سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن في بداية الأسبوع السبت 11 مايو 2024    انخفاض أسعار الدواجن لأقل من 75 جنيها في هذا الموعد.. الشعبة تكشف التفاصيل (فيديو)    هشام إبراهيم لبرنامج الشاهد: تعداد سكان مصر زاد 8 ملايين نسمة أخر 5 سنوات فقط    مندوب مصر لدى الأمم المتحدة: ما ارتكبته إسرائيل من جرائم في غزة سيؤدي لخلق جيل عربي غاضب    الطيران المروحي الإسرائيلي يطلق النار بكثافة على المناطق الجنوبية الشرقية لغزة    الإمارات تستنكر تصريحات نتنياهو حول دعوتها للمشاركة في إدارة مدنية بغزة    مأ أبرز مكاسب فلسطين حال الحصول على عضوية الأمم المتحدة الكاملة؟    على طريقة القذافي.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة (فيديو)    حكومة لم تشكل وبرلمان لم ينعقد.. القصة الكاملة لحل البرلمان الكويتي    الخارجية الفرنسية: ندعو إسرائيل إلى الوقف الفوري للعملية العسكرية في رفح    البحرين تدين اعتداء متطرفين إسرائيليين على مقر وكالة الأونروا بالقدس    هانيا الحمامى تعود.. تعرف على نتائج منافسات سيدات بطولة العالم للإسكواش 2024    أوباما: ثأر بركان؟ يحق لهم تحفيز أنفسهم بأي طريقة    تفاصيل جلسة كولر والشناوي الساخنة ورفض حارس الأهلي طلب السويسري    «كاف» يخطر الأهلي بقرار عاجل قبل مباراته مع الترجي التونسي (تفاصيل)    جاياردو بعد الخماسية: اللاعبون المتاحون أقل من المصابين في اتحاد جدة    مران الزمالك - تقسيمة بمشاركة جوميز ومساعده استعدادا لنهضة بركان    نيس يفوز على لوهافر في الدوري الفرنسي    ضبط المتهم بقتل صديقه وإلقائه وسط الزراعات بطنطا    أنهى حياته بسكين.. تحقيقات موسعة في العثور على جثة شخص داخل شقته بالطالبية    الجرعة الأخيرة.. دفن جثة شاب عُثر عليه داخل شقته بمنشأة القناطر    حار نهاراً.. ننشر درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت فى مصر    مصرع شخص واصابة 5 آخرين في حادث تصادم ب المنيا    غرق شاب في بحيرة وادي الريان ب الفيوم    «آية» تتلقى 3 طعنات من طليقها في الشارع ب العمرانية (تفاصيل)    «عشان ألفين جنيه في السنة نهد بلد بحالها».. عمرو أديب: «الموظفون لعنة مصر» (فيديو)    عمرو أديب عن مواعيد قطع الكهرباء: «أنا آسف.. أنا بقولكم الحقيقة» (فيديو)    حج 2024.. "السياحة" تُحذر من الكيانات الوهمية والتأشيرات المخالفة - تفاصيل    تراجع أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 11 مايو 2024    سيارة صدمته وهربت.. مصرع شخص على طريق "المشروع" بالمنوفية    طولان: محمد عبدالمنعم أفضل من وائل جمعة (فيديو)    رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية: العدالة الكاملة القادرة على ضمان استعادة السلام الشامل    حظك اليوم برج الجوزاء السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حلمي طولان: «حسام حسن لا يصلح لقيادة منتخب مصر.. في مدربين معندهمش مؤهلات» (فيديو)    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    تراجع أسعار النفط.. وبرنت يسجل 82.79 دولار للبرميل    محمد التاجى: اعانى من فتق وهعمل عملية جراحية غداً    الإبداع فى جامعة الأقصر.. الطلبة ينفذون تصميمات معبرة عن هوية مدينة إسنا.. وإنهاء تمثالى "الشيخ رفاعة الطهطاوى" و"الشيخ محمد عياد الطهطاوى" بكلية