قطفتها دمعة من رحيق الحياة تفتّحت في كفي المتألّم أوراق يسقطها الوجع و أقدام تمشي دون الالتفات إلى الوراء متقدمة دون رجوع و لعلّ كل المنعرجات استقامت لخطواتها أحدّق ببصري المرافق لأجسادها المتلاشية و قد حملت ملامح ضائعة كلوحة هجرتها ألوانها إلا من خطوط متشرّدة و إطار انكسرت صلابته مازلت أجوب بنظري رحلتهم التي لم تتوقّف فإلى أين يأخذهم هذا الضباب و الشمس على جفون الجدران تحرس رحيلهم الصامت أمدّ يدي فيغيب كل ضجيج لكأنه يحيي كبريائهم فيختلسه سكون بأوردة تنزف جمرا عاطفتي المرافقة لقافلتهم تمسك بآخر ظلّ و في جوفها يشرئبّ استفهام أهي دمعة الوداع ...