رصد فلكيون اصغر كوكبين شبيهين بالأرض يُكتشفان خارج المنظومة الشمسية، ويدور الكوكبان في فلك نجم اسمه كبلر 20، يبعد نحو 1000 سنة ضوئية في مجرة ليرا. وستحتاج أسرع مركبة فضائية الى اكثر من 4 ملايين سنة للوصول الى الكوكبين. ويبلغ قطر الكوكب الأول كبلر 20 إي 1.03 قطر الأرض والكوكب كبلر 20 أف 0.87 قطر الأرض. وكان اصغر كوكب اكتشفه العلماء خارج المنظومة الشمسية قبل ذلك كبلر 10 بي الذي يبلغ قطره 1.42 قطر الأرض. وأوضح رئيس فريق الباحثين الذين اكتشفوا الكوكبين الدكتور فرانسوا فرسين من مركز هارفر سمثسونيان للفيزياء الفلكية في ولاية ماسيشوسيتس الاميركية، ان قطر أول الكوكبين يزيد 3 % فقط على قطر الأرض، وان هذا يجعله أقرب جرم الى الأرض من حيث الحجم في الكون المعروف، واضاف ان الكوكب الثاني يصغر الأرض بنسبة 13 في المئة. وبقطر يبلغ نحو 7 آلاف ميل، وهو اصغر من قطر الزهرة، يكون الكوكب الثاني في الواقع أصغر جرم سماوي يُكتشف في فلك نجم شبيه بالشمس. وقال الدكتور فرسين ان الأهم من كل ذلك ان هذه هي المرة الأولى التي تتمكن فيها البشرية من اكتشاف كوكب بحجم الأرض أو اصغر يدور في فلك شمس أخرى. وتحقق الاكتشاف بواسطة التلسكوب كبلر الفضائي التابع لوكالة الفضاء الاميركية "ناسا". ويراقب التلسكوب الذي أُطلق في مارس / آذار عام 2009 اكثر من 150 الف نجم بحثا عن دلائل تشير الى وجود كواكب تدور في افلاكها. ويعتقد العلماء ان دورة الكوكب كبلر 20 إي حول شمسه تستغرق ستة ايام، وهم يتوقعون ان يكون كوكبا صخريا بالكامل، مادته خليط من السليكات والحديد، على غرار الأرض، اما الكوكب الخارجي كبلر 20 أف الذي تستغرق دورته حول شمسه 20 يوما فهو أكبر وربما كان غلافه الجوي من بخار الماء، وتبلغ حرارة سطح الكوكبين 700 و400 مئوي على التوالي، الأمر الذي يجعل الحياة فيهما مستبعدة بالكامل تقريبا. وقال الدكتور فرسين ان العلماء لا يستطيعون ان يحددوا تركيب الكوكبين على وجه الدقة ومن المرجح ان تكون حرارتهما عالية بحيث ان الحياة كما نعرفها تكون متعذرة فيهما، ولكن من الجائز تماما ان يكون الكوكب كبلر 20 أف هاجر الى الداخل من مدار خارجي وربما كان صالحا لنشوء حياة فيه، بحسب الدكتور فرسين. اكتشف العلماء الكوكبين بمراقبة اجرام تمر دوريا امام الشمس كبلر 20. ويخفت ضوء الشمس الذي يصل الى الأرض لدى مرور الكوكب وبالتالي فان قياس حجم هذا التأثير يمكِّن الفلكيين من تقدير حجم الكوكب، وقال فرسين ان فريقه تكمن من رصد انخفاض دوري في ضوء الشمس بمقدار يقل عن 0.01 % كل ستة ايام بالنسبة للكوكب كبلر 20 إي وانخفاض دوري آخر كل 20 يوما لفترة امتدت نحو عامين، ومن هذه الإشارات تمكن العلماء من تحديد حجم الكوكبين ومسافتهما المدارية. وكان العلماء تحدثوا عن وجود ثلاثة كواكب في فلك الشمس كبلر 20. واعلنوا في وقت سابق من هذا الشهر اكتشاف الكوكب كبلر 22 بي الذي كان في مقدمة الكواكب الشبيهة بالأرض خارج منظومتنا الشمسية، وقال فرسين ان هذا الكوكب مثير للاهتمام لأنه صغير وفي موقع ملائم لوجود ماء في الحالة السائلة، ولكنه على الأرجح أكبر من ان يستضيف حياة بالمعنى الذي نعرفه. وتكون الكواكب المعروفة من حجم كبلر 22 بي الذي يزيد قطره 2.4 مرة على قطر الأرض شبيهة بالنسخة المصغرة من الكوكب نبتون ، ابعد كوكب عن الشمس في منظومتنا الشمسية، وهي في الغالب كواكب غازية ذات نويات صخرية صغيرة..