مرشحون من الحزب الوطني المنحل وآخرون بخلفية عسكرية يتصدرون المشهد الانتخابي في محافظة الشرقية، مستخدمين المال و"التربيطات العائلية" للفوز بمقاعد البرلمان. ومن المقرر أن تجرى المرحلة الثانية من الانتخابات يومي 22 و23 نوفمبر الجاري في 13 محافظة. وبحسب أحدث الاحصاءات يبلغ عدد سكان الشرقية، التي تحتل المركز الثالث بين محافظات الجمهورية في عدد السكان، 6.485.412، فيما بلغ عدد من لهم حق التصويت 3.843.367 ناخبا. وتضم المحافظة 13 لجنة عامة و1039 مركزا انتخابيا و1843 لجنة فرعية . المرشحون يبلغ عدد المرشحين لانتخابات مجلس النواب 328 مرشحا، يضمون 101 مرشح حزبي و227 مستقلا، يتنافسون على 30 مقعدا في 13 دائرة انتخابية. وتتبع الشرقية قائمة "شرق الدلتا"، وبها 7 مرشحين بينهم سيدتان، ولم يتقدم للترشح سوى قائمة واحدة وهى "في حب مصر. و يمثل مرشحو الأحزاب 20 حزبا سياسيا، هم الوفد الجديد وحماة الوطن والنور والمصري الديمقراطي الاجتماعي والتجمع الوطني التقدمي والمصريين الأحرار والحركة الوطنية المصرية والثورة المصرية ومستقبل وطن والمؤتمر والصرح المصري الحر ومصر الحديثة والانتماء المصري والكرامة والشعب الجمهوري والعربي الديمقراطي والسلام الديمقراطي وحراس الثورة ومصر العروبة والمستقلون الجدد. أسلحة المرشحين وتتسم معركة انتخابات بالمحافظة بسيطرة أعضاء الوطني المنحل على المشهد في معظم الدوائر، وينافسهم بقوة ضباط سابقون من القوات المسلحة والشرطة، فضلا عن بعض رجال الأعمال. وتضم قائمة المرشحين 20 نائبا ينتمون للحزب الوطني المنحل و30 ضابطا سابقا منهم 15 ضابطا متقاعدا بالقوات المسلحة و15 من الشرطة. ويشير المشهد الانتخابي بالمحافظة إلى قوة المرشحين من الوطني المنحل، التي لم تخل منهم أي دائرة، حيث يملكون أدوات الصراع في المعركة الانتخابية للنظام الفردي، والتي تفتقدها الوجوه الجديدة وأهمها "رأس المال والتربيطات مع كبار العائلات"، وانتماء الكثير منهم لقرى كبيرة يرجح أن يستحوذوا فيها على معظم أصواتها، فضلا عن رصيد بعضهم من الخدمات العامة والخاصة لأهالي دوائرهم. فيما تظهر المنافسة بوضوح مع الضباط السابقين بالقوات المسلحة والشرطة، خاصة في دوائر بندر ومركز الزقازيق وههيا وأبوحماد والحسينية وكفر صقر. تمثيل المرأة والشباب وتخوض الانتخابات 11 سيدة، منهن 10 مستقلات وواحدة تنتمي إلى حزب حماة الوطن عن دائرة العاشر من رمضان. ومعظم المرشحات ينتمين إلى الحزب الوطني المنحل، وتقدمن للترشح على قوائمه ضمن كوتة المرأة في انتخابات عام 2010. وتتسم المعركة الانتخابية بقلة عدد المرشحين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما، فلا يكاد العدد يتعدى أصابع اليد الواحدة. التيار الديني دفع حزب النور ب11 مرشحا في 11 دائرة فيما خلت من مرشحيه دائرتا العاشر من رمضان وأبوكبير، وسط ترجيحات بضعف فرصهم في الفوز. أما أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، فبدا واضحا خلو قائمة المرشحين بجميع الدوائر من أي منهم، حيث أعلنوا ومؤيدوهم مقاطعتهم للانتخابات، خاصة في قرية العدوة مركز ههيا مسقط رأس الرئيس الأسبق محمد مرسي، التي لم يجرؤ أي مرشح على دخولها لعمل دعاية فيها، كما لم يتم تعليق أي لافتة بها للدعاية للمرشحين. الدعاية الانتخابية قد أخذت الدعاية الانتخابية للمرشحين العديد من الصور أغلبها تقليدية، أهمها تقديم واجب العزاء والمشاركة في الجنازات والمآتم ، وكذلك التهنئة في المناسبات السعيدة، حيث تؤثر بشكل كبير في توجه الناخبين خاصة في المجتمعات التي ترتفع فيها نسبة الأمية وتتسم بوجود العائلات الكبيرة، بالإضافة إلى اللافتات الدعائية وصور المرشحين التي انتشرت في كل مكان بالمدن والقرى. وجابت السيارات الدوائر الانتخابية حاملة مكبرات الصوت لتذكير المواطنين بالمرشحين ورموزهم الانتخابية. واشتعلت حرب تقطيع اللافتات بين المرشحين خاصة في دوائر بندر الزقازيق وأبوحماد وههيا وكفر صقر وديرب نجم . وعلى الرغم من ارتكاب عديد من المرشحين لمخالفات لما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات فيما يتعلق بالدعاية، حيث بدأ معظمهم الدعاية قبل مواعيدها الرسمية بأيام، إلا أنه لم يتم تحرير أي محضر أو مخالفة لأي منهم، وهو ما أكده مدير أمن الشرقية اللواء خالد يحيي في تصريح لأصوات مصرية، موضحا أنه لم يتم تحرير أي محضر للمرشحين، وأن أي مخالفة ترصد سيتم تحرير محضر بها وإخطار لجنة الانتخابات بالمحافظة طبقا للقانون . وقرر محافظ الشرقية رضا عبد السلام تحصيل 5 آلاف جنيه من كل مرشح عند ترخيص الدعاية، كتأمين تخصم منه تكلفة إزالة الدعاية المخالفة للشروط، كما حظر المحافظ استخدام المساجد أو أي منشأة حكومية أو جدرانها في الدعاية الانتخابية .