كانت ليلة شديدة البرودة بالرغم من أنها فى عز الصيف ،ليلها كان شديد الظلمة حالك السواد ،لم أشعر بأناملى وأنا أنحنى عليها أقبل قدميها بعد أن غادرتها الروح وتركتها ساكنة لا تتحرك ،ظللت أنظر لها من بعيد وعيناى لا يكف الدمع عنها كأنه سيل يجرف معه دقات قلبى فيتركنى جثة هامدة وإن كنت ما زلت اتنفس ،لا أصدق أنه جاء هذا اليوم وتلك اللحظة التى تفارقنى فيها أمى وأنا عاجزة أن أصنع لها شىء ,هل ترانى ضعيفة عن دفع الألم عنها أو بإمكانى تحمله بدلاََ منها ؟انها تحملت من هموم الدنيا ما جعلها تتحمل سكرات الموت ولا تملك سوى النظر فى عينى لكى ترفع عنى الهم والحزن من أجلها ،،حتى يا أمى وأنتى تغادرين حياتى وتستقبلين الموت وألمه تحرصين علىََ ،تخافين أن أتألم لأجلك ،أو أبكى لحزنى عليكى ،وماهى ألا لحظات قليلة تمر سارقة منى أحلى أيامى وحياتى ،تسرق معها روحى وطفولتى ،صباى وشبابى ....من لى من بعد حضنك وحبك يأمى وهل ستقبلين عذرى على ما قدمته لكى من تعب وألم وقلق ،وهل سترضين منى بالدعاء لكى والتصدق من أجلك ؟هل هذا سيكفيكى ياأمى ويرد لكى ولو ذرة مما قدمتيه لى ؟؟