قالت قبائل في أقصى جنوب شرق ليبيا أن عشرات الأشخاص قتلوا منذ الأسبوع الماضي في اشتباكات اندلعت بين قبيلتين متناحرتين للسيطرة على أراض، فى نفس الوقت الذى حذر فيه رئيس المجلس الوطنى الانتقالى مصطفى عبد الجليل من أى مساس بأمن البلاد متوعدا بالرد بقوة على أى شخص يهدد استقرار ليبيا. وقال مسئول أمني من قبيلة الزوي أن مسلحين محليين من القبيلة اشتبكوا مع مقاتلين من جماعة التبو العرقية بقيادة عيسى عبد المجيد الذي يتهمونه بمهاجمة الكفرة بدعم من مرتزقة من تشاد. وقال عبد الباري إدريس المسئول الأمني بقبيلة الزوي لرويترز أن الوضع لا يزال معقدا ومضى قائلا"جماعة التبو هاجمت المدينة بقذائف المورتر ونيران قناصة" مضيفا أن التبو حصلوا على تعزيزات من بلدات صحراوية أخرى. وقال أن 15 شخصا من قبيلته قتلوا وأصيب 45 آخرون لكن قبيلة التبو قالت أنها هي التي تتعرض للهجوم. وقال محمد أبو لبن من قبيلة التبو والذي يمثل جماعة من مواطني الكفرة أن عدد القتلى من قبيلته وصل إلى 55 إضافة إلي أكثر من 100 أصيبوا بجروح وقال أن التبو طلبت المساعدة من المجلس الوطني الانتقالي. فى غضون ذلك، حذر رئيس المجلس الوطنى الانتقالى الليبى مصطفى عبد الجليل من أى مساس بأمن البلاد متوعدا بالرد بقوة على أى شخص يهدد استقرار ليبيا التى تستعد لإحياء الذكرى الأولى للثورة التى أطاحت بنظام معمر القذافى. وقال عبد الجليل - فى كلمة بثها التليفزيون الليبى عشية ذكرى الثورة - "إن المجلس فتح ذراعيه لكل الليبيين سواء دعموا الثورة أم لا ولكن هذا التسامح لا يعنى أننا غير قادرين على الحفاظ على استقرار البلاد". وشدد على أنه ستتم مواجهة أى شخص يهدد الاستقرار بقسوة, كما أن الثوار مستعدون للرد على أى هجوم يستهدف زعزعة استقرار البلاد. وتحتفل ليبيا الجمعة بالذكرى الأولى للثورة التى أطاحت بالقذافى الذى قتل فى أكتوبر الماضى. يشار إلى أن منظمة العفو الدولية حذرت الخميس من إنتهاكات حقوق الإنسان التى ترتكبها مليشيات مسلحة مؤكدة أنها تهدد الآمال فى ليبيا جديدة فى وقت يحاول فيه الجيش الليبى الناشىء استمالتهم للانخراط فيه. وقالت المنظمة "إن تطلع ليبيا لإقامة دولة عادلة ديمقراطية تحل محل الحكم القمعى للعقيد الراحل معمر القذافى, تقوضه مليشيات مسلحة تنتهك حقوق الإنسان وخارج نطاق سيطرة الحكومة".