صرح متحدث باسم المعارضة الليبية اليوم بأن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي ما زالت تسيطر على المرفأ النفطي والمصفاة في ميناء البريقة الشرقي الاستراتيجي رغم التقدم الذي أحرزه مقاتلو المعارضة. ويتقاتل الجانبان منذ عدة أشهر للسيطرة على البريقة التي تبعد 750 كيلومترا إلى الشرق من طرابلس. ويرى المعارضون أن تأمين البلدة يعد نقطة تحول في الحرب المستمرة منذ نحو ستة أشهر ويأملون في استئناف صادرات النفط من هناك في أسرع وقت ممكن. وقال مقاتلو المعارضة إنهم استولوا يوم الخميس على جزء من مدينة البريقة النفطية بينما تحاول قوات المعارضة في الغرب التحرك صوب الزاوية في مسعى للزحف نحو العاصمة طرابلس معقل القذافي. وقال محمد الزواوي المتحدث باسم المعارضة للصحفيين إن الدخول إلى المدينة ليس آمنا بعد. وتقع الأحياء السكنية التي دار فيها القتال على بعد نحو 15 كيلومترا إلى الشرق من الميناء والمرفأ النفطي. وأضاف أن المعارضة تحاول الآن تطهير المنطقة وان هناك بعض قوات القذافي التي تطلق الصواريخ على المدينة. ويتشبث القذافي بالسلطة رغم الحملة الجوية التي تشنها طائرات حلف شمال الأطلسى منذ ما يقرب من خمسة أشهر ورغم العقوبات الاقتصادية المشددة ورغم حرب ممتدة مع قوات المعارضة التي تسعى للإطاحة بحكمه المستمر منذ 41 عاما. وسيطرت المعارضة على مناطق كبيرة من الأراضى الليبية لكنها منقسمة على نفسها بشدة وتفتقر إلى الخبرة والمكاسب التي حققتها في الشرق أمس تكسر جمودا استمر عدة أسابيع. وفي غرب ليبيا زحفت قوات المعارضة المتمركزة في المنطقة شمالا نحو بلدة الزاوية بالقرب من ساحل البحر المتوسط في محاولة للوصول إلى نقطة تدخل العاصمة طرابلس في نطاق مرمى أسلحتها لكنها لم تتقدم عن المواقع التي كانت متمركزة فيها يوم الخميس. وانتفضت الزاوية ضد القذافي مرتين هذا العام دون جدوى. وفى مقابلة مع ضابط بالمخابرات ألقت المعارضة المسلحة القبض عليه وقال إن القذافي عزز قواته في الزاوية وهي مدينة نفطية ساحلية وان بها الآن ألف مجند. غير أنه لا توجد أسلحة ثقيلة او مرتزقة أفارقة كما تصر المعارضة. وتوقع العميد الهادي العجيلي أن تواجه المعارضة قتالا عنيفا حتى تسيطر على البلدة.وأضاف أن القذافي ما زال يتمتع بالدعم في طرابلس ومن القبائل الليبية الرئيسية وهو ما وصفه بأنه أمر ضروري. ومعركة الغرب واحدة من ثلاث جبهات كبيرة منفصلة للمعارضة ضد قوات القذافي. وفي الشرق حول ميناءي مصراتة والبريقة تعثر القتال في الأسابيع الأخيرة بينما تقدم مقاتلو المعارضة في الغرب. ومقاتلو المعارضة في الجبل الغربي لا يعملون كقوة واحدة لان كل بلدة أو قرية لها قيادتها الخاصة بها. لكن عندما يجتمعون معا للقيام بعمليات كبيرة يمكنهم حشد قوة تضم بضعة آلاف من المقاتلين. وقال مسئول بريطاني انه في مسعى لزيادة الضغوط الاقتصادية والعسكرية على القذافي تستعد عدد من الدول لان تعلن الأسبوع القادم تحرير أصول ليبية مجمدة لصالح المعارضة. وقال المسئول "على الرغم من صعوبة التكهن بمتى سيحدث هذا من السهل رصد الضغوط تتراكم على القذافي والمسألة مسألة وقت قبل أن يجبر على التخلي عن السلطة." وفي تشديد للقيود المفروضة على القذافي أعلنت تونس أمس أن قوات الجيش تقوم بدوريات عند محطات البنزين للحد من عمليات تهريب البنزين إلى ليبيا. وعطلت العقوبات الدولية والصراع الدائر في ليبيا وصول إمدادات الوقود المعتادة إلى المناطق التي يسيطر عليها القذافي. وقال مختار بن نصر المسئول بوزارة الدفاع التونسية في مؤتمر صحفي إن القوات المسلحة تقوم الآن بدوريات عند محطات البنزين في جنوبتونس وذلك بهدف منع تهريب زيت الديزل والبنزين إلى ليبيا.