تلقي أوراق خامس مرشح لانتخابات الشيوخ في الوادي الجديد    تعليم الوادي الجديد تعتمد جدول امتحانات الدور الثاني للصف السادس الابتدائي    لجنة عليا لدعم سوق السمك المطور بالإسماعيلية.. والمبادرة تستمر لتخفيض الأسعار بالمراكز    فياضانات تكساس.. مخيم ميستيك يعرب عن حزنه العميق لفقدان 27 من المخيمات والمرشدين    البيان الختامي لقمة «البريكس» يدعو لإقامة دولة فلسطينية ويدين الضربات الأمريكية الإسرائيلية على إيران    مالو جوستو: صلابة تشيلسي الذهنية تؤهلنا للفوز بكأس العالم للأندية    أليجري يحدد موعد انضمام لوكا مودريتش إلى ميلان    الزمالك يرسل عقود شيكو بانزا لنادي استريا أمادورا البرتغالي للتوقيع النهائي    نيابة دشنا تُعاين موقع غرق سيارة من معدية الوقف.. واستمرار البحث عن مفقودي سوق المواشي    بسبب المخدرات.. مسجل خطر يطلق النار على صديقه بكرداسة    القبض على 3 أشخاص لتنقيبهم عن الآثار بعين شمس    مها الصغير تعتذر عن سرقتها لوحة من أعمال الفنانة الدنماركية ليزا لاش: آسفة وزعلانة من نفسي    لتوسيع شبكة مقدمي الخدمة للمنتفعين.. «التأمين الصحي الشامل» توقّع 5 تعاقدات جديدة    إندونيسيا: مطار بالي يعلن إلغاء 24 رحلة جوية إثر ثوران بركاني    تركيا: اختناق 8 جنود بغاز الميثان في شمال العراق    الأمم المتحدة: تم ترحيل 450 ألف أفغاني من إيران منذ بداية يونيو    الهلال يتوصل لإتفاق مع ميلان لضم ثيو هيرنانديز    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج "معلم البيولوجي باللغة الإنجليزية" بجامعة حلوان    رئيس جامعة دمنهور يفتتح فعاليات ملتقى التوظيف الثاني لكلية الطب البيطري (صور)    المؤشر الرئيسي للبورصة يرتفع وحيدًا بالختام    "عشت لحظات رائعة في الزمالك".. أوناجم يعلق على عودته للدوري المصري    "كانت بيننا منافسة قوية".. لويس دياز يعلق على وفاة ديوجو جوتا    7 ميداليات.. حصيلة الفراعنة ببطولة إفريقيا للريشة الطائرة في غانا    فيفا يعلن طاقم تحكيم قبل نهائي المونديال    تكليف اللواء ياسر كمال رئيسًا لمركز الفرافرة والدكتور ياسر محمود ل الداخلة    7 يوليو 2025.. ارتفاع محدود للبورصة تتجاوز به ال 33 ألف نقطة    الهيئة الوطنية تصدر 5 قرارات بشأن متابعة الانتخابات والاستفتاءات    الأمن الاقتصادي: تحرير 1349 قضية سرقة تيار كهربائي في يوم    التقديم خلال أيام.. مدرسة إيفا فارما الدولية للتكنولوجيا التطبيقية 2025- 2026 ضمن بدائل الثانوية العامة    الداخلية تكشف تفاصيل مشاجرة بين صيدلى وصاحب عقار بسبب "يافطة".. فيديو    منطقة جنوب سيناء الأزهرية تعلن ضوابط القبول برياض الأطفال والابتدائي    دنيا ماهر: أجمل مرحلة في حياتي هي بعد ما وصلت لسن الأربعين    المسلماني يمنح محمد منير وسام ماسبيرو للإبداع    ختام وإعلان جوائز المهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية 47.. والتجارب النوعية    عصام السقا بعد التفاف الجمهور للتصوير معه: محبتكم دي رزق من ربنا    "منبر