هكذا أفهمنا الإعلام المصري أن مصر تعتبر أرض خصبة في جذب الإستثمار في الشرق الأوسط وفي العالم ، حيث النوايا الطيبة والنواه للتنمية ومناخ معتدل للإستثمار ومكانتها الإستراتيجية والتاريخية والتسهيلات المقدمة من رئاسة الجمهورية ومن الحكومة المصرية ، وأن حصاد الإستثمار العربي والأجنبي الناتج عن تنظيم المؤتمر الإقتصادي العالمي الذي أقيم على مدار ثلاثة أيام بشرم الشيخ في شهر مارس الماضي بلغ تريليون الدولارات ، وأن المواطنين المصريين سوف يستيقظون على طرق مندوبين البنوك لأبوابهم ويفتحون أبواب الرخاء والسعادة ، نحن لا ننكر مجهود الدولة نحو هذا المؤتمر ولكن هل تعلم عزيزي المواطن أن الشركات المستثمرة والتي وافقت و وقعت على بعض المشاريع الإستثمارية سوف تستعين وتشغل موارد بشرية من جنوب شرق أسيا وسوف تستبعد العمالة المصرية لأنهم غير مؤهلين وغير مدربين ولديهم من الخلل الفني ما يزيد البطالة إلى كارثة . أي حصاد هذا ننتظره أن يأتي دون برلمان تشريعي مرآة السلطة والشعب ، أي حصاد هذا ننتظره أن يأتي مع تزامن وتزايد العجز في الموازنة العامة ، أي حصاد هذا ننتظره أن يأتي مع تضخم الديون الخارجية والداخلية ، أي حصاد هذا ننتظره أن يأتي وأهلها الذين يدعمون القيادة ويجمحون كل من يقف أمام الإستقرار لا يزالون يعيشون على حافة الحياة ولا يشعر بهم أحد ، أي حصاد هذا ننتظره أن يأتي مع تراجع الإنتاج التعليمي والزراعي والحيواني والسمكي والصناعي والخدمي وجميع المشكلات التي تواجهنا في الفترة الراهنة وخاصة إرتفاع الأسعار وانخفاض دخل الفرد وحيرة المواطنين في حل معادلة التنسيق والتوفيق بين الأمرين الأمر الذي يصعب حله ولأنها مشكلات مزمنة ومستعصية ومتأصلة ومتجذرة منذ أكثر من أربعين عاماً فهم صابرون ، أي حصاد هذا ننتظره أن يأتي بعد إقتصار موارد الدولة على المنح والقروض والضرائب . ولن نفقد الأمل في التطلعات والآمال المشرقة والآفاق الواسعة وجهود القيادة المسئولة الغير عادي والمشاريع العملاقة وتأهيل وتدريب العمالة وتواري البيروقراطية وعدم تملك الأراضي والعقارات لغير المصريين وإصلاح التعليم والصحة وزيادة الإنتاج والقضاء على بقايا الفساد والكسل في مؤسسات الدولة .