«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجلة«الأدب الإسلامي»تبحث عن تجليات فلسطين

الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة-الجزائر
أصدرت رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالمملكة العربية السعودية العدد الجديد من مجلة الأدب الإسلامي،والذي حمل رقم:85،المجلد:22،والخاص بشهر جمادى الأولى1436ه-كانون الثاني(يناير)-آذار(مارس)2015م،وقد جاءت افتتاحية العدد بعنوان: «تشوهات في خارطة الثقافة العربية»،كتبها مدير تحرير المجلة الدكتور وليد قصاب،ومما ذكره فيها أن من يتأمل خارطة المشهد الثقافي العربي المعاصر لا يشعر بالتفاؤل،حيث تبدو له هذه الخارطة مبتلاة بكثير من التشوهات، التي تشعر أن صحتها معتلة بعلل خطيرة،وهي علل أيسرها أنها لا تسعف على تمثل شخصية واضحة الملامح لهذه الأمة التي تُنتجها،وهوية الحضارة التي تصدر عنها،وهذا بؤس حقيقي في ثقافة أية أمة،وهو مؤشر إلى مرض عضال .
ويُرجع الدكتور وليد قصاب الأسباب التي أدت إلى وقوع التشوهات في خارطة الثقافة العربية إلى جملة من العوامل،لعل أبرزها عدم وضوح التصور الفكري الذي تصدر عنه الثقافة العربية المعاصرة،فهي كخبط العشواء،أو حاطب ليل،وكل فيها يُغني على ليلاه،مما يجعل الإبداع الثقافي خليطاً متناقضاً ينسف بعضه بعضاً،وقد يلعن بعضه بعضاً،وذلك عائد إلى تعدد-أو تضارب-المصادر، والمنابع الثقافية التي يصدر عنها الأدباء، والمفكرون.
وقد ختم الدكتور وليد قصاب افتتاحية العدد:85من مجلة الأدب الإسلامي بالقول: «ومن هذا البؤس ذلك الإلغاء والإقصاء اللذان تمارسهما كل فرقة من الفرق المنتجة للثقافة عندنا في حق المخالفين لها في الرأي،حتى غدا القمع والاستبداد سمة واضحة من سمات هذه الثقافة،وغدت شعارات تتهم بالتزمت،أو الرجعية،أو السلفية،أو الظلامية،أو التفسيق،أو التبديع،أو التكفير،أو ما شاكل ذلك،من الذائع المشهور الذي تحفل به كتابات أهل الثقافة والفكر عندنا،وهذا ما يجعل الشك محيطاً بكل ما ينتجه أي طرف من الأطراف،ويوقع المتلقي-ولاسيما من عامة الناس-في بحر من الحيرة،والاضطراب لا يعرف خلاصاً منه.
إن التزمت والغلو،وإن التطرف و أحادية النظرة هو الذي يقود إلى ذلك،ولابد من تقبل الآخر،والانفتاح عليه،فذلك يغني الثقافة،ويتجاوز بها أزمتها».
وقد تساءل الباحث عبد الملك بومنجل في المقال الأول من المجلة عن الإسلام والفن:كيف يلتقيان،وخصص الدكتور محمد عثمان صالح من السودان مقاله للحديث عن« إمام علي الشيخ وموقعه في خارطة الشعر السوداني»،حيث استهل مقاله بالقول: «الشاعر إمام علي الشيخ-رحمه الله تعالى-كان رائداً من رواد الأدب الإسلامي،وعضواً فاعلاً في رابطة الأدب الإسلامي بمكتب السودان الإقليمي.وفي أخريات حياته كرمته الرابطة ضمن فعاليات مهرجان الأدب الإسلامي الثالث في الخرطوم.وكان ذلك في لقاء مشهود في قاعة الشهيد الزبير محمد صالح للمؤتمرات،وبحضور رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية،وعدد من أعضاء مكتب البلاد العربية،فمن هو الشاعر الأديب إمام علي الشيخ؟وما مكانته بين الأدباء العرب في السودان؟
تتناول هذه الدراسة التعريف بالشاعر إمام علي الشيخ،نشأته وعصاميته،وموهبته،وتجاربه،وعقيدته،وفلسفته،وجهاده،ومكانته بين الشعراء العرب،وأعماله،ونشاطه،وتقدير الأدباء له...».