الإسلام" فى ثوبها الجديد.. انطلاقة واعية مع العام الهجرى الجديد    وفقا للحسابات الفلكية.. تعرف على موعد المولد النبوي الشريف    سوريا تواصل مكافحة حريق ريف اللاذقية الشمالي    نجاح إجراء جراحة معقدة لإصلاح تشوه نادر بالعمود الفقري لطفلة 12عاما بزايد التخصصي    5 أطعمة تقلل نسبة الأملاح في الجسم.. احرص على تناولها    العالم يحتفل باليوم العالمي للشيوكولاتة.. من مشروب مرير لمتعة وفوائد صحية    المبعوث الأمريكي توماس باراك: ترامب التزم باحترام لبنان وتعهد بالوقوف خلفه    صرف 100 ألف جنيه لكل متوفي بحادث الطريق الإقليمي    من 3 إلى 13 يوليو 2025 |مصر ضيف شرف معرض فنزويلا للكتاب    محافظ المنوفية يوجه بتكثيف الحملات المرورية خلال غلق الطريق الإقليمي    وزير البترول يتفقد موقع بئر بيجونا-2 الواقع بمحافظة الدقهلية    وزير التموين يشارك في مؤتمر الأونكتاد للمنافسة وحماية المستهلك بجنيف    تنسيق الجامعات 2025.. أماكن اختبارات القدرات للالتحاق بكليات التربية الفنية    انتصار تشريعي.. إدراج خريجي العلوم الصحية في الكادر الطبي    إدوارد يكشف معركته مع السرطان: «كنت بضحك وأنا من جوّا منهار»    السكة الحديد: تشغيل حركة القطارات اتجاه القاهرة- الإسكندرية في الاتجاهين    بعد قليل .. مجلس النواب يناقش قانون الرياضة ..و"جبالي" يطالب كافة الأعضاء بالحضور    فيلم أحمد وأحمد يحصد 2 مليون و700 ألف جنيه في شباك تذاكر أمس الأحد    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الفساد صناعة ?!    (( أصل السياسة))… بقلم : د / عمر عبد الجواد عبد العزيز    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : حالة شكر.""؟!    انخفاض الأسمنت.. أسعار مواد البناء اليوم بالأسواق (موقع رسمي)    نشرة التوك شو| الحكومة تعلق على نظام البكالوريا وخبير يكشف أسباب الأمطار المفاجئة صيفًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستشار/ أحمد عبده ماهر : ضحك علينا المشايخ
نشر في شباب مصر يوم 18 - 02 - 2015


مستشار/ أحمد عبده ماهر
قالوا لنا بفقر الصحابة، وبأن كفن أحدهم لم يكن ليغطي رجليه إذا ما غطى رأسه ولا يغطي رأسه إذا ما غطى رجليه.
وأن أبا بكر وعمر كانا يربطان حجرا على بطونهما من الجوع، وأن المجاعة كانت تأكل المدينة المنورة بمن فيها .
لكن ماذا حدث بعد وفاة الرسول...هيا بنا إلى كتب تراثنا لنعلم كيف أنه بفترة زمنية قصيرة انهمرت سيول أموال الفتوحات وغنائم الحروب والخراج وهبات الخلفاء، وتم تملك العقارات وحيازة المقاطعات حيث كانت تتراكم ثرواتهم بشكل وهمي على شكل قفزات وطفرات يستحيل تصديقها ...وهو ما عجّت به كتب الصحاح كالبخاري.. والتاريخ والتراجم كأعلام سير وتاريخ الإسلام للذهبي ومروج الذهب والطبري والطبقات لابن سعد والأنساب للبلاذري والعقد الفريد ووما كتبه هلال آل فخر الدين .
قال ابن الجوزي : خلّف طلحة ثلاثمائة جمل ذهبا. راجع : الطبقات ابن سعد 3/158. الأنساب للبلاذري 5/7. العقد الفريد 2/279.
