في السنوات القليلة الماضية إنتشرت ظاهرة دور النشر الطفيلية التي تضر أكثر مما تنفع ..فقد تفاقمت أعداد دور النشر كنوع جديد لسبوبة جديدة و لقمة عيش سائغة لبعضهم ،وفي الغالب فإن هذه الدور غير مؤهلة لإسداء أية خدمة للثقافة بل أنها تدمر الثقافة من خلال ما تطبع من كتب مملوءة بأخطاء لغوية و نحوية خالية من أي فكر ،ومن خلال عمليات السلب و النهب.. ولو لم يكن المؤلف على علم بالكتابة السليمة و القواعد النحوية فسيتم إخراج عاهات و مصائب في شكل كتب ، الطامة الكبرى التي تبحث عن مغيث فهي عمليات النصب الممنهجة التي تتم باِسم الثقافة و الأمل و الأمنية و الرغبة ، رغبة الكاتب أن يرى كتابه المطبوع بين يديه فتجعله هذه الرغبة يلقي بنفسه بين أحضان لصوص من نوع جديد ..من نوع مختلف يلعبون على الأمنية و يتاجرون بالمجهود و الفكر و الأموال ..وكمثال على هذا الكلام سأسرد قصة حدثت لي مع هذا الوباء و هذا النوع الجديد من مقتنصي المجهود و الفكر و الأحلام والأموال كذلك..قادني حظي التعس لنشر كتابي الأول مع "موقع ...."الذي يستخدم شعارات براقة :حقق حلمك و انشر كتابك ورقياً ، نحن لا نهدف للربح ،سيتحمل الكاتب التكلفة و سنجعلها في أضيق الحدود و نحن سنتحمل التصحيح و التنسيق و الغلاف و التسويق و..و...،بعد هذه الكلمات الناعمة تعاقدت معهم و بعد أكثر من عامين لم آخذ أي حق و لا أعرف أي شيء عن كتابي و حتى نسخي الخاصة التي ينص عليها العقد لم أستلمها ولم أرَ كتابي الذي ألفته و تحملت تكلفة طباعته ولا أعرف كم نسخة طبعوا (في الحقيقة) فالعقد يقول شيئاً لكن الحقيقة شيء مغاير مختلف و لا أعرف كم نسخة باعوها و لم يتم إخباري بأماكن تواجد الكتاب في أية معارض لا بمصر ولا خارج مصر كما يحدث مع أي كاتب ، كتابي كان سعره 20 جنيه ونفد أكثر من مرة من سوق دوت كوم (لدي ما يثبت ذلك) ثم تفاجأت منذ أكثر من ستة أشهر أن ثمنه(150 جنيه مصري) على موقع "سوق إيجي" دون إخباري و دون علمي و دون محاسبتي على عامين فائتين ، لا أعرف أي شيء ولم يردوا على رسالاتي مطلقاً ويكأني أتسول ..لجأت لمكتبة( بو..ش) التابعة لهم ومحتكرة توزيع الكتاب و أرسلت رسالتين بخلاف إتصالي بهم أطالبهم بعرض مبيعات ومحاسبة وذكرت أماكن توزيع الكتاب التي علمتها بالمصادفة البحتة ولا أعلم باقي الأماكن (ولا من مجيب)..كذلك تعاقدت منذ أكثر من عامين مع "دار هيِب...." على نشر كتاب و بعد أشهر تعاقدت على الكتاب الثاني ..وبعد مرور أكثر من عام طلبت محاسبة كما ينص العقد ، جاءني الرد من صاحب الدار بأنه سيقوم بعمل جرد،انتظرت شهر،اثنين ، ثلاثة ،لم أجد جرد ولا يحزنون، و بإرادة الله علمت بعد رسائل ممن سألوا عن الرواية(كتابي الثاني المطبوع معهم) في المكتبات ولم يجدها أحد أن الكتابين ليسا في المكتبات ،فلماذا يتم الطباعة و النشر طالما أنه لا يوجد توزيع ؟طلبت آخذ نسبتي كما ينص العقدان و ننهي ما بيننا بالحسنى،صمم صاحب الدار على إعطائي (نسخ)وليس العدد المستحق.. قلت له و ماذا أفعل بالنسخ ؟أنا تعاقدت على النشر و التوزيع أوجد لي منافذ توزيع و أنا سآخذ النسخ أو اعطني نسبتي أموالاً، قال :"عاوزة تاخدي النسخ أهلا و سهلا عاوزة تروحي المحكمة اتفضلي" ولدي ما يثبت هذا الكلام ..قلت له و هل سأذهب لسوق الإثنين أفرش و أقعد أبيع النسخ ؟