إلتقى شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب؛ وفدآ من شباب الثورة، برئاسة وائل غنيم، في مقر مشيخة الأزهر، اليوم الاثنين، و أكد على موقف الأزهر الشريف الداعم لثورة 25 يناير وسعيه نحو الحفاظ على ما تحقق من مكاسب واستكمال منجزاتها. وطالب الشباب أن يصححوا ثورتهم وأن يقبضوا بيديهم عليها، مشددًا على أن الأزهر مع الثورة، فهو حاضن الثورات ومبدعها ودوره وطنياً وليس سياسياً كما يدعي البعض ولا ينتمي لحزب أو طائفة ولو انحاز في يوم من الأيام لكان (في خبر كان)، فمنهج الأزهر تعددي يقبل الرأي والرأي الأخر. وأكد شيخ الأزهر، أن "مصر تحتاج في المرحلة المقبلة إلى صياغة جديدة لشخصيتها على جميع الأصعدة الفكرية، والثقافية، وعلى شباب الثورة أن يتحمل مسؤوليته وسيكتب التاريخ أنهم أنقذوا مصر ولم يسلموها للفوضى التي كان يدعيها البعض، وأنه يجب أن يكون همنا الأول أن نضع برامج تفيد الشباب وما نتمناه منه حتي ننقل مصر إلي مقدمة العالم". وقال الطيب إن "مصر تطلب منا أن نقف موقف التصويب ونأمل من شباب الثورة العمل والمثابرة و الإصلاح في كل حركاتهم وسكناتهم". وأضاف: إن ثورة مصر المباركة جاءت بعد أن "بلغ السيل الزبي"، وهذا من فضل الله، وسيكتب التاريخ للشباب والثوار أنهم أنقذوا مصر في وقت لم تعد تتحمل فيه الظلم والتهميش لمدة تزيد عن 60 عاماً من التشويه وعبث بأبنائها. وأوضح أن الثورة هي الوجه الأكثر إضاءة لمصر وللعالم العربي فقد استطاعت في فترة وجيزة أن تقطع جميع الحبال التي أوثقت القلب والعقل والوجدان المصري،أضاف "أنا متأكد ومتيقن أن مصر لا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه قبل ذلك إلا بتحرير الوعي وإرادة الشباب (الأسود)".
وشدد الطيب، على أن الأزهر أمين على الأمة كلها ومصر على وجه الخصوص، عمل جاهداً للحفاظ على تراثها وثقافتها وعلومها، وحفظ بوسطيته واعتداله المسلمين، مما تعرض له أتباع الأديان الأخرى من حروب وصراعات ولم يسل سيف مسلم على أخية في يوم من الأيام من أجل العقيدة أو المذهب كما حدث في الغرب حتى كاد البعض أن يفني الأخر. من جانبه قال وائل غنيم، "إن شباب الثورة يؤمن بدور الأزهر الإيجابي في رسم مستقبل مصر فهو يعطي الحكم وعلينا الطاعة والحماس. وأكد على أنه وشباب الثورة والائتلافات المختلفة كل ما يشغلهم هو التزام المجلس العسكري بالجدول الزمني لتسليم السلطة للمدنيين دون تأخير. وقال شريف زهران، عضو المجلس الاستشاري، إن المجلس العسكري ملتزم بتنفيذ وتسليم السلطة للمدنيين وهناك خطوات تتم بالفعل لهذا الأمر. وطالبت نجوان الأشول، بضرورة منع المحاكمات العسكرية للمدنيين والإفراج عن جميع المعتقلين قبل يوم الخامس والعشرين من يناير الجاري، كإثبات حسن النوايا من المجلس العسكري، والمضي قدماً في بناء مؤسسات الدولة وتسليم السلطة للمدنيين وفتح باب الترشيح للرئاسة يوم 11 فبراير وإصدار بيان قوي من الأزهر يتضمن ذلك. وأوضح محمد القصاص، "أن الأزهر أمام مسؤولية تاريخية في الحفاظ على وسطية الأزهر في الشارع المصري في مواجهة محاولات الاستقطاب الفكري، مشيراً إلى ضرورة وجود برامج عملية من الأزهر على أرض الواقع تعمل على تنفيذ ما طرحه في وثائقه، وأن يأخذ وضعه السياسي في وضع الدستور". وقال طارق الخولي، إن أخطر ما يواجه مصر هو الفكر المستورد الذي يحاول توجيهنا إلى مرحلة الاختلاف. وفي نهاية اللقاء قال شيخ الأزهر، إن وثيقة الأزهر لم تعد ملكاً له بل ملك لكل من وقع عليها ولا يمكن التعديل فيها، وطلب منهم أن يكتبوا كل طلباتهم وسيحملها إلي المجلس العسكري وسيدافع عنها بقوة وأن يعتبروا الأزهر هو المنتدى الذي يلجئون إليه..