يطلق مصطلح ثقافة الاستقبال على الترحيب وعدم إظهار العمال العدائية نحو المهاجرين وهو مصطلح تناقلنه وسائل الإعلام بعد البرامج التي وضعتها دول الاتحاد الأوروبي وأهمها ألمانيا لحسن استقبال المهاجرين السوريين والترحيب بهم،وذلك لمغزى سياسي واقتصادي واجتماعي وأخيراً انساني. وهناك نظرية معروفة فيما يسمى بتدعيم وصهر السلالات والأجناس لما ينمى الجنس البشري ويحفز الجميع على الانصهار بما يفيد صالح الوطن وقد طبق المسلمون الأوائل هذه النظرية(انصهار الأجناس البشرية)فسمح الخلفاء للفاتحين بالانصهار في البلاد التي فتحوها والزواج منهم مما ساهم في نشوء وارتقاء الحضارة الإسلامية ونجد علم مثل علم الحديث الشريف أغلب رواده من أصل غير عربي كالبخاري والترمذي وكذلك علوم التفسير والفقه والطب والفلك كلها علوم نهض بها من تم جذبهم وصهرهم في البيئة العربية وأصبحوا لا فرق بينهم وبين العرب بل كلهم مواطنون مسلمون هدفهم الارتقاء بأمتهم العربية الإسلامية. وقد أخذت الولاياتالمتحدةالأمريكية تلك النظرية وطبقتها ففتحت وما زالت تفتح باب الهجرة بالشكل المقنن الذي يفيدها وينمي ويجدد حضارتها وريادتها وهو ما جعلها الدولة الأولى على مستوى العالم،ومن الملاحظ أن من يكتسب الجنسية المريكية وينعم بخيرها يككون ولاءه الأول والأخير لوطنه الجديد الذي استقبله ووفر له ما لم يكن يجده في وطنه الأصلى. إن أوطاننا العربية وخاصة دول الخليج العربي لديها فرصة ثمينة للاستفادة من ملايين البشر المولودين فيها والذين أمضوا عمرهم كله فيها منذ الولادة وفي حالة إعطائهم الجنسية فإنهم سيساهمون بفاعلية في نهضة تلك الدول والانصهار مع أجناسهم الجديدة وهو ما سيعطي دفعة قوية للتنمية الاقتصادية التي تنشدها تلك الدول. أيمن ابوالمجد سليمان