رحل في 17 يونيو 1998 عالما جليلا يُستعصي علي النسيان يكفيه تفسير كتاب الله وتعلق قلوب المصريين به وقد كان الأقرب "للقلوب"ولم يزل. أكتب عن ذكري رحيل الشيخ محمد متولي الشعراوي التي مرت كالعادة في هدوء لأن للإعلام المصري شواغل أخري وللحديث شجون .من الصعب التأريخ لمسيرة الشيخ الشعرواي الأزهري صاحب الرسالة . العالم الجليل المفسر لآي الله وقد كانت البداية " لظهوره" إعلامياً في برنامج تليفزيوني شهير هو" نور علي نور" مع الإعلامي أحمد فراج فإذا بحديث الشيخ الشعرواي يدخل القلوب لفصاحته وقد كان متمكنا من اللغة العربية فضلا عن بساطته وعفويته وهو ماجعل تفسيره لكتاب الله ميسرا علي الفهم ليكمل المسيرة منفردا حتي النهاية. هناك محطات في حياة الشيخ الشعراوي منها مرحلة الإعارة للملكة العربية السعودية للتدريس بجامعاتها وكذا مرحلة السفر للعمل بالجزائر وقد تولي مناصب كثيرة " أهمها منصب وزير الأوقاف في أواخر السبعينيات في عهد الرئيس السادات وهو من أصدر قرارا بإنشاء بنك فيصل الإسلامي ويحسب له الزهد وقد قدم إستقالته من منصب الوزير وذاك غيرمألوف وقد آثر التفرغ لتفسير القرآن الكريم. سيظل تفسير الشعرواي للقرآن الكريم الأقرب للقلوب وهاهي تسجيلاته تعاود الظهور في شهر رمضان المعظم في تقليد سنوي يطمئن القلوب في الشهر الفضيل. تجربة الشيخ الشعرواي غير متكررة وقد كان وسطيا لايعرف الغلو والتطرف وكم يؤسف غياب من يكمل مسيرته لتفجع مصر في شبابها وقد سيقوا كرها إلي السير في فلك الفكر الهدام في مشاهد تؤكد العجز التام عن الإقتراب من عقول أجيال كانت تبتغي الحديث إليها بالحكمة والموعظة الحسنة وقد وقر يقينا أن الشيخ الشعرواي كان بمثابة مؤسسة لقوة إقناعه وبلاغته حتي أنه كان الأقرب من أي مرجعية دينية لقلوب المصريين. في ذكري رحيل الشيخ الشعراوي يكفيه أنه فسر القرآن " عملا" صالحا يشهد عليه يوم الحساب . هو في القلوب لاينسي وإن إنشغل الإعلام بشواغل لاتغني ولاتسمن من جوع . منهج الشيخ الشعراوي هو الأجدر بالتطبيق" الآن" تصديا للأفكار الهدامة. ياتري من يفعلها؟!. الأمر يحتاج "مَلكات" خاصة وموهبة فطرية وعلم عزير وقدرة علي الإقناع . كم أن الأمر عسير .؟!