ففي طبقات ابن سعد بسند فيه الواقدي: (قتل طلحة وفي يد خازنه ألفا ألف درهم, ومائتا ألف درهم. وقومت أصوله وعقاره بثلاثين ألف درهم) أي: ثلاثمائة مليون درهم..! قال الذهبي تعليقا على ذلك: (أعجب ما مر بي قول ابن الجوزي في كلام له على حديث قال: وقد خلَّف طلحة ثلاثمائة حمل من الذهب.)!!
3- الزبير بن العوام قال البخاري جميع ماله _ يعني الزبير _ خمسون ألف ألف ومائتا ألف أي خمسون مليون .
وقال ابن الهائم: بل الصواب ان جميع ماله تسع وخمسون ألف ألف وثمانمائة ألف.
فقد بلغت ثروته من قيمة العقار الذي ورَثه (خمسين مليونا, ومائتي ألف)، حيث جاء في صحيح البخاري أن للزبير أرضين: منها الغابة (وكان الزبير اشتراها بسبعين ومائة ألف, فباعها ابنه عبد الله بعد وفاته بألف ألف وستمائة ألف, أي باعها بمليون وستمائة ألف)،.... وإحدى عشرة داراً في المدينة, ودارين في البصرة, وداراً في الكوفة, وداراً في مصر وأخرى بالإسكندرية.
راجع صحيح البخاري كتاب الجهاد باب بركة الغازي في ماله 5/21.
ويحدثنا المؤرخون كالمسعودي في مروج الذهب 2/342: خلف الزبير ألف فرس الف عبد وألف أمة وخططا.
وذكر الطبري أن ثروة الزبير وحده بلغت خمسين ألف دينار وألف فرس وألف عبد وضياعاً كثيرة في البصرة وفي الكوفة وفي مصر وغيرها. وكان للزبير أربع نسوة, ورفع الثلث - أوصى به لأولاد ابنه عبد الله - فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف فجميع ما له خمسون ألف ألف, ومائتا ألف)
4- عبد الرحمن بن عوف فتقدر ثروته ب (ثلاثة ملايين ومائتي ألف دينار)، أي: ما يساوي اثنين وثلاثين مليون درهم فضة, لأن الدينار الذهبي يساوي عشرة دراهم, وهذا حسب الاحتمال الذي ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح, حيث قال: «جميع تركة عبد الرحمن بن عوف ثلاثة آلاف ألف ومائتي ألف أي (ثلاثة ملايين ومائتا ألف)، وكثرة مال عبد الرحمن مشهورة جداً) وقال: وكان فيما خلفه من ذهب يقطع بالفؤوس حتى مجلت أيدي الرجال _اي بقبقت وعبأت ماء_ . راجع الطبقات لابن سعد 3/96.
وقال المسعودي في مروج الذهب : ابتنى داره ووسعها وكان على مربطه مائة فرس وألف بعيرة وعشرة آلاف من الغنم. راجع : مروج الذهب 2/343. تاريخ اليعقوبي 2/146. صفة الصفوة لابن الجوزي 1/138.
كما روى أحمد في مسنده من حديث أنس
(أن عبد الرحمن أثرى, وكثر ماله, حتى قدمت له مرة سبعمائة راحلة تحمل البر والدقيق) ويحدثنا المؤرخون كالمسعودي في مروج الذهب والطبري.. وكان لعبد الرحمن بن عوف مائة فرس، وله ألف بعير وعشرة آلاف شاة، وبلغ ربع ثمن ماله الذي قسم على زوجاته بعد وفاته أربعة وثمانين ألفاً. وفي البداية والنهاية( وترك ألف بعير, ومائة فرس, وثلاثة آلاف شاة ترعى بالبقيع, وكان نساؤه أربعا, فاقتسمن ثمنهن, فكان ثلاثمائة وعشرين ألفا, لكل واحدة منهن ثمانين ألفا ..! قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وكان عامة ماله من التجارة. ففتح الله عليه في التجارة)
5- سعد بن أبي وقاص فتقدر ثروته ب (مائتي ألف وخمسين ألف درهم)، وقصره فى العقيق المبنى بخشب الساج.
