تبين لنا من خلال دراستنا للدراسات الإسلامية والعلوم الشرعية التي هي أشرف الموضوعات قاطبةَ أن هناك فرق بين توحيد الإلوهية وتوحيد الربوبية : وعرفنا أن اشتقاق كلمة الإلوهية من الإله والربوبية من الرب لذا تبين لنا : أن وتوحيد الإلوهية يتمثل في العبادة (أي عبادة المعبود) بأفعالِ العبادِ المتمثلة في : الخوف والرهبة والرغبة والمحبة والرجاء وتأدية الفرائض كالصلاة والزكاة والصيام والحج،وبقية الطاعات ونحو ذلك من العبادات لأنها متعلقة بالأوامر والنواهي من الواجب والمُحرم والمكروه. وتبين لنا أن توحيد الإلوهية : حدث فيه خلاف بين الرسل وأقوامهم. وتبين لنا أنه لو كانت الإلوهية هي الربوبية : لما حدث هذا الخلاف بينهم لكنه حدث لما تأكد الناس يقينا أن هناك فرقاَ بين ما أقروا به،وما خالفوا فيه. - وتبين لنا أن الإلوهية تتضمنٌ توحيدَ الربوبيةِ : لأن توحيدَ الربوبيةِ جزءٌ من توحيدِ الإلوهية. - وتبين أن الإلوهية : يدخلُ من آمن به في الإسلامِ بعكس الربوبيةُ التي لا يدخلُ من آمن بها فقط دون الإلوهية في الإسلام. -أجمع علماء الأمة على أنه لو آمن الناس بالربوبية ولم يأتوا بالإلوهية : لا يكون بذلك العبد مسلماَ كما لو قال الإنسان( كل شيء له خالق أو أن يقول لا خالق للعالم إلا الله)تعويضا عن قول :لا إله إلا الله ولا خالق سواه فلا يكون هذا مسلما لأنه آمن بالربوبية دون الإلوهية. كما أنه لو قال بدل (لا إله إلا الله ) قال : ( لا خالق إلا الله) لا يتم له عقد الإسلام بذلك. أما توحيد الربوبية يتمثل في الاعتقاد(أي الاعتقاد بأنه الرب الخالق) - الربوبيةُ : مشتقةٌ من اسمِ اللهِ (الرب) والربوبيةُ : متعلقةٌ بالأمورِ الكونيةِ كالخلقِ والرزق والإحياءِ والإِماتةِ ونحوها. - الربوبيةُ : هي توحيدُ اللهِ بأفعالهِ ومهمة العباد في هذا التوحيد (الاعتقاد والتصديق بموجبه) لأنها أخبار من الله تعالى . -الربوبيةُ : تستلزم توحيد الإلوهية أيضا ،لأن توحيدُ الربوبيةِ لا تتحققُ إلا بتوحيدِ الإلوهية . - والربوبيةُ : أقر بها المشركون. الخلاصة : هناك فرق بين أفعال المعبود (سبحانه)وأفعال العباد وهناك فرق بين ما يوجب (العلم بالله) و(الاعتقاد به) وما يوجب القصد من العبادة. والله تعالي أعلي وأعلم وهو من وراء القصد. الكاتب/ أحمد إبراهيم مرعوه عضو لجنة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بفيينا عضو نادي الأدب بأجا سابقا وقصر ثقافة نعمان عاشور بميت غمر. (من سلسلة المقالات الفكرية للكاتب) التاريخ: 31/12/2015