الألسن.. ومعرض عن تقاليد الإسلام فى روسيا.. صور    وظائف جامعة أسوان 2024.. تعرف على آخر موعد للتقديم    جلطة المخ.. صعوبات النطق أهم الأعراض وهذه طرق العلاج    إدراج 4 مستشفيات بالقليوبية ضمن القائمة النموذجية على مستوى الجمهورية    أخبار كفر الشيخ اليوم.. تقلبات جوية بطقس المحافظة    زيارة ميدانية لطلبة «كلية الآداب» بجامعة القاهرة لمحطة الضبعة النووية    لتعزيز صحة القلب.. تعرف على فوائد تناول شاي الشعير    مادلين طبر تكشف تطورات حالتها الصحية    شهادة من البنك الأهلي المصري تمنحك 5000 جنيه شهريا    لماذا سمي التنمر بهذا الاسم؟.. داعية اسلامي يجيب «فيديو»    نقاد: «السرب» يوثق ملحمة وطنية مهمة بأعلى التقنيات الفنية.. وأكد قدرة مصر على الثأر لأبنائها    "سويلم": الترتيب لإنشاء متحف ل "الري" بمبنى الوزارة في العاصمة الإدارية    آداب حلوان توجه تعليمات مهمة لطلاب الفرقة الثالثة قبل بدء الامتحانات    حسام موافي يكشف أخطر أنواع ثقب القلب    5 نصائح مهمة للمقبلين على أداء الحج.. يتحدث عنها المفتي    فضائل شهر ذي القعدة ولماذا سُمي بهذا الاسم.. 4 معلومات مهمة يكشف عنها الأزهر للفتوى    نائب رئيس جامعة الزقازيق يشهد فعاليات المؤتمر الطلابي السنوي الثالثة    بالصور.. الشرقية تحتفي بذكرى الدكتور عبد الحليم محمود    واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة، الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة    محافظة الأقصر يناقش مع وفد من الرعاية الصحية سير أعمال منظومة التأمين الصحي الشامل    دعاء الجمعة للمتوفي .. «اللهم أنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حجاب المرأة والفتاة ما هو ...وهل هو فريضة
نشر في شباب مصر يوم 07 - 06 - 2015


مستشار / أحمد عبده ماهر
كثيرين من يسألونني هذا السؤال، ورأيت كيف ترنح الأمر بين أقوال الفقهاء والمفكرين بهذا الشأن، فهذا يقول بأنه فرض وذاك يقول بأنه ليس مفروضا، فما هي حقيقة الأمر؟.
أدون لكم هذا وفق ما تدبرته من فقه القرءان، وبغير ميل لهذا أو تصادم مع ذاك، وأبدأ بالآتي:
بأن آيات الحجاب الواردة بسورة الأحزاب عن أمهات المؤمنين هي أمر يخص أمهات المؤمنين فقط، وهي أمر للرجال وليست أمرا للنساء....
والأمر يقرر بأن يسألونهن أي متاع من وراء حجاب ، فقد كانت لنساء النبي خصوصيات... منها أنه من يأت منهن بفاحشة يضاعف لها العذاب ضعفين....وأن من تقنت منهن لله ورسوله فلها ضعف الثواب.... ولا يحق للمسلمين التزوج منهن بعد رسول الله.
وعودة لآيات الحجاب بسورة الأحزاب التي تقرر:
{ .... وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً }الأحزاب53؛
فالمتدبر الواع يجد أنها أوامر للصحابة وليست أوامر لنساء النبي.
والاختلاط بين الذكر والأنثى ورؤية كل منهما للآخر أمر وضع الله أساساته وأباحه في قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13.
فالتعارف بين الذكر والأنثى أمر من دواع الفطرة لكن لابد أن تظللها التقوى، وهنا يجب العمل على تربية النفس لتتمكن من التمسك بالتقوى إبان هذا التعارف الذي صرّح به الله .
يبقى أمر النظر والبصر ونظرة كل من الذكر والأنثى للآخر، فهذه لابد أن تتوافق مع شريعة الاستقامة وهي لا تكون إلا إذا تم نزع الشهوة الحيوانية من النفوس، وهو أمر يختلف من بيئة لأخرى ومن شخص لآخر.
