دمياط هى محافظة مليئة بالأيدى العاملة وكان الخوف ينتاب معظم المحافظات من أن تقوم المحافظة الساحلية بعصيان مدنى وبالتالى يدمر نشاط المحافظة . ولكن دمياط خيبت ظن الكثيرين وأثبتت أنها جزء لا يتجزأ من الوطن ؛ فقام أبناء المحافظة بالذهاب إلى عملهم صباح اليوم السبت وأصبحت الورش والمصانع والمصالح تعمل بكامل طاقاتها ضاربين بدعوة العصيان المدنى عرض الحائط. ففى مصلحة الشهر العقارى بدمياط وخصوصا مكتب ضواحى دمياط بجوار المحافظة كان العمل جاريا من جانب الموظفين على قدم وساق وأيضا فى مستشفى دمياط العام كان العمل قائما من جانب العاملين والأطباء بها ولكن ديوان محافظة دمياط كان مغلق اليوم لان السبت عطلة رسمية فى المحافظة. وحرصا منا على أراء الشارع الدمياطى فقد التقينا بالعديد من المواطنين فبداية قال محمود على الزرقاوى - ايمجى - بأنه لن يقوم بالعصيان المدنى لأنه ليس فى مصلحة المواطن ولا مصلحة البلد مضيفا بأننا نريد البناء والتعمير ونريد ممن يقوم بالاعتصام أن يصبروا مدة الفترة الانتقالية التى حددها المجلس العسكرى مضيفا بأنه يحترم فكر من يقوموا بعمل العصيان مطالبا إياهم بالهدوء وضبط النفس. ليس كلام الزرقاوى وحده هو الذى يرفض العصيان ولكن أتبعه إسلام خليل - مصمم دعاية وإعلان - قائلا بان الدولة ليست فى حاجة إلى عصيان فى هذا الوقت لأننا فى مرحلة لأننا فى مرحلة بناء وأن هذا ليس وقت العصيان أو الاعتصام وخصوصا فى دمياط لأن الجميع فى دمياط معظمهم أيدى عاملة ويعملون " باليومية " فكيف يكفى العامل احتياجات بيته عندما يقوم بعمل عصيان. وحرصا على أراء النصف الأخر وهو النساء فقالت هناء إبراهيم - بكالوريوس تجارة - بأنها لن تشارك فى هذا العصيان لأنمه مضيعة للوقت وأن رحيل المجلس العسكرى لا يأتى بالعصيان وإنما لابد من تضافر جهودنا كى نبنى دولتنا. وقال ياسر عوض السنبالى وهو يعمل محاسب بأن البلد ليست فى حاجة إلى انهيار أكثر من ذالك وأنه يوجه رسالة إلى المقبلون على العصيان قائلا لهم " كفاية خراب نحن ذاهبين إلى طريق مغلق". أما مرشح مجلس الشورى السابق الدكتور حبشى جاويش فذكر أنه ضد العصيان لأنه ضد الدين والدين لم يأمرنا بذالك متسائلا كيف يقوم الطبيب بالعصيان أو المسعف بالعصيان ووصف من يدعوا إلى هذا العصيان بأنه مخربا ويجب أن يعاقب متسائلا فى ذات الوقت قائلا : أن الذى يدعوا إلى العصيان ماهى سلطته فى الدولة كى يتبعه آخرون فى عمل مخرب؟ وقال جمال عبد الناصر السعيد - موظف بمحافظة دمياط - بأن البلد لا تحتاج إلى انهيار أكثر من ذلك فكيف اعتصم والاقتصاد ينهار يوما بعد يوم مطالبا الجميع بان يراعى الجميع مصالحه من اجل مستقبل أفضل . وصرح المهندس الحسينى أبو العنين - مهندس بديوان عام محافظة دمياط - بأن العصيان ما هو إلا دعوة لتدمير البلد وسلب لإرادتها لان البلد مثل سفينة فلو تركنا هؤلاء يقودوها لغرنا جميعا وهم معنا وأضاف بأنه يتهم قادة من يدعون إلى عمل العصيان بالعمالة موجها إلى من يقوم بعمل العصيان قائلا لهم " اتقوا الله فى مصر" وتواجد فى ميدان الساعة فى الواحدة والنصف ظهر اليوم بعضا من شباب 6 ابريل والتحالف الاشتراكى يقدر عددهم بالعشرات فقط رافعين لافتات تبرئتهم من العمالة لدول أجنبية دون هتافات.