6-ويحدثنا المؤرخون كالمسعودي في مروج الذهب والطبري عما تركه كاتب الوحى الصحابى ( زيد بن ثابت) من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس حتى مجلت أيدي الناس، ما عدا الأموال والضياع بقيمة مائة ألف دينار وقصره من العقيق. راجع مروج الذهب 2/342.. حيث تؤكد المصادر ان الخليفة عمر كان فى كل مرة يغادر فيها المدينة يجعل زيد بن ثابت مكانه وعند رجوعه يعطيه رضيخى من المال ويهبه اقطاعات وعقارات.
وسار بنو أمية على خطوات معاوية في ذلك فجعلوا المال جل همهم حتى كتب عبد الملك بن مروان الى ولاته (احلبوا الضرع فان انقطع فاحلبوا الدم) وكذلك كانت الاموال أكبر نصير لهم على خصومهم من المعارضة واصحاب الخلافة من بني هاشم وعلى الخوارج وغيرهم فجرّهم ذلك على الاستكثار منه بأي وسيلة كانت.
والسلطة تحولت في دولة بني أمية من الخلافة الدينية إلى ملك عضوض وحتى خلافة العباسيين حيث بلغت المدى فى السعة وكثرة الأموال.
فاشتهر عن الرشيد مخاطبا السحاب :اين ما تذهب ياتينى خراجك.
وكل تلك الأموال العظيمة كانت تصرف على المجون والخلاعة والجوارى وبناء القصور واغداق الاموال على الصعاليك من بطانة الخليفة وللاطلاع على إسراف الخلفاء
انظر كتب الخراج
وعلى هذا المنهج سار المماليك والأتراك وطغاة الأعراب وشيوخ الإمارات وظلمة الحكام كان جنى الاموال بكل وسيلة غاية لتنعم الخلفاء والأمراء وهدف اساسى للسلطة بقمع معارضيها وشراء الذمم.
واخيرا نختتم البحث بما يؤكده العلامة الدكتور طه حسن فى كتابه الفتنة الكبرى (عثمان) ص40 :
(وسترى ان اسباب الفتن ودواعى الغرور كانت كثيرة وقوية وخلابه لايثبت لها الا اولوا العزم واولوا العزم قلة فى كل زمان ومكان ...ولكنى مع ذلك الاحظ ان جماعة من اصحاب النبى قد حسن بلائهم فى الاسلام حتى رضى النبى عنهم وبشرهم بالجنة او ضمنها لهم ثم طال عليهم الزمن واستقبلوا الاحداث والخطوب ومتحنوا بالسلطان الظخم العظيم والثراء الواسع العريض ففسدت بنهم الامور الى ابعد الحدود وقاتل بعضهم بعضا وقتل بعضهم بعضا وساء ظن بعضهم ببعض الى ابعد ما يمكن ان يسؤ ظن الناس بالناس فما عسى ان يكون موقفنا نحن من هؤلاء؟ لانستطيع ان نرضى عن اعمالهم جميعا فلا نلغى عقولنا وحدها انما نلغى معها اصول الدين التى تامر بالعدل والاحسان وتنهى عن الفحشاء والمنكر والبغى ..)
هذه بعض الأمثلة البسيطة وفي التاريخ شواهد كثيرة لا نريد الدخول في بحثها الآن ونكتفي بهذا القدر للدلالة على أنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبردجها وكل ذلك له أصل عظيم وهو ليس التجارة إنما الفتوحات المسماة زورا بأنها إسلامية.
مستشار/أحمد عبده ماهر
كاتب وباحث ومفكر اسلامي ومحامي بمحكمة النقض .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.