لا يستطيع أحدا منا أن يعيش حياته بدون حب أيا كان هذا الحب ؛ ولكن الحب الذى سيكون محور موضوعنا هنا هوا الرومانتيكى، أو العاطفى، أو العلاقات العاطفيه . أراء كثيره قد اختلفت فى مدى حرمانية الحب أم كونه حلال ، ففريق يرى أنه محرم قطعا اما لأنه يحدث فيه تجاوزات واما أنه يؤدى الى فتن وغيرها ، وفريق يرى أن القائلين بحرمانية الحب ماهم الا قوما متشددين أصحاب لحى والى غير ذلك لذا فهم يتركون الباب مفتوحا على مصراعيه ويامرحبا بالحب الشهوانى ونزواته . ولكن دعونا نتحدث بالعقل ونرد على كل واحدا منهم بالعقل لنطرح لسيادتكم وجهة نظرنا ؛ فبالنسبه للفريق الأول والقائلين بقطعية حرمانية الحب فهم يرون أن هذا الحب فى عالمنا المعاصر ماهو الا فتن ونزوات لذا فالأفضل أن يأتى الحب بعد الزواج وهذا مانعرفه الأن فى الشارع المصرى باسم (( زواج الصالونات )) ، ولكننا نرى أن هذا الرأى قد شابه النقد لأن الحب هوا سنة الكون فبالعقل الجنين فى باطن امه هل تحبه الأم بعد ميلاده أم انها تحبه حتى وهوا جنين ؟ الناظرون الى قصة زواج الصادق الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يرى أن السيده خديجه أحبته فتزوجها ليس تزوجها فأحبها ، وان كان الحب محرما أيضا فلماذا قال رسولنا (( لم ير للمتحابين مثل النكاح )) ؟ الحديث هذا تفسيره انه اذا نظر رجل لامراءه أجنبيه فأحبته فلابد أن ينكحها وأعظم علاج للعشق هوا النكاح أى الزواج . وأيضا لماذا تعرض الامام ابن القيم لمسألة الحب وتحدث فيها ووضع شروط لها . وكيف نقيم علاقات زوجيه دون حب ؟ فكروا فيها . أخلص من ذلك أن الحب الى الأن فى موضوعنا هوا حلال ولكن صبرا فدعونا نتحدث عن وجهة النظر الأخرى والتى هى أيضا منتقده ، فكيف يحلل الشرع لنا شيىء ونلوثه بأيدينا فكيف يكون الحب حلال ولكن فيه تجاوزات لشرع الله ؟ أبدا ان الحب الصادق ليس به أدنى تجاوزات وهذه التجاوزات وان حصلت فهذا يكون حبا شهوانيا تحكمه النزوات والغرائز ويكرهه الله . اذا فنرى أن الحب جائز ولكنه مشروط بألا يكون هناك مخالفه لشرع الله وأن لا يتم تجاوز الحدود وأن يكون غرض المتحابين النكاح ليس فقط قضاء الأوقات السعيده واللهو ليلا والمرح الى خلاق ذلك والأهم من كل ذلك أن لايلهوك هذا الحب عن ذكر الله وعبادته ، اذا فالحب يأتى أولا ثم يتحول الى زواج لقيام أسر قويه تقوم على علاقات وطيده متفاهمه جيدا . محمد حسن