م. سعد نافع في هذا المقال اتحدث عن صفات القائد المطلوبة للقدرة علي تحمل المسؤلية وقيادة ورعاية مصالح وشئون جموع كبيرة من الناس والعمل علي راحتهم وسعادتهم واقامة العدل بينهم. في الصفة الاولي: "حفيظ" ان يكون حافظ للحقوق والواجبات والاسرار والمصالح العامة والخاصة، ان يكون حفيظ للمظالم والتحقق منها وبكل تفاصيلها وان يفصل الظالم عن المظلوم ويعطي الظالم حقه والمظلوم حقه، فحق الظالم العقاب واسترداد الحق منه وردعه عن ظلمة وجعل منه عبرة للقضاء علي الظلم واهله، اما المظلوم فحقه رد اليه ممتلكاته وما اخذ منه بغير وجه حق وتعويضه عن الظلم الذي وقع عليه والحزن والالم الذي كان يعيش فيه وجعل منه عبرة لانتشار العدل بين الناس. في الصفة الثانية والثالثة: "العلم" و "القوة" ان يكون القائد عليم بمقاليد الامور قادرا علي صنع واتخاذ القرار الذي يصلح ويناسب من يرعاهم ويقوم علي مصالحهم، بل العلم وحده لا يكفي اذ لم يكن لديه من القوة ما تعيينه وتساعده علي المضي في قراره وتحقيق اهدافه وواجباته. واذا توافرت القوة دون العلم كان الفساد هو الغالب علي الاصلاح وتغيب الرؤية ولا يمكن رعاية المصالح وحفظ الحقوق بدون العلم. ومن العلم الاستعانة بأهل العلم والخبرة والتحقق والتدقيق من كل حديث حول اي مشكلة او قرارات تتعلق بمصالح الناس. الصفة الرابعة: "الامانة" لا ياخذ ما ليس له ويصدق الناس في القول والفعل والحال وان يكون صريح ومباشرا معهم حتي اذا اخطأ، فمن الامانة الاعتراف بالخطأ ومن الامانة المشورة ومن الامانة معرفة كل ما يدور من حوله، ومن الامانة العيش في وسط الناس ورؤية حياتهم عن قرب، ومن الامانه ان يكون امين مع نفسه اولا فاذا شعر بعدم القدرة علي تحمل المسؤلية ان ينسحب علي الفور وفي الحال وان يعلن ذلك امام الجميع بدون تردد او مخاوف. القائد يكون خادم لقومه فمن الامانة عدم الانشغال عنهم او تاخير مطالبهم. اذا اجتمعت هذه الصفات في رجل كانت السعادة والامن والامان والراحة والسكينة والاطمئنان واقامة للعدل والقضاء علي الظلم والتفاف الناس حول قائدهم. والمرءُ ليس بصادقٍ في قولهِ . . . . حتى يؤيدَ قولهُ بفعالهِ إذا جار الوزير وكاتباه *** وقاضي الأرض أجحف في القضاءِ فويل ثم ويل ثم ويل *** لقاضي الأرض من قاضي السماءِ