فغض البصر ليس غض لكل البصر إنما هو غضٌ للبصر المدرك للشهوة، فليس كل البصر من طرف لآخر أمر منهي عنه، لكن نظرة الشهوة التي يدركها البصر هي المنهي عنها، وتدبر قوله تعالى في آخر ما نزل من القرءان:
{ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} النور30؛
فتعبير[ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ] لا يعني غض كل البصر إنما بعض البصر، وهو لا يعني غض النظر لكن يعني غض بعض البصر، أي من يجد في نفسه شهوة فليغض بصره وفي هذه الحالة يمنع الوسيلة وهي النظر، وهو أمر يحمل بين طياته أن وجه المرأة يمكن النظر إليه.
فهل لاحظت بأول الآية كلمة [فروجهن] إنها تعني أماكن العفة والسوأة، فللرجل فرجين هما القٌبٌل والدبر، وللمرأة ثلاثة فروج، هم الفُبُل والدبر والثديين، لذلك قال الله تعالى كلمة [فروجهن]. وضرب الخمار على الجيب ليس أمرا بارتداء ما يسمونه [الخمار] ولا بارتداء ما يسمونه [الحجاب]، لكنه لباس تلبسه المرأة بحيث لا تنكشف عورة الثديين.
لذلك لا تجد بالقرءان الحجاب بمفهومه الفقهي المتداول بين أهل الشرق.....لكن تجده بمفهومه العام، فليس في اللباس حرام إلا ما أرادت به المرأة الفتنة.
كالمايووه [لباس البحر] وبدلة الرقص، واللباس الملاصق للجسم بالعمد بحيث يكشف عن المفاتن ويثير الغرائز، لذلك نقول بأن تحديد المرأة لقوامها منهي عنه لأن قوامها من الزينة المثيرة للغرائز التي يجب عدم إبدائها للجميع.
واختلاط الرجال مع النساء كان هو الأمر الثابت أيام الصحابة، واشتراكهن في القتال أمر ينبئ عن هذا، وقوله تعالى أيضا:
{لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً }الأحزاب52.
فكان إدراك حسن المرأة لا شيئ فيه إنما المنهي عنه هو نظرة الشهوة.
زينة المرأة
وهنا ندلف إلى مسألة زينة المرأة التي حدد الله المصرح لهم برؤيتها، لكن لابد أن نعرف ما هي الزينة؟.
ففي شأن الزينة يقول تعالى:
{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ }النور31.
فالزينة هي العناصر والأمور المضافة للمرأة، فليس من بينها شعر المرأة ولا صدرها ولا وجهها، فأمر اختفاء الزينة يظهر أكثر في قوله تعالى [لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ]؛ فهذا يعني ألا يعرف الرجل ما تحت ثوب المرأة فيعني هذا تحريم لبس الرقائق من الثياب، وأما يظهر من الزينة الطبيعية فمعفوّ عنه.
والزينة الطبيعية المعفو عن ظهورها [ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها] هي لون العينين وشكل الشعر الطبيعي وأنثوية الصوت....لكن تعمد الإثارة بأي منها فهو منهي عنه أيضا؛ ولنلاحظ قوله تعالى [إلا ما ظهر منها] وليس [إلا ما يظهر منها] يعني ذلك بأن الله عفى عن الزينة الطبيعية التي هي من جنس الإنسان وهي ما أسميناه الزينة الطبيعية.
والضرب بالرجل تعني عدم تعمد المرأة إثارة الانتباه إليها حتى ينظر الرجال إلى زينتها التي قد تكون خافية عليهم، وفي هذا إشارة إلى كراهية خروج المرأة بكعب عال للتسكع؛ ولا أن تتعمد لفت الأنظار لوجودها أو لتميزها الجسدي أو الخلقي.
وشعر المرأة ليس من زينتها ...وحتى إن كان من الزينة [وهذا تجاوز] فيكون واقعا تحت طائلة الاستثناء من قوله تعالى [إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا]، ولقد أمر الله المرأة بالتزين عند الذهاب للمسجد، ولم يمنعها التزين، وهو الأمر الذي يثبت أن الزينة هي أمر خارج جسد المرأة ، مما تضعه المرأة أو الرجل، وذلك من قوله تعالى :
( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )
31) } الأعراف.