وقد كتب الشاعر محمد ياسر أمين الفتوى من سورية قصيدة موسومة ب: «المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين»،ونشرت المجلة قصة قصيرة للأديب العراقي صديق حامد نزاركي،بعنوان:«الغريب والكلاب»،وفي باب لقاء العدد،نلفي حواراً مع الناقد الدكتور حسين نصار،نُشر بعنوان:«اللغة العربية اليوم يتيمة بين أهلها»،وقد قدمت المجلة تعريفاً بالدكتور حسين نصار جاء فيه:«ولد حسين نصار في25أكتوبر1925م،وهو أديب،ومؤلف،ومحقق،ومترجم مصري،عمل في عدد من الجامعات المصرية،والعربية،شغل منصب رئيس الجمعية اللغوية المصرية،والجمعية الأدبية المصرية،وكان عضواً في عدد من الجمعيات العلمية،واللغوية،والأدبية،والثقافية الأخرى.له تسعة كتب مترجمة من الإنكليزية،ومؤلفات حول الكتابة الفنية في الأدب العربي،وإعجاز القرآن الكريم».
وقد حاور الدكتور حسين نصار الباحث صلاح حسن رشيد من مصر،ومما جاء في إجابة الدكتور حسين نصار عن سؤال يتعلق بمعاناة اللغة العربية من الغربة بين أهلها: «العيب في المجتمع،وليس من المسئولين،فالكل اليوم يحتقر اللغة العربية من أعلى هرم السلطة حتى أصغر فرد في البيئة العربية،ولقد سمعت حكاية مفادها أن إحدى السيدات أرادت أن تقدم لابنها في إحدى المدارس الخاصة ذات الرسوم الباهظة،وعندما قابلت مدير المدرسة،استعرض أمامها المواد الدراسية التي سيدرسها ابنها،ومن بينها اللغة العربية،فردت باشمئزاز:أنا أتيت به،ودفعت له كل هذه المصاريف بالدولار ليدرس اللغة العربية...؟
يا سيدي العربية يتيمة بين أهلها،الذين انعدم وعيهم الحضاري، والسياسي لأهميتها،وباتوا يرطنون باللغات الأخرى،مهملين لغة القرآن،وأفضل لغة على ظهر الأرض،وعلى فكرة،اللغة مثل العلم،وهل تقبل أن أي إنسان يدنس علم أي دولة عربية؟بالقطع لا،لأنه رمز،وشعار لها،كذلك اللغة العربية رمزنا،ومصدر هويتنا،ومما أستغرب له كثيراً أن هناك قانوناً مصرياً بأن تكون المخاطبات بين الشركات بالعربية،والترجمة إلى الإنجليزية،لكن هذا لا يحدث،لأن المكاتبات تتم باللغات الأجنبية،فلماذا لا يتم تفعيل هذا القانون عربياً...؟».
وفي إجابته عن سؤال يتعلق بدور المجامع اللغوية العربية،وعلى رأسها المجمع القاهري،يقول الدكتور حسين نصار:«المجمع القاهري،وكذلك المجامع الأخرى،نجحت في مهمتها،خاصة في وضع المصطلحات،والألفاظ،وتيسير النحو،والصيغ العربية،إلا أنني أرى أن العربية لن ترتقي طالما أننا ننظر إليها نظرة دونية،فقضية اللغة قضية عامة تستدعي جهود الجميع،وليس فصيلاً واحداً».
