أعلن التلفزيون اليمني الرسمي أن الرئيس علي عبدالله صالح عاد إلى صنعاء اليوم الجمعة من رحلة علاج في السعودية. وتأتي عودة الرئيس اليمني إلى البلاد وسط تصاعد القتال في صنعاء بين قوات الحكومة من جهة ومسلحين موالين للمعارضة من جهة أخرى. ففي وقت سابق، تجدد القتال بين القوات الموالية للحكومة اليمنية ومسلحين معارضين ورجال قبائل، في وقت تستمر فيه الجهود لإحياء المبادرة الخليجية للنقل السلمي للسلطة في اليمن. وتشير بعض التقارير إلى سقوط عدد من القتل والجرحى في القتال القريب من المدخل الجنوبي لساحة التغيير بالعاصمة صنعاء. وكانت مصادر دبلوماسية خليجية في صنعاء قد ذكرت أن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني طلب من المعارضة اليمنية مهلة 48 ساعة تنتهي مساء أمس الخميس لإقناع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أو نائبه عبد ربه منصور هادي بالتوقيع على المبادرة الخليجية والبدء الفوري في ترتيبات نقل السلطة سلميا. الإشتباكات الأخيرة خلفت عددا من القتلى والجرحى بصنعاء في هذه الأثناء سمع دوي إنفجارت ضخمة في حي حدة السكني فيما يعتقد أنها قذائف مدفعية سقطت على منزلي اللواء علي محسن، والشيخ المعارض للنظام حميد الأحمر. وتتهم الحكومة القوات المنضمة للمحتجين بإنتهاك وقف إطلاق النار، ونشر قواتها في عدد من شوارع العاصمة. وشهدت عدد من المدن اليمنية اليوم تظاهرات وإحتجاجات تنديدا بقتل المتظاهرين وإصرارا على ما يسميها المتظاهرون ب "الحسم الثوري". كما تدور مواجهات ضارية في محيط قاعدة الصمع العسكرية التابعة للحرس الجمهوري في أرحب شمال صنعاء بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي على مناطق عدة أدت إلى مزيد من نزوح السكان. وتعتبر إشتباكات أمس الخميس إمتدادا للقتال العنيف الذي إندلع الأربعاء بين القوات الموالية لصالح والمنشقة عنه في محيط القصر الجمهوري في صنعاء. وجاءت إشتباكات الأربعاء بعد ساعات قليلة من إتفاق لوقف إطلاق النار أبرم بين مختلف الأطراف اليمنية لإنهاء الصراع الدامي هناك. وكان نائب الرئيس اليمني قد وافق مساء الثلاثاء الماضى على توقيع الهدنة بعد مفاوضات مكثفة مع مبعوثين يمنيين ومبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر والزياني. وقد قتل عشرات اليمنيين في المصادمات الدامية التي شهدها اليمن خلال الأيام القليلة الماضية، وكان معظمهم من المدنيين العزل.