فليست الزينة محرّمة على إطلاق....وزينة المرأة لها مقاصدها الشرعية، وهي ألا تكون بهدف الفتنة ولا تحدثها، فالزينة هي مما يجلب الراحة للمرأة دون العدوان على مشاعر الرجال أو إثارتها، لذلك فالزينة قد يكون منها ما هو مُحرّم ومنها ما هو غير مُحرّم، وقد يكون من الزينة ما يحرم في مكان ولا يحرم في آخر، وتدبر قوله تعالى:
{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) } الأعراف.
لذلك فإن أعراف المجتمعات من بين الشريعة التي حض عليها القرءان، وذلك من قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }الأعراف199؛
فالأمر بالعُرف من بين ما يجب تحسسه والعمل عليه، فمن غير المقبول عُرفًا ولا تتطلبه الشريعة أن تقوم امرأة بلباس النقاب وهي تقطن ببلدة على خط الاستواء، أو ترتدي القصير من الثياب في واجب العزاء....وهكذا.
وفي شأن الجلباب يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59.
فإدناء الجلباب كان مما تتطلبه أعراف الحياة بالمدينة المنورة التي كانت تحوي الإماء والحرائر فكان يجب التمييز بينهما بأن تدني الحرائر من جلاليبهن، وهنا يتدخل العرف ليثبت الطول المتعارف عليه أنه لا يسبب الفتنة بالمجتمع، سواء أكانت فتنة إعاقة الحركة، أو فتنة النساء للرجال.
لذلك فإن الجلباب من الزينة الحلال لكن لها ضوابطها التي تحددها أعراف المجتمعات وليس لها شكل محدد يكون غيرها حراما.
وضرب الخمار على الجيوب لا ينحصر بفتحة الصدر فقط، فقد يكون باطن الذراع [تحت الإبط] من الجيوب التي لا يجب إظهارها، وقد يكون غير ذلك مما يكون فتنة، لذلك أيضا فليس هناك شكل لباس محدد لتغطية الجيوب، فقد جعلها الله مطلقة وغير محددة، وذلك من قوله تعالى:
{ .... وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ... }النور31؛
فهي مطلقة وغير محددة...وهو أمر يخاطب به القرءان أعراف الشعوب فلا تولد المرأة بخمار ....لكن كان هذا من عادة لباس العربيات حال نزول تلك الآية، لذلك فإن تحقيق الهدف مما يسمى بالخمار هو الأولى وليس ما يسميه الناس خمارا، و لا أن نتنطع لتلبس النساء خمارا ونأمرهن به.
وقد جاء فهمهم لما اعتبروه دليلا نوع من التخبط وفقدان الترابط، فجاء مرة بمعنى الحجاب، ومرة بمعنى الخمار، ومرة بمعنى الجلابيب، وهو ما يوضح ابتعادهم عن المعنى الصحيح الذي يعمدون إليه بفهمهم وهو غطاء الرأس، وهو ما يعنى أنهم يريدون إنزال الحكم بأي شكل لتخبط فكري في فهم النص القرءاني.
وأضف إلى ذلك ان أدلتهم على وجود الحجاب الذي فرضوه على المرأة بزعم ان الله قد أمر بذلك كلها أدلة استنتاجيه وليست بيدهم أدلة مباشرة ..
الانحلال والالتزام في خمار المرأة
يقول تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ
عَلَى جُيُوبِهِنَّ ....... }النور31
فتعبير [وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ] لا يعني أنه لابد لكل امرأة من خمار تضعه على رأسها.
فالخمار عادة عربية للوقاية من حر الشمس الحارقة في الحجاز لذلك قال الله تعالى تعبير [خمرهن] لأن كلهن كن يلبسن الخمار، ولقد كانت المرأة العربية تلبس الخمار قبل نزول تلك الآية والدليل هو قوله تعالى [وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ].
فماذا لمن لم يكن عندها خمار؟.
إذا المطلوب الذي تحمله الآية هو تغطية الجيوب وليس المطلوب تأصيل العادات العربية الخاصة بطبيعة البيئة الصحراوية والتي تختمر فيها النساء جميعهن والرجال أيضا.
فالخمار ليس مطلوبا لذاته لكن القرءان ذكره تسهيلا للعربيات لأجل هدف وهو تغطية الجيوب [فتحة الصدر وما بين الفخذين وتحت الإبط] .
فهل لابد من إعدادنا للخيل لأجل القتال لأن الله خاطبنا وقال {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ ..... }الأنفال60!!!!؟.
