أقامت الكنيسة الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية احتفالا بالكاتدرائية المرقسية بمناسبة زيارة بطريرك اثيوبيا متياس الأول الحالية لمصر. وتضمنت الاحتفالية عزف السلامين الوطنيين المصري والاثيوبي بالإضافة إلى ترديد الترانيم والألحان الكنسية قبل العظة الأسبوعية للبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، كما رفع الشمامسة وأفراد الكشافة الكنسية أعلام مصر وإثيوبيا، كما تم تقديم هدايا تذكارية وأكاليل الزهور للبطريرك متياس الأول والبابا تواضروس قبل أن يدخلا معا إلى القاعة الكبرى بالكاتدرائية، بينما قدم كورال مشترك من الكنيسة القبطية والأثيوبية ترانيم وألحان قبطية واثيوبية . وقال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية في كلمته خلال الاحتفالية الشعبية لاستقبال بطريرك اثيوبيا متياس الأول “يسعدنا ان نستقبل اخانا الحبيب البطريرك متياس الأول في أول زيارة له إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية لنكتب صفحة جديدة في التاريخ الطويل الذي يربط بين الكنيستين الشقيقتين”. وأشار إلى أنه “في القرن الرابع الميلادي في عهد البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك رقم 20 في تاريخ الكنيسة تم رسامة أول أسقف لبلاد الحبشة وكان يدعى الأنبا سلامة ومنذ ذلك التاريخ صارت العلاقة بين اثيوبيا ومصر علاقة حميمة وقوية وصارت العلاقة بين الكنيستين على كل المستويات أخوية وخلال فترات البطاركة الأقباط كانت لهم علاقات قوية مثل البابا كيرلس السادس وشنودة الثالث كانوا دائما على علاقة قوية بالكنيسة الأثيوبية في أفراحها وأحزانها “. وقال إنه بعد وفاة البابا شنودة في مارس 2012 توفي البطريرك الاثيوبي بولس في أغسطس من نفس العام وحسب البروتوكول بين الكنيستين فقد شاركت الكنيسة الاثيوبية في جنازة البابا شنودة والانتخابات الباباوية وحفل تجليس البابا وبالمثل شاركت الكنيسة المصرية في مراسم الجنازة لبطريرك اثيوبيا الراحل ومراسم انتخاب البطريرك الجديد. وأضاف أن الأنبا متياس دخل الدير وهو عمره 12 عاما عام 1952 وزار مصر قبل أن يكون بطريركا مرة قبل 30 عاما كما زارها وقت الانتخابات البابوية السابقة. وقال البابا تواضروس إن “الكنيسة الأثيوبية تحتل منا موقع القلب فهي كنيسة إفريقية مثلنا واسم اثيوبيا ومصر ذكرا في الكتاب المقدس مرات عديدة ويربط بيننا شريان الحياة نهر النيل العظيم وهو هبة من الله”. وأضاف “نحن في مصر نحب أشقائنا واخواتنا في الجيرة في افريقيا وتحتل اثيوبيا مكانة متقدمة في هذه المحبة استقبلنا وفد الدبلوماسية الشعبية الاثيوبية منذ أسابيع قليلة في الكاتدرائية ورحب بهم كل المسؤولين في مصر وقضوا معنا أوقاتا طيبة”. ومضى قائلا “عندما زرنا الرئيس عبد الفتاح السيسي قال إنه يرغب في تقوية كل العلاقات بين إثيوبيا ومصر ونحن نشجع هذا الاتجاه كثيرا والحكمة والمحبة تستطيع أن تصل إلى كل أمر مرضي للجميع”. وأشار إلى أن البطريرك متياس الأول زار عدة كنائس قبطية في القاهرةوالإسكندرية وزار متاحف وزار الرئيس السيسي ورئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، كما تقابل مع مجموعة من رجال الأعمال المصريين لبحث مشروعات التنمية في اثيوبيا. وقال البابا تواضروس الثاني تلقينا دعوة من البطريرك الإثيوبي لزيارة اثيوبيا وسنعمل على تلبيتها في أقرب وقت . من جهته .. قال بطريرك إثيوبيا متياس الأول “نشكر البابا تواضروس الثاني على ما عرضه من تاريخ عريق يربط بين بلدينا والذي يعود لزمن بعيد ، وهذه هي زيارتي الأولى لمصر بعد أن توليت منصبي في مارس 2013 وهي زيارتي الثالثة لمصر عامة”. وأضاف “نحزن لختام هذه الزيارة ونحن سعداء لاتمامها وأشكركم على حسن استقبالكم لنا ونحمل معنا محبة الشعب المصري ونرسلها للشعب الإثيوبي وتتمثل هذه المحبة في العلاقات التي استمرت لزمن طويل بيننا والرسالة التي نحملها لشعبنا أننا عززنا تلك العلاقة بشكل عميق ومتين وهي ترسيخ للتعاليم المسيحية”. وقال “لا تستطيع أي عاصفة أو رياح أن تهز العلاقة المتينة والقوية بين البلدين والشعبين”. ومضى البطريرك الإثيوبي قائلا إن “المياه التي تجري في اثيوبيا هي عطاء من الله وما يربطنا ويجمعنا هو تلك المحبة المنبثقة من إيماننا المشترك وهذا النهر العظيم ويجب أن نشكر الله على هبته لنا” . وقال “لقد كانت لنا زيارات كثيرة في الأيام التي قضيناها في مصر وزرنا الأديرة المصرية والتقينا الرهبان المصريين وهم يصلون من أجل المحبة والوحدة والسلام” . ودعا إلى تبادل الخبرات والتعاون بين الكنيستين المصرية والإثيوبية في مجال الأديرة والرهبنة والتعليم الكنسي واللاهوتي . وقال “التقينا خلال الزيارة بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد شيخ الأزهر وكان اللقاء وديا وشعرنا فعلا بطيبة الإمام الأكبر، وتحدثنا معه عن التعاون ونشر رسالة السلام والمحبة والوئام وهو نفس ما تطرقنا له خلال اللقاءات مع المسؤولين المصريين”. وقدم البابا تواضروس الثاني في نهاية الاحتفالية هدية تذكارية لبطريرك إثيوبيا متياس الأول عبارة عن تقرير مصور عن زيارته لمصر . يذكر أنه حضر الاحتفالية كبار أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية ومئات الأقباط وأعضاء الجالية الإثيوبية في مصر.