وقد كتب الباحث المغربي الدكتور الطيب رحماني من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة في المغرب مقالاً جاء بعنوان:«من قضايا النقد العربي القديم:الاستقلالية والانفتاح»،وقد خلص في ختامه إلى أن قضية التأثر والتأثير تعد واحدة من جملة قضايا الأدب العربي القديم المثارة على منبر النقد العربي الحديث،وقد تعددت في معالجتها الآراء،واختلفت في مقاربتها المواقف،وهذا دليل بين على أن القضية ما زالت تحتاج إلى مجهودات جادة،وأبحاث صادقة تكشف عن حقيقة الاتصال العربي بالأمم الأخرى بهدف تحديد حجم التأثير الذي لحق الأدب العربي القديم.
ولعل المدخل الصحيح لتلك الأبحاث يكمن في تحديد طبيعة المؤهلات،والإمكانات التي توافرت لدى الذات العربية الإسلامية،وهي تباشر عملية الاتصال بالأمم الأخرى.
فإذا تم تصحيح المدخل،أمكن الوصول إلى نتائج صحيحة،ولا شك أن القول بتفوق المسلمين حضارياً في القرون الوسطى،مما يسجله التاريخ،ومن تم فاتصالهم بغيرهم،كان بدافع محض الاستفادة والاطلاع،وليس للحاجة،والتقليد،كان التأثير اليوناني-وغيره- محدوداً في الأدب العربي نظراً لعدة عوامل أبرزها المؤهلات البيانية العالية التي كان يتمتع بها الأدباء العرب،والتي مكنتهم من هضم المؤثرات المناسبة،وتجاوز المعطيات الخاصة بالأمم الأخرى.
ومن بين المقالات المتميزة التي ضمها العدد:85من مجلة الأدب الإسلامي،مقال كتبته الباحثة الدكتورة زينب صبري بيرة جكلي من سورية،عنونته ب: «الملا فتح الله الحلبي ثم المدني الشهير بالنحاس»،وقد استهلت الدكتورة زينب صبري مقالها بالإشارة إلى أن فتح الله بن عبد الله النحاس عاش في القرن الحادي عشر الهجري(ت:1052ه-1642م)،في عصر كانت فيه بلاد الشام تنضوي تحت لواء الدولة العثمانية،وتضم بين جنباتها شعوباً عديدة،وهذا التمازج بين شعوبها أدى إلى التأثر والتأثير في العادات،والتقاليد،واللغة،والأفكار،وقد كانت الدولة قد عنيت بفقراء الحرمين الشريفين،ولاسيما بالمجاورين منهم،حتى غص بهم الحرمان،وكانت تعنى بتأمين طرق الحجيج من غارات البدو.
وفي قسم الدراسات كتب الدكتور سعيد أصيل من الجامعة الدولية بالدار البيضاء في المغرب الأقصى بحثاً متميزاً تحدث فيه عن:«مفهوم القراءة والقارئ عند ابن المقفع»،وقد نبه الدكتور سعيد أصيل في مستهل مقاله إلى أنه لا يدعي وجود نظرية للتلقي في النقد العربي القديم،كما هو متعارف عليها اليوم بمصطلحاتها،ومفاهيمها،ومناهجها،وبنائها النظري،ونسقها العلمي،ولكن حسبنا أن نبحث في ثنايا تراثنا عن وجود تصور،أو تصورات معينة،تتناول آراء،ومبادئ تهم القارئ،وطريقة القراءة،أو التلقي الذي يمارسه هذا القارئ،أو ذاك المتلقي كما ينظر إليه مفكرون ونقاد...
وقد اتضح للدكتور سعيد أصيل في سياق دراسته أن ابن المقفع يصنف القراء إلى أربعة أصناف:
أ-العارف بحقوق الكلام:وهو الذي يجب على المرسل إرضاؤه،وإيلاؤه الاهتمام الكبير،فإذا وصل إلى هذه الغاية فقد تحققت العملية التواصلية معه،وأعطى من خلال رسالته تلك كل مقام حقه.
ب-الحاسد:وهو القارئ الذي لن يرضى على المرسل،ولا على الرسالة،لأن الحسد سيمنعه من ذلك،وسيشكل حاجزاً،أو عائقاً يحول دون سلامة عملية التلقي ونجاعتها،ما دام ينظر إلى صاحبها،لا إليها،وإلى المقول عوض القائل.