هل يمكن أن نقول بأن من يعد الخيول ضمن تسليح الجيوش في أيامنا هذه أنه من أهل الالتزام والباقون مُنحلُّون ولا ينفذون شريعة الله لأنهم اكتفوا بالدبابات والطائرات والمدافع وتأثروا بالغرب وعاداته وتركوا الإسلام وأوامره؟؟؟؟!!!...كما تقولون عنا....
وماذا لو أعدت الجيوش الخيل بأيامنا هذه؟.....أعتقد بأننا سنقول عنهم بأنهم مجانين، كذلك من يريدون قهر النساء ليرتدين عادة عربية نزل القرءان ليخاطبهم بعاداتهم وليس ليلزمهم بها فهؤلاء أراهمم متنطعون لا يدرون أيمانهم عن شمائلهم.
هل بالضرورة طالما قال الله تعبير [خمرهن] أن يكون لكل امرأة خمار وإلا كانت عاصية؟......إن هذا الفكر هو عين المراهقة الفكرية.
فماذا نفعل لتنفيذ القرءان حين يقول تعالى [والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون].
فهل لابد من ركوب الخيل والبغال أم أن الخيل والبغال تم ذكرها لهدف وهو الركوب؟، وهل من لا يستعمل البغال في الركوب يكون عاصيا لأمر الله!!!؟.
كذلك فإن الخمار تم ذكره في القرءان ليس لذاته ولكن لتغطية الجيوب فالهدف هو تغطية الجيوب يعني فتحة الصدر وما بين الفخذين وتحت الإبط
وليس الهدف خمار كان العرب يلبسونه رجالا ونساءا ليقيهم حر الشمس وفقا لطبيعة موقع بلادهم الجغرافي.
ولقد أمرنا القرءان بأن نتبع أعراف الشعوب طالما لا نحلل حراما.... فكل شعب عليه أن يتبع أعرافه......وليس بالضرورة أن تكون جلفا بدويا حتى لا تكون منحلا تقوم بتقليد الغرب في نظر أجلاف البدو من أهل هذا الزمان....فنحن علينا أن ننشر دين الله وليس علينا أن ننشر أعراف البدو وتقاليدهم بين الناس والأمم.
فليس على المرأة الفرنسية خمار
وليس على الأمريكية خمار
وليس الخمار من دين الله أصلا لأنه كما ذكرت تم ذكره ليس لذاته ولكن لذواته....وتم ذكره تسهيلا على العربيات بالحجاز ليستعملنه في تغطية الجيوب وليس تعسيرا على كل إناث الدنيا.
لذلك فإن سؤال [هل الحجاب شريعة مفروضة] إنما هو سؤال حق قد يراد به باطل، فتتبرج النساء ويضعن ثيابهن بغير ضابط، وإن قلنا بأنه شريعة نكون قد افترينا على الله ما لم يحدده بحدود.
لكن يجب على المرأة ألا تفتن ولا تُفتن ولا يكون لباسها مثار فتنة وأن تتق الله ....وأن يتق الرجال الله في تعاملهم معها... وأن يتق الإثنان نظرة لا تحمل التقوى، وأن يكون لكل بلد أعرافه في ذلك فهو ليس لباسا مدرسيا، إنما هو تحرزا من إثارة الغرائز فقط..
حينما نتناول أمر شريعة الله والحرام والفرض والواجب والمكروه وتحديدهم......فلا يمكن أن يكون التحرز والاجتهاد شريعة ولا تكون مخالفتهما حراما توجب النار.
والأحاديث النبوية ابنة بيئتها، فلابد لكل بيئة من حقيقة يتغير فيها مفهوم الفتنة؛ وحتى الأحاديث النبوية هناك من أخذ بها وهناك من أنكرها فأنكرت السلفية حديث النبي لأسماء [إن المرأة إذا بلغت المحيض فلا يصح أن يُرى منها هذا وهذا...وأشار لوجهه وكفيه]؛ واعتمدت السلفية النقاب وجعلته واجبا.
لكن على أية حال ولنعود إلى أصل الأمر وهو أن الأحاديث النبوية ابنة بيئتها، فلابد لكل بيئة من حقيقة يتغير فيها مفهوم الفتنة.
• فالمرأة التي تكشف شعرها في شوارع باريس لا تفتن أحدا ولا ينظر إليها أحد
• والمرأة التي تكشف ذراعيها على شاطئ البحر لا تدعو لإثارة الغرائز
• بينما قد يكون التعطر مثيرا للغرائز في بعض المجتمعات.
لذلك يجب العمل بالأهداف وليس بالوسائل، لذلك أمرنا الله أن نتبع الذكر....وأمرنا أن نتبع الرسول........ولم يأمرنا أن نكون مقلدين لبعضنا البعض.
والاتباع هو تشغيل الفكر فيما يجب وما لا يجب ومعرفة المقاصد ....يعني هو ليس التقليد الأعمى.
فالصلاة لوقتها أمر واجب على كل مسلم.....لكن على الخباز فالصلاة تكون بعد الانتهاء من الخبيز هي الواجب حتى لا يفسد العجين بزعم أن الصلاة من شريعة الله.
فمصالح العباد هي من شريعة الله الفضلى.
والطبيب في مشفاه ليداوي الجرحى والمرضى كذلك..... والمرأة ولباسها كذلك.
فالأصل في الحجاب هو درء الفتنة.....ولا يوجد بالإسلام شريعة اسمها الحجاب لكن هناك تصرف اسمه الاحتجاب وفق الحاجة وما تدعو إليه الظروف فالله لم يخلق المرأة لتتخفى.
فالإنسانة تحتجب حتى لا تكون فتنة وحتى لا تنكشف بهذا من مفاتنها الداخلية .....أما ما ظهر منها فهو مما عفا الله عنه شريطة ألا تتعمد المرأة الفتنة أو تعمد إظهار زينتها أو إستثارة الآخرين بها.
ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها.
فما هي الزينة الظاهرة؟
أولا يجدر الإشارة بأن الله لم يقل
[إلا ما يظهر منها] لكنه سبحانه وتعالى قال
[إلا ما ظهر منها] يعني ظهر بالضرورة فلا تأثيم على من ظهرت زينتها لأن الظهور هنا من دواعي الفطرة.
فلون العينين إن كانت زرقاء أو خضراء أو عسلية فاتحة إنما هي من الزينة التي لا يمكن التحرز منها وهي زينة معفو عن ظهورها ولم يكلفنا الله إخفائها.
والشعر من الزينة لكن الله وضعه تاج على الرأس فإنه فضلا عن كونه زينة فهو تكييف طبيعي للدماغ بل وضروري لسلامة الدماغ وخاصة بالبلدان الحارة والباردة...لذلك تجد أكثر المحجبات حجابا تقليديا ببلداننا وقد فقدن شعورهن وأصبحن منفرات المظهر في بيوتهن مع أزواجهن لعدم تعرض شعورهن لضوء الشمس.
فيمكن القول بأن المرأة التي تريد تغطية شعرها يمكنها أن تغطيه..... لكن لا يكون ذلك فرضا على كل نساء الدنيا، لأنه من الزينة التي لا يمكن التحرز من ظهورها كما أن ذلك التخفي ليس بفريضة يكون التحريم دونها، لأن الله استثنى ما ظهر من الزينة.
كذلك ...ومن جانب آخر ...فإن ظهور بعض زينة المرأة لا شيئ فيه طالما دعت له ضرورة أهم من التحرز، بينما يصير التحرز جائزا في بلدان ترى شعر الرأس مثير لغرائز الرجال، أو تراه عورة، وذلك حتى لا تصير فتنة ويكون اجتماع كلمة المسلمين أهم من الحصول على منفعة للمرأة أو رغبة شخصية لها أو خلافا فقهيا بين الفقهاء والمفكرين.
وحتى تكون من الآكدين بأن الزينة ليست من ضمن أصل خلقة الإنسان وانها زيادة يضيفها الإنسان تكمن في قوله تعالى {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }الأعراف31.
فهل شعر الرأس مما يجوز أخذه وتركه وقتما تريد!!!؟؟...إن الآية تتناول أمرا قرءانيا [خذوا زينتكم]؛ فهل يمكن للمرأة أن تأخذ رقبتها أو لا تأخذها معها للصلاة؟؟؟!!!.
