عندما بدأت المصطلحات والعبارات والجمل المعقدة تتواكب مع الندوات والمؤتمرات والتوصيات في تناول مسألة تجديد الخطاب الديني .. فذلك أظهر ترك الأصل وهو تجديد الدين المبني علية والمنطلق منه الخطاب الديني الجديد.. فظهرنا كمن يحرث في البحر .. فتجديد الدين .. يعني تطبيق الدين تطبيقا صحيحا بفهم يناسب فكر العصر .. هذا التجديد يحتاج إلى خطاب يظهر ذلك التجديد للناس .. فالخطاب الديني هو مرحلة ما بعد تجديد الدين .. لذلك جاء في ختام ما نشر يوم 17/4 /2015 عبارة.. من اليوم يجب الالتفات إلى مفتي مصر .. بعدما دعم الثورة الفكرية وتجديد الدين. فإذا ما ألتفتنا إلى فضيلة المفتي الدكتور شوقي علام نجده ترك المصطلحات والعبارات والجمل ليقفز فوق الجميع بتجديده الدين في مسائل بعينها بدأ يظهرها للناس في خطاب ديني جديد بدأ كما وقفت خلال شهر أبريل الماضي .. بين فيه أن هذا التجديد يعالج قضايا العصر انطلاقا من ثوابت الدين .. فقال فضيلته : أن تجديد الخطاب الديني لا يعنى أبدا الانفلات من الثوابت والأصول، وإنما ينطلق من الثوابت والأصول ومعالجة قضايا العصر في ضوء هذه الثوابت . ثم قدم فضيلة المفتي تمهيدا رائعا آخر في خطابه الديني الجديد بين فيه أن.. أحادية النظرة والتعصب أنتجا التطرف .. وأن الإرهابيون قرءوا النصوص الشرعية بطريقة معوجة فانحرفوا عن الإسلام . وقد تناغمت تمهيدات أبحاثنا المجددة للدين منذ عام 2006مع أقوال فضيلة المفتي في كل ما قال حتى الآن في مسألة تجديد الدين .. وفي أحادية النظرة .. وفي مسألة انحراف الإرهابيين عن الإسلام. فمسألة تجديد الدين قد تم التمهيد لها في كتاب الإغاثة في فك قيود الدين المسجل عام 2012 وقد جاءت متناغمة مع فضيلته بعدة تمهيدات منها أن : تجديد الدين هو تجديد الفهم بطرق وأساليب مناسبة للعصر تلاءم التطور والتغير في حياة البشر وذلك من خلال الاقتداء بمنهج السلف والبناء عليه.. وعدم الجمود والتوقف عند أعمال السلف التي ناسبت عصرهم . أما أحادية النظرة فقد تناغم تمهيد أبحاثنا في ذات الكتاب بأقوال منها أن : أفضلية الأمم لا تقوم على الرؤية الواحدة الثابتة على تكرار أفعال السابقين التي تورطهم وقدمتهم .. فاعتبار ذلك نموذجا أوحد يطبق تطبيقا آليا على ما تلاها من القرون المتطورة والمتغيرة .. أظهر عدم تقبل الشريعة لكل تطور وتغير وتجدد عند هؤلاء ... ثم بينا أن القرون توالت والأمة تعيش فيها إسالة الدماء والقتل والترويع وتشريد الناس من ديارهم وأوطانهم بسبب ذلك . والتمهيد الأخير لفضيلة المفتي في انحراف الإرهابيين عن الإسلام ، أظهر تناغمنا فيما سجلناه عام 2012يقول أحدها : أن فهم الخوارج اعتمد على التأويلات البالية المنحرفة والتي أصبحت منهج ودستور ومنطلق فكرهم .. وبلي الزراع أخرجوا مضمون النصوص القرآنية والنبوية عن مواضعها. فضيلة المفتي بعدما مهد هذا التمهيد الرائع فقد تناول مسائل بعينها مجددة للدين قدمها بخطاب جديد ، منها مسألة الغناء في الأربعاء، 15 أبريل 2015 .. وفيها أكد فضيلته : أن دار الإفتاء المصرية تؤيد الفن الذي يرقق المشاعر ويهذب السلوك لأن الدين يهدف لبناء الإنسان .. وبين سيادته الأسباب . وقد تناغمت رؤيتنا مع رؤية فضيلته فيما نشرناه ضمن كتاب الإغاثة في فك قيود الدين .. أظهر غناء الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .. ومع ما نشر 14اكتوبر 2014 في مقال تضحك النساء وتغني .. ثم مقال يالى بدعتوا الفنون .. وحتى أول أبريل 2015من خلال نص شريف تضمن التماس غناء للسيدة عائشة تحت عنوان آلا تغنين . المسألة الثانية في تجديد الدين طرحها فضيلته الأربعاء، 15 أبريل 2015 بخطاب ديني جديد بين فيه أن : الإسلام أحل الزواج ب4 سيدات لحل مشكلة معينة .. وبين فضيلته الأسباب . وكانت رؤيتنا متناغمة مع فضيلته فيما سجلناه عام 2014 يقول : أنه بالرغم من التصريح بأربعة من النساء ، إلا أننا نري أن الأصل واحدة فقط ، وبينا الأسباب . المسألة الثالثة والأخيرة في تجديد الدين هي الجهاد ..فقد طرحها فضيلته في خطاب ديني جديد وضح أن مصطلح الجهاد سرق من نطاقه الشرعي إلى مجال لا يخدم الإسلام .. وبين الأسباب. وتناغمت رؤيتنا مع فضيلته فيما سجل عام 2014وضح أن : مفهوم الجهاد قد تغير .. تغير من جهاد ضد أعداء الإسلام إلى جهاد ضد أهل الإسلام ..وبينا الأسباب فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام ضرب مثلا عمليا أكد فيه أن الخطاب الديني هو مرحلة ما بعد تجديد الدين.. لذا يجب الالتفات إلى فضيلة المفتي . باحث إسلامي علاء أبوحقه