مستشار / أحمد عبده ماهر يؤمن جميع الخلائق بتطور الفهم والإدراك البشري في كل شيئ ما عدا المسلمون فهم لا يؤمنون بتطور الفهم البشري لنصوص القرءان والسنة. وإني لأراهم يكفرون بدلالات الآية الكريمة: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } فصلت الآية 53. فهي تعني أن الله دوما ..وبعد نزول القرءان وموت النبي محمد...سيرينا من دلائل قدرته وعظيم قضائه ما يبعث على الإيمان به. وأراهم أيضا يكفرون بدلالات قوله سبحانه: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ } سورة الحجر الآية21. فهذه أيضا تعني بأن لكل شيئ خزائن وأن الله ينزل كل شيئ بقدر، فالعلم خزائن عند الله وينزله رويدا رويدا على بني الإنسان ليحقق معادلة [سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا] الواردة بالآية من سورة فصلت...وبما يعني أن التطور العلمي يؤثر في فهم القرءان. لكن المسلمون لا يتزحزحون ويتصورون العلم علمانية كافرة، ويتصورون الليبرالية إنحلال ومجون، ولا يريدون إلا أن يجلسوا القرفصاء ليشربوا، ويطلقوا لحاهم ، ويتداووا بالحبة السوداء والعسل الأبيض.....ويظنون بأنهم على الحق المبين وليس هذا فحسب بل صنعوا طواغيت من أئمة الأمة كالبخاري ومسلم وأبوحنيفة والشافعي وغيرهم ، فهم لا يتقربون لله إلا بقول هؤلاء الأجلاء، بصرف النظر عن قصر نظرة هؤلاء الأئمة وقصورهم المعرفي والثقافي والإدراكي حتى صرنا أمة تعبد الطاغوت وتتصور بأنها تعبد الله. وصنعوا توابيت ومصطلحات كلامية مثل [ لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها]... و [صريح المنقول مقدم على صحيح المعقول] وكانت هذه المصطلحات وغيرها سببا في تأخر الأمة وجمود العقول الفقهية بها، بل وتأخرها حضاريا وثقافيا ومعرفيا وعلميا وإدراكيا. وساعد على ذلك عقولا كئيبة صورت للناس استحالة تطور الدين، فجعلت اللباس دين فحرمت ملابس وحللت أخرى، وحددت للناس حركاتهم وألجمتهم بدعاء الصباح والمساء، ودعاء دخول الخلاء، ودعاء الجماع،وووالخ....وهكذا تم تكبيل حياة الدين في القلوب والقوالب فصرنا بلا دين ولا حياة. وكل ذلك لعدم إيماننا بالتطور الفكري، ولركون المثقفين بالأمة وتركهم أمر الدين لخريجي أضعف جامعات العالم وهي جامعة الأزهر، وبذلك تجمد المسلمون وانقسموا وصار هؤلاء يعتبرون أنفسهم مؤمنين ويعتبرون الآخرين فاسقين، وساعد على ذلك عدم التزام المثقفين بأداء فرائض الشعائر، فصارت هي حجة الإسلاميين في رجم الآخرين بالفسق..... وهكذا ماجت الأمة بين أناس لا يفهمون الدين، وآخرين لا ينفذون الدين....فأصبحنا كما ترى.... لأننا جميعا لا ننفذ الأمر الأول بالإسلام [اقرأ]...وإن قرأنا فنحن لا نتدبر....وإن تدبرنا فنحن لا ندعو غيرنا لمعروف ولا ننهى عن منكر لأننا نعيش أزهى عصور الفتور الشرعي. مستشار/ أحمد عبده ماهر محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي