مستشار / أحمد عبده ماهر هجوم العمائم ومن شايعهم على تجديد الفكر والمفكرين له سمت خاص ومذاق قديم، فهناك مصطلحات تلقيها الألسن بغرض القدح في المجتهدين من مثل [الرويبضة] وهي تعني الرجل الحثالة يتكلم في أمور العامة والدين. ومن مثلها [المتبولون في ماء زمزم] في إشارة إلى رجل تبول ببئر زمزم ولما سألوه عن سبب ذلك قال بأنه رجل من حثالة الناس لا يأبه به أحد... لكنه أراد أن يفعل شيئا ليأبه الناس له، فتبول ببئر زمزم. وهذه المصطلحات وأشباهها تعجب العوام الذين يشجعون الفقه القديم ليس لصحته ولا لفهمهم صحيح الفقه من السقيم ....لكنهم يحبون اللعب في المضمون كمن يشجعون فريق البرازيل لكرة القدم دون أن يكون لهم مفهوم عن قواعد كرة القدم ولا حتى يعرفون أين تقع البرازيل. إن حربنا مع الفقه القديم لها أسس وقواعد لا يعلمها كثير من الناس، فالفقه القديم خرج عن عقول ذات إدراك ضعيف وفكر سقيم في غالبه ....وهو الأمر الذي يخالف تماما ما تم حشوه بأدمغة الناس من أن الأئمة والفقهاء أنهم أفهم الناس وأعلم الناس وأذكى الناس. وحربنا مع الفقهاء المحدثين تتركز حول فقدانهم الضمير والإخلاص بأن اعتمدوا منتجات الخرق العقلي للقدماء وصاروا يتوارثونها أجيالا وراء أجيال، حتى صار مثلا ما يسمى بالطب النبوي شائعا في بلداننا الإسلامية من فرط جهل الفقهاء الذين نقلوه والشعوب التي وضعت عقولها في جيوب الفقهاء حتى وصلنا، لذلك اشتهر بيننا العلاج بأبوال الإبل بينما نحن لا ندرك بأن هذا إسفاف عقلي تزعمه الفقهاء ونقلوه لنا ولا يحاربونه أبدا بل يحاربوننا نحن. وتجد غالبيتنا يؤمن بوجود ذكور الشياطين وإناثها بدورات المياة ببيوتنا لذلك فنحن نتعوذ منها قائلين [نعوذ بالله من الخُبُث والخبائث]....وبدون أن ندري بث فينا الفقهاء بأن ذكور الشياطين اسمهم [الخُبُث] وأن إناث الشياطين اسمهن [الخبائث] وهكذا أصبحت عقولنا مطية لخرائب فكر الأقدمين بواسطة الفقهاء المحدثين...فهل تستطيع أن تُقسم بالله أن [الخُبُث] هم ذكور الشياطين؟.. إننا في حرب ضد إهدار الحياة الإنسانية وقهر الناس والشعوب لتكون على فقه الفقهاء.....ألم يشرعوا قتلكم لترك الصلاة....ألم يشرعوا قتلكم للردة.....ألم يشرعوا قتلكم بمجرد أن يقول عنك أحدهم بأنك زنديق..بل هم يقتلونك ولا يقبلون لك توبة...وغير ذلك كثير. فمن منا من يحارب لأجل إعلاء كلمة الله ومن هم الذين يحاربون لأجل بقاء فقه الخرف والقتل......فمن منا الذي يبول ببئر زمزم ومن منا الرويبضة؟. وهم يحاولون تضخيم أمر مطالباتنا لهم بضرورة التجديد والتنقية لتراثنا ومناهجنا الدراسية بالأزهر حتى يبقى الأمر على حاله، فيقولون عنا بأننا نريد تغيير أصول الدين ليكسبوا الجهلاء في صفهم .......فهل أمسك علينا أحد أننا نريد تغيير القرءان؟، وهل ضبط أحدنا متلبسا بجريمة الاستنجاء بأوراق كتب السنة كما يبيحون هم الاستنجاء بأوراق التوراة والإنجيل؟....لأسفي نحن شعوب غالبيتها ذات إدراك متواضع لتعودنا الحكم بالعواطف دون العقل لذلك يستخدم الفقهاء هذه الخصيصة فينا ليستمر موات العقل فينا. نحن يا سادة نحاول هدم دولة النقل بلا عقل لنشيد على أنقاضها دولة التحقق والتيقن فلماذا المقاومة إلا إن كنتم جنود إبليس. ---------------------------------------- بقلم مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي