.......................يبقي التاريخ دوما خير شاهد علي سيرة البشر وأنات الشعوب إذا-ما-طغي الحاكم وعاش الشعب مغلوب! ......................أتحدث عن الذكري الثلاثين لأحداث الخامس من سبتمبر سنة 1981 في مرحلة حرجة من تاريخ مصر وقد تطهرت من نظام حكم فاسد حكمها بالحديد والنار مُتخذا الديمقراطية(الوهمية) له شعارا وقد كان عهدا ظالما-لم- يترك(لسدنته) سوي الخزي والعار! .......................مصر إذا عانت الأمرين في عهود كثيرة وقد ظن حاكميها أن إرادتهم(قد) تطغي علي إرادة شعب ماكان له أن يُكابد عواقب النزق والوصول بمصر إلي حيث الإنفجار المؤدي إلي الخطر! .......................في فَجرالأيام الأولي من سبتمبر سنة 1981 شنت أجهزة أمن الرئيس أنور السادات أكبرحملة إعتقالات جماعية في تاريخ مصر الحديث شملت رموزا سياسية وأدبية وكتاب وصحفيين ووزراء سابقين وأساتذة جامعات وقد تجاوز العدد نحو ألف وخمسمائة معتقل وقيل أكثر من ثلاثة آلاف! ....................شملت(حملة) الإعتقالات أسماءاً شهيرة مثل محمد حسنين هيكل وفؤاد سراج الدين والشيخ المحلاوي وعبد العظيم أبو العطا ونوال السعداوي وصافيناز كاظم وغيرهم فالقائمة طويلة ويصعب سردهاووراءكل إسم حكاية! .............................كانت حُجة الرئيس السادات هي أن هؤلاء المعتقلين مصدر قلق وقد يتسببون في تأخير إنسحاب إسرائيل النهائي من سيناء في 25 إبريل عام 1982! ......................ألقي الرئيس السادات خطابا في مجلس الشعب مبررا مُسببات إعتقالات سبتمبر وكانت مصر تغلي ولم يقتنع أحدا بمبرراته سوي حوارييه! ................. سَجل التاريخ إعتقالات الخامس من سبتمبر من ضمن خطايا(عهد) الرئيس السادات! ..........................كانت النتيجة أن ماحدث من إعتقالات وماترتب عليها كان بمثابة العد التنازلي لنهاية السادات (قتيلا)بالمنصة في ساحة العرض العسكري في السادس من أكتوبر سنة 1981 ! ....................قُتل السادات إذا وقد إحتسبه من حرضوا علي قتله(لاحقاً) عند الله شهيدا ! ........................(تبرأ)الرئيس -الجديد- حسني مبارك من قرارات السادات وأفرج عن جميع المعتقلين والتقاهم في مقر الرئاسة! .........................المثير في الأمر أن أغلب المعتقلين في الخامس من سبتمبر سنة 1981 في بؤرة الضوء الآن سعيا وراء حصاد ثمار ثورة 25 يناير المجيدة! .....................مازال الشيخ المحلاوي يخطب في مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية وقد ترشح بعض من إعتقلوا في سبتمبر لرئاسة الجمهورية ومنهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي! ....................مازال قداسة البابا يؤدي مهامه وقد أقصي بقرار ساداتي ليعود مجددا بعد رحيله! ...........................مازال محمد حسنين هيكل يكتب ويثير الرأي العام إذا كتب أو تحدث! ...........................كان أليما أن يموت الدكتور عبد العظيم أبو العطا وزيرالري السابق في السجن وقد كان من ضمن المعتقلين! .......................يُحسب للرئيس السادات أنه كان صاحب قرار الحرب في أكتوبر سنة 1973مع التحفظ علي السلام مع إسرائيل الذي كان و(مازال)سلاماورقيا وقائما علي العزل وكفي أن معاهدة السلام قد حَجَمت مصر ونالت من دورها في المنطقة وقد تَكشف لاحقا أن مصر مُكبلة عن نشر جنودها في سيناءمن ضمن شروط قسرية في ملاحق سرية لم يكشف عنهابعد! ........................بعد ثلاثين عاما من أحداث 5 سبتمبر 1981 مصر تحررت من الأسر وبقيت آثام العهود الماضية تتكشف تِباعا وصولا إلي مصر الجديدة وقد ودعت بعد ثورتها(عُسراً) طويلاً ومازالت تبحثُ عن(يُسر)نتمني ألا يكون مُستحيلاً.!