فى لقاء حاشد بجامعة المنصورة نظمت أسر صناع الحياة اليوم الاثنين الموافق 26 مارس ندوة للدكتور / عمرو خالد الداعية الإسلامى المعروف للتحدث مع شباب الجامعة فى أولويات ومتطلبات المرحلة تحت عنوان " دور الشباب فى النهضة " بمدرج البدراوى بكلية الحقوق جامعة المنصورة . حيث شهد المدرج الذى أقيمت به الندوة حشد كبير من طلاب الجامعة للترحيب والإستماع لندوة الدكتور / عمرو خالد والتى تحدث فيها عن دور الشباب فى بناء نفسه وتنمية مهاراته ، و تضمنت الندوة أربعة محاور رئيسية بدأها عمرو خالد بمطالبة الشباب الجامعى أن يهتم بتنمية مهاراته وكثرة الحصول على شهادات وكورسات تؤهلهم للدخول فى الصفوف الأولي لسوق العمل ، وأن يحاول الإنسان دائماً أن يُغير من نفسه إلى الأفضل وألا ينتظر السماء لكى تمطر ذهباً ولا فضة ، واستشهد خالد بعدة قصص واقعية حدثت معه بالفعل فى انجلترا ولبنان وغيرها من دول العالم. وأضاف خالد فى المحور الثانى من ندوته أنه يجب على الطالب فى سبيل سعيه الدائم إلى تنمية مهاراته وتطوير ذاته أن يهتم بالقوة الإيمانية الداخلية لديه ، مذكراً الشباب أن أى عمل لا يكتمل إلا إذ أعطى الإنسان لربه حقه ، فإن صلى وصام وقرأ كتاب ربه كان قوياً من الداخل ، وضرب خالد مثلا للحاضرين على ما قال بأن طالب منهم زجاجة مياة فارغة وقال " لا تكن من الداخل كهذه الزجاجة فارغاً فتُعصر " وطبقها بيده . وأكمل خالد قائلاً : " قوى نفسك من الداخل فإن فعلت إستطعت النهوض من أى صدمة أقوى مما بدأت ، وإن ظللت خاوياً من الداخل ضيعتك صدمات الحياة , فأنتم يا شباب لا تزالون فى أوقات الرفاهية الآن فى ظل الحياة الجامعية , ولازلتم تعيشون فى رفاهية حقيقية وفى نعم كثيرة , فهناك من الأطفال فى مصر والعالم العربى من لا يجد قوت يومه ولا يجد ما يساعده على التعلم فى المدارس والجامعات فليقوى كلا منكم نفسه من الآن لتستعدوا لطاحونة الحياة. وفى المحور الثالث من الندوة نبه خالد على أهمية الأخلاق ناصحاً الشباب أن يحافظوا على أخلاقهم وأن يتخلقوا بأخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن يُحافظوا على الإحترام لأنه الرصيد الأعلى والأقوى والذى سيظل محفوظاً فى ذاكرة الناس عن الإنسان ، وقال أنه لولا رصيده لدى الشباب من الإحترام لما تواجد هذا الكم الهائل فى استقباله اليوم , ولولا هذا الرصيد من احترامهم له لما جلسوا إليه مستمعين الآن . وتابع خالد قائلاً أنه أتى اليوم إليهم ليجدد عزيمتهم ويشد على أيديهم وأنه لا يجب على أحد أن يتشفى فى مصائب الأخر فربما تكون تلك المصائب سبب فى تقوية المُصاب ، ضاربا مثلا برحلة خروجه خارج مصر وأنه خرج بكل طواعية ولما عاد عاد أقوى مما سبق وازدادت أخلاقه وزادته هذه المحنة أدباً ورقة لا عنفاً ولا تشفياً . وفى المحور الرابع من الندوة ركز خالد على أهمية العمل الخيرى والتطوعى فى حياة الفرد والمجتمع ضارب مثلا للطلاب عن المحتاجين إلى العون ومد يد المساعدة متسائلاً " ماذا لو كان هناك من يغرق فى بحر ووجد أب ومعه أسرته على الشاطئ وكان رد فعل الأب تجاه من يغرق أن أدار ظهره وأغمض عينيه ووضع يده على أعين أولاده وغادر الشاطئ دون أن يفعل أى شئ للغريق فماذا تقول عن هذا الأب ؟! " أقل ما يمكن أن يقال وقتها أن تتهمه بالندالة . فهكذا مصر الآن فى حالة من حالات الغرق والتى تحتاج إلينا جميعاً ، و يجب ألا نغض الطرف عنها فى مثل هذه المواقف . ودعى خالد شباب الجامعة أن يعمل ويحاول أن يقتطع وقتاً من يومه للعمل الخيرى والتطوعى ، ودعاهم إلى المشاركة فى العمل التطوعى قائلاً " شاركوا معنا فى صناع الحياة فإن لم يكن ففى رسالة فإن لم يكن ففى مصر الخير أو أى جهة أخرى ، المهم أن تعمل أو اذهب إلى أستاذك فى الجامعة أو العميد واطلب منه المشاركة فى عمل تحتاج له الجامعة من أعمال التطوع ،اعمل وتحرك المهم ألا تقف مكانك " وفى النهاية وقبل ختام اللقاء أرسل عمرو خالد تحية لكل من يعملون ويجتهدون ويخلصون ، ووجه تحيته وشكره إلى كل الطلاب الذين تحملوا أعباء اللقاء والواقفين على أقدامهم وسط هذا الزحام للإستماع إليه . يذكر أن هذه الندوة تأتى ضمن فاعليات حملة " إوعى " التى تنظمها أسر صناع الحياة بجامعة المنصورة للتوعية ضد المخدرات و خطر الإدمان ، والتى تستهدف نشر التوعية فى 2000 مدرسة إعدادى وثانوى عن أضرار المخدرات بشكل غير مباشر ، بالإضافة لعمل الحملة في 25 جامعة بالتوازي مع العمل في المدارس لخلق جيل واعي بأخطار المخدرات قادر بنفسه أن يكون حاميا لأقرانه.