د / أحمد صبحي منصور ما زال الحديث موصول حول (موضوع الحجاز بين الماضي والحاضر) ونقول بعون الله تعالي الآتي :- 2 ننقل بعض ما قاله ناصر السعيد فى كتابه ( تاريخ آل سعود ) وهو بدوره ينقل عن العطار خادم عبد العزيز آل سعود ، والذي أملى عليه عبد العزيز تاريخ حياته فسجله العطار فى كتاب ( صقر الجزيرة ) . يقول ناصر السعيد أنه بعد هزيمة جيش الشريف حسين ( حاكم الحجاز ) انسحب تاركا مدينة الطائف . يقول ناصر السعيد نقلا عن الكتاب المذكور: ( خلت المدينة فلا تسمع إلا همسا وتدفق الغزاة إلى الداخل كما تدفق الأعراب الطفيليون معهم وهم يهتفون هتافات عالية قوية يشقها أزيز الرصاص المنطلق من البنادق والرشاشات في الفضاء. وزرعوا الشوارع والأسواق وقتلوا كل من وجدوه بها واحتلوا المراكز الحكومية والأبراج والقلعة ونهبوا ما بها. وكان في البلدة كثير من قبائل الطويرق وعتيبة والبقوم والنمور المتخلفون عن الجيش الهاشمي قد انضموا إلى المهاجمين المحتلين واختلط القاتل بالفاجر، وانتهز الذؤبان الادميون الضراة فرصة فقدان السلطة من البلدة وانتشار الاضطراب فيها فراحوا يقضون الليل في السلب والنهب والقتل وهتك الأعراض بلا رادع من دين أو ضمير أو سلطان وهاجموا البيوت وحطموا الأبواب ودخلوا على الأبرياء ومزقوهم بالسيوف وأطلقوا عليهم الرصاص، واستلبوا كل ما وجدوا من غال ورخيص)… ( ويتابع العطار السعودي صياغته لاعترافات عبد العزيز آل سعود، فيقول: (وقد وجد البدو ممن لهم ثارات عند الاهلين فرصة نادرة للانتقام فزحفوا إلى بيوتهم واقتحموها عليهم وقتلوهم شر قتلة تشفيا منهم، وهتكوا أعراضهم، وبعد أن ذبحوهم وضعوا رقابهم في حنفيات الماء والصهاريج فشربوا من دمهم وتوضأوا بالماء الملوث بالدماء البريئة وصلوا!… ولم يكلفوا أنفسهم عناء استلام الأساور الذهبية من أيدي النساء الممدة بل قطعوا أيديهن وأرجلهن ولبس "الإخوان" الحلي وهذه الاساور بأيديهم ووضعوا القلائد الخرزية والذهبية في رقابهم كي لا تعيقهم عن بقية النهب والقتل… وهكذا "دخل سلطان الدين السعودي " أي سلطان بن بجاد البلدة وأخلاها من السكان المدنيين وحشدهم كلهم في حدائق شبرا وقصرها العتيد، وكان النساء سافرات لاول مرة في هذه البلاد وكن مع الرجال ومكثوا أياما بلا طعام ولا ماء!). وردا على زعم عبد العزيز براءته من مذبحة الطائف والتى كتبها العطار يقول ناصر السعيد : ( ولنا ملاحظة بسيطة نرد بها على مزاعم المؤلف العطار.. التي أراد بها ابعاد ابن السعود وأسياده وقادته الانكليز عن مسؤولية هذه المذابح التي راح ضحيتها في "تربة والحيوة والطائفوجدة فقط" أكثر من /150000 / إنسان من الذكور والاناث والاطفال… ان هؤلاء القتلة ما تحركوا الا بأمر عبد العزيز وقيادة الانكليز من أمثال جون فيلبي الذي رافق كافة حملات المذابح وخطط لها.. وحينما أراد عبد العزيز الصاق هذه الجرائم بقائد جيشه ابن بجاد رد عليه ابن بجاد في مجلسه في مكة أمام الحاضرين من أهل الحجاز بقوله: (أنت الذي أوصيتني يا عبد العزيز أن أقتل البرئ ليرضخ العاصي وان أفتك بلا رحمة حتّى تكل السيوف من رقاب أهل الحجاز الكفار)!.. فخرس عبد العزيز لهذا الرد.) . انتهى النقل من كتاب ( ناصر السعيد ) . أخيرا : نضع بعض ملاحظات 1 قتل السعوديون 150 ألفا فى مذبحة الطائف الثانية فقط . فماذا عن المذابح المجهولة والمنسية فى ريف سورياوالعراق والأردن ؟ وهذا فى الدولة السعودية الثالثة فقط ، فماذا عن مئات الألوف من القتلى بسيوف الدولة السعودية الأولى؟ نتساءل : 2 : الجميع يتذكرون مذبحة دير ياسين وكفر قاسم التي ارتكبها الصهاينة قبل إقامة دولتهم والضحايا بالعشرات فقط . ولكن لا أحد يتذكر مئات الألوف من ضحايا الدولتين السعوديتين الأولى والثالثة . 3 : الكل يركز على داعش ووحشيتها متناسيا ان داعش إحدى منتجات الوهابية السعودية ، وأنها أصلا صناعة سعودية لتدمير العراقوسوريا لأن الأسرة السعودية لا تشعر بالأمن مع وجود دول قوية تجاورها فى العراقوسوريا وإيران . ولقد انقلبت على الأسرة السعودية كما انقلب عليها من قبل الإخوان النجديون والإخوان المسلمون.. كلهم وهابيون ، وهم في شقاق. 4 متى يتحرر الحجاز من الاحتلال السعودى ؟ والى متى يصبر أحرار الحجاز على هذا الهوان ؟ 5 اعتاد الوهابيون انتهاك حرمة البيت الحرام بالقتل، فمتى يتحرر بيت الله الحرام من السيطرة الوهابية ؟ ------------------ بقلم الدكتور/ أحمد صبحي منصور من علماء الأزهر الشريف سابقا