تلونت البورصة المصرية بالأخضر لدى إغلاق تعاملات الثلاثاء مع تحول المحليون والعرب نحو الشراء الانتقائي على الأسهم القيادية بالسوق فيما اتجه والأجانب للبيع، وسط ترقب حذر للمرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية. وصعد مؤشر البورصة الرئيسي "إيجي إكس 30 " - الذي يضم أكبر 30 شركة مقيدة - 0.63% ليصل إلى 3,906.54 نقطة مقابل 3863.67 نقطة باكر. وكسب مؤشر "ايجي اكس 20" محدد الأوزان النسبية 0.51 % مسجلا4,246.81 نقطة مقابل 4,202.13 نقطة في مستهل التعاملات. وارتفع مؤشر الأفراد الذي يغلب على تكوينه الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجي إكس 70 " بنسبة 0.67 % مسجلا452.25 نقطة بعد أن بدأ عند مستوى 447.75 نقطة. وامتدت الارتفاعات إلى مؤشر "إيجي إكس 100 " الأوسع نطاقا الذي كسب ما نسبته 0.69 % مسجلا 697.26 نقطة مقابل 691.03 نقطة في مستهل التعاملات. وقال محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار إن تداولات البورصة كانت تسير بوتيرة بطيئة جدا وبتحفظ، في حين كان التداول النشط من نصيب الأسهم القيادية التي رفعت المؤشرات بعمليات شراء انتقائية مشيرا إلى أن نقص السيولة كان متوقعا خاصة وان عمليات الشراء الانتقائي هي الغالبة علي تعاملات السوق منذ بداية الربع الأخير من العام الجاري. وأشار عادل إلى أن أداء البورصة قد عكس ارتداده تصحيحية بعد الانخفاضات التي شهدتها خلال الجلسات الماضية، منوها إلى حسن سير العملية الانتخابية و تلاشي المخاوف من التصريحات الاقتصادية قد يساهم في تدعيم السيولة السوقية خاصة أن المستثمرون يترقبون شكل النظام الجديد الذي سيتشكل عقب الانتخابات التشريعية المقبلة منوها إلى أن الإقبال على الاستثمار فيها سيكون كبيراً في ظل وجود برلمان منتخب، وهذا سيصب في صالح معدلات الأداء. وأوضح خبير أسواق المال أن حركة صفقات السوق تشير إلى أن القوي البيعية كانت حاضره طوال فترة التداول رغم وجود العمليات الشرائية الانتقائية إلا أن السيطرة الأقوى لازالت لنقص السيولة والترقب الحذر للمستثمرين وهو ما تعكسه قيمة التداول المتدنية والتي جاءت اقل من متوسطاتها الطبيعية في ظل انكماش ملحوظا للسيولة . وأضاف إن البورصة المصرية خلال هذه الفترة أصبحت شديدة الحساسية تجاه الأحداث، مشيرا إلى أن مبيعات المستثمرين الأجانب لعبت دوراً ملموساً في تعزيز الموجة البيعية التي سيطرت على السوق خلال الجلسات الأخيرة. وأكد محسن عادل أن مستقبل البورصة المصرية خاصة خلال الأشهر القليلة القادمة سوف يظل مرهوناً بأداء المستثمرين المحليين من أفراد وبنوك وصناديق ورغبة هذه الأطراف في مساندة السوق ودعمها حتى تجتاز هذه الفترة، مشيراً إلى أن دعم الأطراف المحلية للسوق يعطي رسالة ثقة للمستثمرين الأجانب بأن الأمور تمضي إلى الأفضل وبالتالي لا داعي للخروج من هذه السوق الواعدة. ولفت إلى أن البنوك المصرية عليها دور كبير في ضخ سيولة للبورصة، خاصة أن البنوك تعلم قبل غيرها أن الأسهم أصبحت في مستوى سعري مغر للغاية وأن من يشتري الآن سوف يحقق أرباحا كبيرة في المستقبل القريب والبنوك هي التي يمكن أن تشتري الآن وتنتظر تحسن السوق مستقبلا نظراً لأنها تتمتع بالسيولة ومن المفترض أنها تعمل وفق أسس استثمارية إستراتيجية لذلك يجب على البنوك الدخول مشترين في هذه المرحلة ولن تنتظر طويلاً على حيازة هذه الأسهم. وعلى صعيد متصل، قررت إدارة البورصة إيقاف التعامل على أسهم شركة العبوات الطبية، وذكرت في بيان لها انه بالإشارة إلى ما تم نشره بتاريخ 13/12/2011 بخصوص ملكية العميل على أبو زيد محمد إبراهيم، ورد استدراك يفيد أن نسبة مساهمة العميل المذكورة هي في شركة العبوات الطبية وليست العبوات الدوائية المتطورة لذا قررت إدارة البورصة لمدة 10 دقائق لحين الإطلاع على الخبر المنشور. وكانت البورصة المصرية سجلت موجة تراجعات ملحوظة لدى إغلاق تعاملات الاثنين مدفوعة بعمليات بيع ملحوظة من مستثمرين أجانب على الأسهم الكبرى والقيادية ما انعكس على سلوك المستثمرين الأفراد خاصة بعد التصريحات السلبية التى أعلنها رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري والمتعلقة بأن الوضع الاقتصادي "خطير" وأن الدولة قد تلجأ إلى إتباع سياسات تقشفية فى بعض القطاعات لمواجهة عجز الموازنة.