- كما أتخيلها - دولة مؤسسات لا دولة عصابات أو عائلات ، يتساوى فيها جميع أبنائها في الحقوق والواجبات ، فهي لكل أبنائها من الشرق للغرب ومن الشمال للجنوب، وهي ليست لفئة من الفئات أو جماعة من الجماعات ، نشارك ونتعاون جميعا في بنائها ، و وضع قوانينها واختيار قادتها بحرية تامة وفي محاسبتهم أيضا عند الخطأ أو الانحراف . و ما أوصلنا إلى ما وصلنا إليه من فوضى وخراب وتأخر عن دول أخرى كانت أقل منا في كل شيء إلا النفاق والخوف من قول الحق؛ ومحاسبة الضعفاء وترك الأغنياء والأشداء بمراكزهم وأموالهم ، وكما قال الرسول الكريم:" كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد " ، والآن لابد من تصحيح ما سبق من أخطاء أوصلتنا إلى ما صرنا إليه، فقد قال رجل لعمر بن الخطاب:"اتق الله. فقال له عمر : لا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فينا إذا لم نقبلها منكم ." ومما قاله أبوبكر الصديق حين تولى الخلافة "أيها الناس ، فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ؛ وإن أسأت فقوموني... أطيعوني ما أطعت الله ورسوله ، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ." فلابد من تقبل النقد البناء دون تجريح ودون تعرض للأمور الشخصية ، والسماح بحرية التعبير دون تخريب مؤسسات الدولة أو أملاك الغير . مصر الجديدة تحترم فيها الحريات الشخصية , وحقوق الإنسان لأبنائها والمقيمين فيها ، ويراعى فيها حرمة الدم ؛ فلا تزهق نفس بغير حق شرعي. ويشعر فيها الجميع بالأمن والأمان والطمأنينة والسلام. مصر الجديدة تسير وفق خطط علمية مدروسةنحو مستقبل أفضل ، ولا مجال فيها للعشوائيات . جموع الشعب الآن تريد استقرار البلاد ، وحل مشكلاتها العاجلة والمؤجلة ، وعندما ينفد صبرها وتهب غاضبة من جديد ؛ فلن يقف أمامها شيء ولن تبقي على شيء . حفظ الله مصر وشعبها وهيأ لها من أبنائها من يحسن قيادتها والتدبير لها ، وألف بين أبنائها ، وجنبها الفتن ، وجعل يومها أفضل من أمسها ، وغدها أفضل من يومها.اللهم غير أحوالنا جميعا إلى أحسن حال.