولاء والتبعية المطلقة لإيران, وهذه المليشيات الإيرانية المتواجدة في العراقوسوريا, قامت بممارسات إجرامية بحق المدنيين العزل وبشكل لا يختلف كثيراً عن ممارسات تنظيم داعش, ولهذا تم تصنيف تلك المليشيات على إنها منظمات إرهابية. أما التحالفات الدولية التي تشكلت لمحاربة تنظيم داعش, فهي التحالف الدولي بقيادة أمريكا, ومؤخراً التحالف الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية, وإن هذين التحالفين أخذا على عاتقهما محاربة تنظيم داعش " براً وجواً " بعد إن كانت الحرب عليه فقط جوية ومن قبل التحالف الدولي, لكن بعدما إنضمت السعودية للتحالف الدولي من خلال تحالفها الإسلامي, أخذت على عاتقها أن تقوم بالعملية العسكرية البرية في سوريا وتحت الغطاء الجوي للتحالف الدولي, وسيكون العراق هو الممر البري لقوات التحالف الإسلامي ومنفذه إلى سوريا, وهذا حسب تصريحات " عسيري " الناطق الرسمي بإسم التحالف الإسلامي والذي أكد فيه على الاتفاق مع الحكومة العراقية بهذا الشأن. لكن طبيعة العلاقات المتوترة والمتشنجة بين السعودية وإيران من جهة ومن جهة أخرى وجود علاقة المصلحية التي تربط إيران وبشار الأسد بحيث جعلتها تدافع عن نظامه على مدى السنوات الخمس الأخيرة, والخوف من أن يطيح هذا التحالف العربي والإسلامي بنظام الأسد أو على أقل تقدير يقوي شوكة الثوار السوريين ويساهم في نجاح الثورة السورية في إسقاط الأسد, دفع بإيران إلى تحريك مليشياتها في العراق والزج بها على الحدود العراقية السعودية من أجل إعتراض طريق التحالف الإسلامي وصد تقدمه نحو سوريا, هذا من جهة ومن جهة أخرى قامت المليشيات الإيرانية المتواجدة في سوريا الآن بتصعيد لغة التهديد والوعيد الموجهة نحو التحالف الإسلامي. وهذا ما جعل تلك المليشيات الإيرانية الآن على المحك وفي إختبار صعب جداً لا يمكن اجتيازه بفوز أو ربح معركة, فالمليشيات المتواجدة في سوريا ما لم تلتزم الحيادية وعدم إعتراضها للتحالف الإسلامي فإنها ستكون هدفاً لطائرات التحالف الدولي وهذا ما صرح به " جون كيري " وزير الخارجية الأمريكي, بإعتبارها ستعيق التحرك الدولي لمحاربة تنظيم داعش وستعتبر جهة داعمة ومساندة لهذا التنظيم الإرهابي, يضاف إلى ذلك الموقف الدولي الرافض لممارسات تلك المليشيات وهذا ما سيجعلها عرضة لنيران التحالفين الدولي والإسلامي. أما المليشيات الإيرانية المتواجدة في العراق والتي تم إرسال قسم منها إلى الحدود العراقية السعودية والتي إوكلت لها مهمة إعتراض جيوش التحالف الإسلامي, فهي الآن أمام خيارين, احدهما أكثر مرارة من الآخر, فهي أما تتخذ جانب الصمت والسكوت وتغض الطرف عن التحرك العسكري السعودي نحو سوريا وهذا يعني إن إيران ومليشياتها تخلت رسمياً عن بشار الأسد, وهذا ما يريده معارضو الأسد, كما يعد دليل واضح على عجز إيران ومليشياتها وانهزاميتها أمام التحالف الإسلامي. أو إنها تقوم بإعتراض طريق التحالف الإسلامي عسكرياً, وهذا يعني إنها ستفتح على نفسها باب واسع وتعطي للتحالف الإسلامي ومن قبله الجيش الأمريكي المتواجد الآن في الأراضي العراقية المبرر بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة لها وملاحقتها حتى داخل المدن العراقية., وبالتالي ستعطي مبرر للتحالف الإسلامي أن يجعل من العراق ضمن خارطة طريقه لمحاربة تنظيم داعش. وبهذا سيكون التحالف الإسلامي الذي تقوده السعودية قد حقق أمل المحرومين والمظلومين والمضطهدين من أبناء العراقوسوريا وذلك بتوجيه ضربته المباشرة لتنظيم داعش الإرهابي من جهة ومن جهة أخرى كسر شوكة إيران المتمثلة بالمليشيات الإجرامية, وهنا تجدر بنا الإشارة إلى بيان المرجع العراقي الصرخي " التحالف الإسلامي…بين…الأمل والواقع " والذي قال فيه ... {{...نأمل أن يكون – التحالف الإسلامي - بعيداً عن منافسات وصراعات ومنازعات محاور القوى الدولية, ونأمل أن يكون قويّاً رصيناً متحمّلاً مسؤولية الشرع والأخلاق والإنسانية في تخليص شعوب المنطقة خاصة في العراق و سوريا من الظلم والحيف والفقر والمرض والهجرة والنزوح والحرمان والقتل والإرهاب ؟؟ فإذا هو كذلك فانه عمل جريء وشجاع وإننا وبإسم مَن يوافقنا من أبناء شعبنا العربي والإسلامي المظلوم نعلن تأييدنا ومباركتنا ودعمنا الكامل للتحالف الإسلامي، ونأمل أن يكون التحالف عند حسن ظن الملايين المحرومة المظلومة التي تركت الديار قفارا وسكنت البراري والجبال وعبرت البحار وغرق وفُقِدَ الآلاف وهم يشكون ظلم العباد إلى الله الواحد الأحد }}. بقلم :: احمد الملا