التقيت بالدكتور محمد واكد على هامش مؤتمر عقد فى مدينة الأقصر والرجل كله طاقة وعطاء كان نقاشى معه فى عدة إتجاهات ومحاور غير أنى وقفت معه كثيراً حينما عرضت عليه مبادرة طيبة لبناء الدستور ورأى فى المبادرة صعوبة التحقيق مستدلاً بتعريف الدستور والذى هو كما عرفه عقد بين فئات المجتمع وليس كل المجتمع على حد هذا التعريف فعنده لا يكتب الدستور كل الناس وصعب الامر فى التنفيذ أيضاً هو كيفية وقوف الإعلام من المبادرة والتى توجب أن يشارك فى بناء الدستور كل أفراد المجتمع وقدم لى نموزجا أخراً غيرهذه المبادرة فى بناء الدستور استند فيها أيضاً على تعريفه الذى بيناه ولم يكن له رد حينما سألته أنت ساعتها ستحول الدستور إلى صياغة وليس إلى بناء ؟ فى حديثه عن بناء الدستور لا يركز الدكتور محمد على جموع المواطنين ويحسبها جامدة إنما يركز على فئات المجتمع . رؤيتى أنه الآن علينا ان نعول على جموع المواطنين على كل فرد فى المجتمع هم كالجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب . يوما ما وقفت تلك الجموع الكل يحسبها جامدة ساكنة ولكنها كانت عزيزة شامخة . إهتز من حولها الجميع واستبسلت بقواها . كنت احسبها كذلك جامدة غير أنها تسير فى هوادة لتسقط نظام كان يرى نفسه الجبل حينها ظهرت الجبال الحقيقة جموع المواطنين . اخى الكريم د . محمد واكد ليس لنا ان نعول إلا على جموع المواطنين . لا خيار لنا إلا خيار الأفراد . لا سبيل لنا الا ان ندعوا للمشاركة فى بناء الدستور طاقات الناس وأفكارهم . أن يوقعوا بأدميتهم وليس بنيابة فرد عن فئة لا نيابة فى ذلك وإلا فإنا خاسرون . أخى الكريم د. محمد سيريك الله فيهم خيراً كما أراك. سينتفضون كما انتفضوا من قبل . سيشهد الجميع أنهم بشكل حضارى بنوا دستورهم والبناء شامخ . اخى د. محمد من يبنى إلم يبنى المصريون ؟ راهن معى على جموعهم ولن يخسر رهانك . كان فى النقاش الدكتورة زينب أبو المجد كانت تعجب جداً بقولى ورأيت ذلك فى عينها غير أنها لم تبدى رأياً . اخى د. محمد فى يوم من الايام قاد فلاح مصريا قطيعاً صغيراً من الحمير يحمل من خلاله حاصلاته الزراعية لبيعها وقرب مدينة اهناسيا بالفيوم وكان لا بد عليه ان يمر بأرض موظف فاسد لدى الوزير الأول لفرعون ليدبر ذاك الفاسد حيلة ليغتصب بها حاصلات فلاحنا ونجح تدبيرالفاسد ليستولى على محصول ذاك المكافح . رفع الفلاح شكواه الى الوزير فيها (أقم العدل أنت يا من مدحت وأرفع عنى الظلم أنظر إلى فاننى أحمل أثقالاً فوق أثقال.أجب إلى الصيحة التي ينطق بها فمى وحطم الظلم ورسخ الحق فإنه ارادة الاله اما الظلم فهو منفى من الأرض....) جميل كلامه جعل فرعون بعد ان رفع الوزير اليه هذه الشكوى ألا يستجيب لرد مظلمته حتى يعود ويكتب من جميل قوله كان ذلك يا اخى الكريم عام 2200 قبل الميلاد تقريبا . هل تتوقع ان أحفاد هذا الفلاح سيقفون ولا يكتبون الدستور . راهن على المصريين وجموعهم . حسين محمد طلب [email protected]