ماذا تعلم أبناءنا ؟

عندما جاءت الثورة استبشر المصريون بها وتيقنوا أنها خطوة نحن التقدم والانطلاق نحو عالم جديد .
و من ينظر لمناهجنا التي عُدلت في عهد حكومة الحزب الوطني وخاصة مناهج اللغة العربية للمرحلة الإعدادية يكتشف أنها أشبه بمسرحية هزلية بلا هدف , فالهدف الأول أن نعلم الشعب الإذعان للحاكم وإلا يستحق الإنسان العقاب ثم القبول بقضية التوريث في منهج القراءة للصف الثاني فسيتي الأول الملك الفرعوني يولي ابنه رمسيس وهو في سن العشرين وأحمد بن طولون يولي ابنه خمارويه في سن الخامسة عشر.... بينما أثبت التاريخ أن خمارويه كان شاذاً جنسياً وكان مفرطاً في إنفاق المال على ملذاته وقد أفلس مصر عندما أنفق ما في خزائنها على زواج أبنته قطر الندى [كتاب:- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ] .
وأيضاً النحو الذي عرف على مدار تاريخه بالترتب المنطقي جاء بطريقة غريبة أشبه بالفزورة التي تريد خبيراً ليحلها لنا يبدأ منهج الصف الأول بألف الوصل وهمزة القطع ثم الخبر الجملة ثم الأفعال اللازمة والمتعدية ما العلاقة بين الثلاثة ... اللهم إلا أنها دروس من دروس النحو العربي ....وكذلك دروس الصف الثاني التي تبدأ بالمعرب والمبني ثم العطف والنعت .........
ثم تأتي قصة طموح جارية للصف الثالث الإعدادي التي كادت تجرد نجم الدين من جميع أعماله وتنسبها لشجرة الدر وإن كان لها دور لا ينكر فقد قال صاحب كتاب النجوم الزاهرة :- [إليها غالب تدبير الديار المصرية في حياة سيدها الملك الصالح وفي مرضه وبعد موته، والأمور تدبرها على أكمل وجه ] وكان الهدف الأساسي بيان دور المرأة في محاولة لإرضاء الجمعيات النسائية التي كانت تتزعمها زوجة الرئيس السابق , تبدو المناهج في حاجة لنظرة حقيقية نظرة تقدس قيمة العمل والإنتاج والقيم الرفيعة واستصلاح الصحراء وبناء المصانع المنتجة لا المجمعة لبضائع الصين وتعمير سيناء والحفاظ على نهر النيل .
ثم نأتي لمشكلة أخرى مواعيد المدارس التي نحرص فيها على بقاء التلاميذ بالمدارس حتى ساعة الثالثةعصراً . ألم يسمع المسئولون في التربية والتعليم عن مشكلة الفقر في مصر ! فمعظم الطلاب وخاصة أبناء الريف يعانون من سوء التغذية وأعتقد أن باكو البسكويت لن يحل المشكلة , لذلك عندما تأتي عليهم الساعة الواحدة وليست الثالثة يفقدون التركيز وتحس أن الطالب أشرف على الموت , فقد غربت عيناه وتناعست أجفانه ومن ثم عقله ..وحل الأمر ليس صعباً فحصص التربية الرياضية والموسيقيه و التربية الفنية تكون في وقت واحد بدلاً من الحصص المنفردة ويختار الطالب ما يناسبه منها ودخول المدارس مبكراً الساعة السابعة والنصف صباحاً بدلاً من الثامنة وتخفيف أنصبة المواد ذات الأنصبة الضخمة .