أنا تعاقدت معكم على نشر و توزيع، فلماذا تنشرون ولا توزعون ؟وعلمت أن هذا الأمر حدث لثلاثة أشخاص غيري من نفس الدار ..والآن.. انتهى عقد الكتاب الأول أما الثاني سينتهي بعد أشهر ولم أحصد سوى المرار و العلقم و آلام نفسية لا حصر لها ، تقدمت لكل من (وزارة الثقافة ،الهيئة العامة للكتاب ،إتحاد الناشرين )بتاريخ 15 أكتوبر 2014 ببلاغات و شكاوى برقم 2087 عن طريق الخارجية المصرية كي يتم فتح تحقيق في هذه الظاهرة الممقوتة الممجوجة والتي تتعداني لأني أعلم أن هناك غيري الكثير و الكثير ممن حدث لهم ماحدث لي لكني كنت الأكثر فاجعة، فخسارتي ليست كتاب بل ثلاثة كتب !!و هناك حالات في دور نشر أخرى فعلت و تفعل و ستفعل ما يحدث من مص دم المؤلف و أخذ تعبه و استحلال حقوقه ..فكان لابد من إنتباه المسؤولين فتوجهت لمن بيده الأمر و من عليهم الواجب و أرسلت بعض مما يؤكد كلامي ويثبت حقوقي الضائعة .. كل ما جاءني بشهر ديسمبر 2014هو أن :وصل للخارجية عن طريق وزارة الثقافة ( مكتب الوزير) أن الهيئة العامة للكتب و الوثائق القومية قامت بتحرير الواقعة بقسم شرطة مدينة نصر رقم 22576 بتاريخ 18/11/2013وقد تم حفظ المحضر بمعرفة نيابة مدينة نصر أول27 /11/2013..سألت ..كيف 2013 و البلاغات مقدمة 3014 (لا نعرف) هذا كان ردهم..سألت: كيف يتم تحرير المحضر في مدينة نصر و قد ذكرت أن العنوان المذكور بالعقد (الذي كان مدينة نصر تم تغييره للمعادي )دون علمي و عندما ذهبت العنوان المذكور بالعقد (بمدينة نصر)لم أجد (موقع ....) هناك ."لا نعرف" (هذا كان ردهم)،وبالنسبة (لدار هيِب...) أين التحقيق ..لا نعرف ..و أخبروني أن هناك محضر آخر سيتم تحريره (لمن هذا المحضر منهما ؟)..لا نعرف (هذا ردهم)..و إلى الآن منذ أكثر من أربعة أشهر بعد اخباري برد مكتب الوزير لم يتم إتخاذ أي إجراء أو فتح تحقيق أو النقر على زجاج المشكلة كي ينتبه الغافلون المأسوف على أحلامهم و الذين يقعون في براثن هذه المافيا الجديدة المسماة (دور النشر)ولم آخذ أي حق ولم أحصد أي مكسب أدبي أو مادي ، بعد تأليفي و تحملي تكاليف طباعة ثلاثة كتب و تصحيح أخطاءهم فقد كانت الملفات تأتيني مهلهلة لغوياً و نحوياً ..لدي ما يثبت كل ما أقول ..حاولت اللجوء للقضاء ورأيت إنتهازية من بعض المحامين ناهيك عن استغلال و إنعدام ضمير ومنهم من نصحني بالحل الودي..وكيف أحصل على هذا الودي و أنا مأكول حقي ويتبعون معي المثل القائل"الكلاب تعوي و القافلة تسير" في آخر المطاف قال لي أحدهم (ممكن نأخذ حكم و منعرفش ننفذه) لهذا يرتع الراتعون و يلهو اللاهون و هم مطمئنون هانئون مرتاحون ، فهم يعلمون أن الخاسر هو الذي أوقع نفسه بين أياديهم..ولماذا يتم ترك الحبل لهم على الغارب ليفعلوا ما يشاءون ؟ هم يعلمون أن حبال المحاكم طويلة و أن أي كاتب مأسوف على حاله أمامه مشوار أطول من الطويل لذلك فكل من يتاجر باسم الثقافة و يرتع بالأحلام و الأماني تحت مسمى دور النشر يبقى قرير العين ،هانئ السريرة بما يفعل، الحقيقة المرة تقول :بعض دور النشر المتناثرة هنا وهناك تشوبها الشوائب وتتغلغلها النوائب ..فهل سيجدون الرادع و سيتم فتح تحقيقات في هذه الأفعال المؤسفة المخجلة التي تعد سُبة في جبين الثقافة وجبين كل الهيئات الثقافية الصامتة على هؤلاء ؟ أم سيظل الوضع على ما هو عليه ؟ هند ماهر أبو العز