ج-العدو:وهو أيضا قارئ لا يمكن إرضاؤه بسبب نظرة العداء المتحكمة في نظرته إلى صاحب الكلام والمقال،ومن ثم لن ترضيه الرسالة أبداً مهما بلغت من درجة الحسن في الإتقان،وجودة السبك،وسلامة التعبير،ودقة الأفكار،وأهميتها،وهو أيضاً يحاكم الرسالة انطلاقاً من الاعتبارات الشخصية الخاصة التي تؤطر علاقته العدائية بصاحبها.
د-الجاهل:وهذا النوع من القراء لا حاجة لمنتج الرسالة به،وعليه عدم الاهتمام به،بل يجب تغييبه أثناء عملية إعداد الرسالة،فلا رابطة يمكن أن تكون بينهما،فلست منه،وليس منك.
وحمل مقال الدكتور فيضان قادر من باكستان عنوان:«المديح النبوي في شعر الشعراء الأرديين غير المسلمين»،وخصصت الدكتورة نعمات أحمد فؤاد دراستها للحديث عن:«بروتوكولات صهيون»،وذلك في قسم من ثمرات المطابع.
وقد عنون محمد سيف الإسلام بوفلاقة من الجزائر مقاله ب«فلسطين في الشعر الجزائري»،وقد افتتح مقاله بالقول: « تعد القضية الفلسطينية واحدة من أبرز القضايا التي اهتم بها شعراء الجزائر،فقد رافق الشعر العربي الجزائري قضية فلسطين منذ ظهورها على المسرح العالمي في العشرينيات من القرن الماضي، وكان الشعراء يستغلون كل مناسبة لتأييدها، وقد تابعوها في جميع مراحلها، وأطوارها المختلفة منذ إعلان » وعد بلفور« سنة: 1917 م, مرورًا بانتفاضات الشعب الفلسطيني في الثلاثينيات، ثم رفضه قرار التقسيم، وقد وقف شعراء الجزائر إلى جانب فلسطين والعرب أثناء حرب: 1948 م، ونكسة: 1967 م، ثم تجاوبوا مع انتصارات الثوار الفلسطينيين، وأبطال المقاومة، وأطفال الحجارة بعد ذلك حتى اليوم،فمن يطلع على النتاج الأدبي الجزائري يلاحظ أنَّ الشعراء الجزائريين لم يكونوا معزولين عن قضايا أُمتهم العربية، على الرُّغم من الجدار الحديدي الذي ضربه حولهم الاستعمار الفرنسي منذ الاحتلال سنة: 1830 م، وحتى الاستقلال سنة :1962 م، لأنَّ صلة الشاعر الجزائري بالمشرق العربي وقضاياه ومشاغله صلة وطيدة، وعريقة، وتأتي قضية فلسطين في الصدارة، بِحيث لا نغالي إذا قلنا إن النتاج الأدبي الجزائري،شعرا ونثرا، في القرن الماضي دار في معظمه حول ثلاثة محاور : الوطنية، والعروبة، والوحدة العربية ، وفلسطين، ولسنا في حاجة إلى أن نعدّدَ الروابط التي تربط بين فلسطين والجزائر منذ فجر التاريخ العربي حتى الآن، كما أنَّه لا حاجة بنا إلى أن نقارن بين واقع فلسطين بعد أن تآمر عليها الاستعمار، والصهيونية العالمية، وبين الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي،فكلاهما عرف الاستعمار الاستيطاني، وذاق الإرهاب بِشَتَّى صوره وأشكاله، وتعرّضَ لِمُحَاولات القضاء على مقوماته الأصلية من لغة، ودين، وتاريخ، وحضارة، بل عرف أخطر من هذا، محاولة إلغاء كيانه ومحوه من الوجود، وهذا هو ما يفسر اهتمام الشعراء الجزائريين بنكبة فلسطين، وكان إحساسهم حادا عنيفا ضد الاستعمار، والصهيونية ،والتسلط ،والغزو الأجنبي) للتوسع ينظر:د. عبد الله ركيبي : فلسطين في النثر الجزائري الحديث، مجلة الثقافة الجزائرية، العدد : 27، جوان – جويلية، 1975 م، ص : 37 ( .
