قبل أن تشتعل نار الحرب الأهلية في ربوع الوطن ونرى جيلا من المرتزقة من أبناء مصرلايقلون ضراوة عن المرتزقة الأفارقة في ليبيا الذين انتهكوا حرمات النساء وقتلوا بلا رحمة الشيوخ والأطفال واستخدمهم القذافى على مبدأ أنا ربكم الأعلى من انتهك عرض امرأة أو قتل شابا أو طفلا أوشيخا فهو عندي من المقربين وله أجر عظيم وكنا نلومهم ونلوم قائدهم الذي كان يمدهم بالمنشطات لينتهكوا عرض بلاده ونسائه حيث لايجمعه معهم دين أوعرض أو وطن فتحولنا نحن بعد ثورة يناير إلى من يدافع عن الحرية وعن أهداف الثورة المجيدة وإلى مرتزقة يبيعون إخوانهم وذويهم بأقل القليل يحملون السيوف والملتوف ليمزقوا ويحرقوا الجزء الأخر من كيان هذا المجتمع وانقسمنا وتفرقنا بين مؤيد ومعارض فيا صناع القرار في مصر أما يكفى ثلاثون عاما من الصبر على القهر والجوع والحرمان وهل هذا هو مايتناسب مع تاريخ مصر العريق؟ لسنا اليمن ولا ليبيا ولسنا أقل من رومانيا التي حاكمت رموز الفساد رميا بالرصاص في ميدان عام قصرت قامتنا أمام العالم بعد احترامهم لنا بعد ثورة يناير وأصبحنا أضحوكة أمام الشعوب فماذا علينا أن ننتظر إن ماتقوم به القوات المسلحة المصرية من قيادة مصرفي المرحلة الراهنة واجب قومي لايستحق منا الشكر أو الثناء أومسيرة تأيد تجوب الشوارع لإضفاء روح المنة على الشعب من القوات المسلحة فالجيش ملك الشعب فهم أبنائنا وإخواننا وننفق عليهم من مقدرات مصر فهل كان المفروض على الجيش أن يحارب الشعب؟ حماية لأي نظام ديكتاتوري فاسد أم كان على الجيش أن يتستر على القتلة والمجرمين في بلد يحمل تاريخا عريقا ليكون وصمة عار في جبينه مدى الدهر؟ أو نقدمهم للمحاكمات بتهم لا تليق بخيانتهم لمصر وكان الأولى أن يقدموا بتهمة الخيانة العظمى وليس بإفساد الحياة السياسية وتضخم الثروات أوليس قتل شباب مصر خيانة عظمى ؟! أوليس تجويع شعب مصر خيانة عظمى؟! أوليس سرقة مقدرات الشعب خيانة عظمى؟! أوليس بيع شركات مصر لليهود خيانة عظمى؟! وهل كنا في حاجة إلى موقعة العباسية لتذكرنا بموقعة الجمل التي لم يحاكم مجرموها بعد ليعاد تكرار المشهد ذاته مرة أخرى؟ إن موقعة العباسية أوضحت الرؤية المستقبلية لشعب مصر وأن الحرية مازال أمامها طريق طويل من الكفاح والنضال والدماء وأن موقعة الجمل والعباسية لن يكونا هما النهاية بل هما البداية فعلى شعب مصر أن يتحمل أوعليه أن يغادر للبحث عن وطن أخر لتستريح كل القوى المأجورة ويهنأ كل من سرقوه وذاك هو الاختيار الصعب وليعلم صناع القرار أن الفيل المصري قد تحرك من سكونه ولن يعود إلى الوراء وتذوق طعم الحرية الممزوج بالدماء ولن يتنازل عنها بعد الآن والأولى بكم الآن أن تنظروا بعين العقل إلى مستقبل مصر لتكن نهضتها على أيديكم ليسجل التاريخ على صفحاته أسماءكم بحروف من نور كشركاء في صناعة نهضة مصر بدلا من أن يذكركم التاريخ كشركاء في سرقة مصر. وبلا خجل لابد أن يعلم الجميع أن مفاهيم الشعب قد تغيرت بعد أن قالوا عنه لن تصلح معه الحرية. ولن يعود إلى الساحة السياسية كل من قتل وسرق وتآمر على أبناء شعبه وشوه صورة شعب مصر العظيم .