إن النص القرءاني يدُلّك على أن الزينة هي ما خرج عن حقيقة الخليقة فتأخذها حين تعمد إلى الصلاة......ومع هذا فيجب أن يكون للباس الصلاة شكل محدد حددته طقوس وعادات تعارفت عليها المجتمعات ولا يجوز الخروج عنها لأن الله أمرنا ألا نخرج عليها.
وإليك نبذة لتتفكر فيها......إذا كان الله سبحانه يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }المائدة6.
فإن تعبير [وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ] تعني ضرورة مسح الرأس ...وبالتالي يقتضي الأمر أن تكون الرأس مكشوفة وليست مغطاة، فالذين يقولون بأن غطاء الرأس فريضة وكأنهم يقولون بضرورة إزاحة ذلك الغطاء حال الوضوء وهو مما يعني إزاحة فريضة لأداء فريضة...وهذا غير مستساغ.
وحتى يكتمل الكلام فالاختلاط حلال... لكن الخلوة حرام إلا أن تقولوا قولا معروفا، وفي حدود الزمن الذي يستغرقه قول المعروف...أذكر هذا عسى أن أنتهي من كثرة السؤال في الحجاب والنظرة والاختلاط والخلوة ....وأقول بأن ما كتبته هو طاقتي الفكرية وأسأل الله تعالى أن أكون على صواب فالله تعالى أعلى وأعلم.
النقاب ومدى مشروعيته....ولماذا أعتبره غير مشروع
الأدلة من القرءان على عدم مشروعيته....
1- قوله تعالى
( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور آيه (30)
ويتبين هنا من امر الله للمؤمنين بغض ابصارهم ان وجوه النساء مكشوفه فلو كانت الوجوه كلها مستوره وكان كل النساء منتقبات
فما وجه الحث على غض الابصار ؟
وماذا يخشى ان تراه الابصار اذا لم تكن الوجوه سافرة يمكن ان تجذب الأبصار ؟
2- قوله تعالى
( لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا ) الاحزاب آيه
( 52)
فمن اين يعجبه حسنهن اذا لم يكن هناك مجال لرؤية الوجه الذى هو مجمع المحاسن للمرأه باتفاق؟.
3- قوله تعالى
( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ ) النور آيه (31).
فبالآية ذكر الله الزينة التي تظهر عادة..... كما ذكر الزينة المضافة.....فجعل الزينة التي تظهر عادة إنما هو ظهور معفو عنه....أما الزينة المضافة فقد حدد الله الذين يمكن لهم الاطلاع عليها.
فإبداء الزينة أمر إرادي لا يجب أن يكون إلا لمن حددتهم الآية لكن لا نكلف المرأة تغطية عينها لأن لها عينان جميلتان ولا نكلفها تغطية شعرها لأننا اعتبرنا الشعر من الزينة فذلك اعتبار بشري اجتهادي....وإلا لطلبنا من المرأة ذات الملامح الجميلة كالفم الجميل والأنف الدقيق وسفعاء الخدين أن تغطي وجهها فتصبح الجميلات مختفيات الوجه وتكون الأخريات هن الدميمات...وهذا ليس بإسلام ولا جعله الله دينا.
وبالخلاصة فأنا لم أقل لواحدة أن تخلع الحجاب فهذا فسق بتعمد مجاراة المتظاهرات لخلعه بلا علم إلا الثورة للثورة. فالتي تخلع الحجاب لتبدو أكثر جمالا إنما هي أحد فخاخ إبليس...وهي على معصية قطعا لتعمدها خلع الحجاب ضمن مظاهرة، وأي تعمد لإثارة الغرائز فهو حرام؟.
لكني ذكرت بأن لباس الحجاب المتعارف عليه ليس فريضة.... وليس هناك زيا فرضه الله اسمه الحجاب.
والتغطية المطلوبة لا يشملها شعر الرأس، إنما هي واجبة على الساقين والذراعين وفتحة الصدر وتحت الإبط وألا يكن اللباس واصفا ولا يشف....
والفريضة هي درأ الفتنة ومظاهرها بأي صورة كانت ...ومحاربة الإغواء في المظهر والجوهر وطريقة الكلام....فتلكم هي الفريضة....وهي تختلف نوعيا من بلد لآخر....ومن عصر لآخر....وتكون للرجل والمرأة على السواء..
مستشار/ أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.