وقد وقف محمد سيف الإسلام بوفلاقة من الجزائر،في مقاله مع واحد من الكتب المتميزة التي تطرقت إلى القضية الفلسطينية،وتجلياتها في الشعر الجزائري،حيث يقول في هذا الصدد: «ويجيء هذا الكتاب:«فلسطين في الشعر الجزائري الحديث»للباحثة فاطمة الزهراء بن يحيى ،ليؤكد على أن الشعر الجزائري ركز بشكل كبير على القضية الفلسطينية منذ العشرينيات من القرن المنصرم،ومازال يتفاعل مع تطوراتها إلى أيامنا هذه.
وقد اختتم سيف الإسلام بوفلاقة مقاله عن فلسطين في الشعر الجزائري بالقول: « كرست الباحثة فاطمة الزهراء بن يحيى الفصل الأخير من الكتاب لتسليط الضوء على الخصائص الفنية التي ميزت الشعر الجزائري الذي اهتم بالقضية الفلسطينية،وقد بدا لها أن الشعر الجزائري عالج القضية الفلسطينية انطلاقاً من نظرة دينية، وقومية ،وإنسانية،ولم يقتصر على الشعر العمودي فحسب،بل انفتح على الشعر الحر أيضاً،وقد كان في مجمله ذا دلالات ثورية ،وروحية خالصة،وقد حفل الشعر الجزائري بمضامين عميقة،وواكب تطورات القضية الفلسطينية بدقة،وهاجم بعض الحكام المتخاذلين،وصب جام غضبه على الجرائم الصهيونية المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني المقاوم والصامد في وجه المظالم،والعدوان الغاشم،كما أنه لم ينطلق من نظرة عنصرية، وعصبية،بل كان هادفاً وواقعياً في طرحه للقضية الفلسطينية، وطرائق حلها من خلال انطلاقه من أسس واقعية يمليها على الشعراء التاريخ، والحقائق، التي تؤكد حق الشعب الفلسطيني في تحرير كامل أراضيه المغتصبة.
وقد ذهبت المؤلفة في رصدها للأبعاد الإنسانية التي ميزت الشعر الجزائري الذي كُتب عن القضية الفلسطينية إلى أنه مثل ظاهرة إنسانية واحدة وهي المناداة بالحرية، والتحرر،كما مزج بين القضية الفلسطينية، والقضايا التحررية في العالم،وتميز برؤيته المقاومة والواقعية الدقيقة،ومن أبرز الظواهر الفنية التي لاحظتها المؤلفة في الشعر الجزائري الذي تناول القضية الفلسطينية التعبير عن المعاني بأسلوب صريح ومباشر،واستعمال أساليب السخرية في تصوير بعض الظواهر،والاقتباس من التراث الديني ولاسيما من القرآن الكريم والتراث الشعري العربي القديم».
وتحدث الدكتور مساعد بن مطلق الحربي في قسم رسالة جامعية،عن دراسته الموسومة ب «النقد التطبيقي عند حسين علي محمد...دراسة وتقويماً» ،وقدمت المجلة عرضاً عن كتاب الوسطية في منهج الأدب الإسلامي للدكتور وليد قصاب.
د.محمد سيف الإسلام بوفلاقة
-جامعة عنابة-الجزائر
العنوان:
الأستاذ/محمد سيف الإسلام بوفلاقة
boufalaka mouhamed seif islam
ص ب:76 A ( وادي القبة) -عنابةالجزائر
المحمول: 775858028 (213)00
الناسوخ (الفاكس) : 35 15 54 38 (213)00
البريد الإلكتروني : [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.