اقتحمت القوات السورية الخميس منطقة قبلية بشرق البلاد لليوم الثاني على التوالي، موسعة نطاق حملتها على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، مما قد يدفع الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على قطاع النفط مطلع الأسبوع القادم. وأضاف نشطاء سوريون بأن عشرات الدبابات ومركبات مدرعة أخرى اقتحمت بلدة الشحيل فجر الخميس وأطلقت النار عشوائيا. وقال ناشط محلي إن الشحيل كانت نشطة جدا في الاحتجاجات والنظام يستخدم قوة هائلة لإخافة الناس. يشار إلى أن الشحيل تقع جنوب شرقي دير الزور التي تشهد احتجاجات يومية ضد حكم الرئيس بشار الأسد منذ بداية شهر رمضان. تزامن ذلك مع مقتل 8 عسكريين سوريين الخميس فى محافظة حمص، بحسب قناة "العربية" الأخبارية نقلا عن وكالة سانا السورية والتى اتهمت مجموعة إرهابية بقتل العسكريين. ومنذ بداية شهر رمضان في الأول من أغسطس دخلت الدبابات مدن حماة التي نفذ الجيش مذبحة فيها عام 1982 ودير الزور واللاذقية على ساحل البحر المتوسط في محاولة لإخماد المعارضة بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالحرية السياسية وإنهاء حكم عائلة الأسد الممتد منذ 41 عاما. وقالت الجامعة العربية إنها ستعقد اجتماعا عاجلا السبت لبحث الوضع في سوريا غير انه لم تشر أي دولة عربية إلى استعدادها لفرض عقوبات إقليمية على القيادة الحاكمة في سوريا. ويرى المحللون أن هزيمة القذافي ربما تشجع الدول الغربية على تصعيد خطواتها ضد الأسد الذي عزز علاقاته بإيران وحزب الله اللبناني بالتوازي مع السعي إلى إجراء محادثات للسلام مع إسرائيل وقبول المبادرات الأوروبية والأمريكية التي لعبت دورا أساسيا في إعادة تأهيله على الساحة الدولية. وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إن من المرجح أن تفرض حكومات الاتحاد حظرا على واردات النفط السوري بحلول نهاية الأسبوع القادم لزيادة الضغط على الأسد. ويرى دبلوماسي كبير مقيم في الشرق الأوسط أن فرض حظر على واردات النفط قد يهز التحالفات التجارية بين الأسرة الحاكمة التي تنتمي للأقلية العلوية وطبقة التجار السنة التي تتمتع بنفوذ في دمشق وحلب والتي لم تؤيد بشكل عام الاحتجاجات الشعبية. وقال الدبلوماسي إذا تضررت المصالح التجارية للتجار ورأوا احتمال الانهيار الاقتصادي يلوح في الأفق فقد يبدءون التفكير في تغيير ولاءاتهم. ستقع الخزانة أيضا تحت مزيد من الضغط لطباعة النقود. وتصدر سوريا أكثر من ثلث إنتاجها من الخام الذي يبلغ 385 ألف برميل يوميا لأوروبا خاصة هولندا وايطاليا وفرنسا واسبانيا، وينتج شرق سوريا بما في ذلك الشمال الشرقي الذي يغلب على سكانه الأكراد كل نفط البلاد. وستقطع هذه الخطوة مصدرا رئيسيا للعملات الأجنبية لسوريا والتي تساعدها على تمويل جهازها الأمني كما ستقيد الأموال المتاحة تحت تصرف الأسد لمكافأة الموالين ومواصلة الحملة التي تقول الأممالمتحدة إنها أسفرت عن سقوط 2200 قتيل. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن الأسد قوله لرجال دين موالين له خلال مأدبة إفطار أمس أن الغرب يضغط على سوريا لانه يريد من سوريا أن تقدم التنازلات وهذا ما لن يحدث لأن الشعب السوري اختار أن تكون له إرادة وسيادة مستقلة. وفي مقابلة مع التلفزيون الحكومي هذا الأسبوع قال الأسد إن الاضطرابات تحولت إلى أعمال مسلحة. وتنحي السلطات باللائمة في أعمال العنف على جماعات إرهابية مسلحة تقول أنها قتلت عددا غير محدد من المدنيين فضلا عن 500 من جنود الجيش والشرطة. من جانبها، قالت منظمة هيومان رايتس ووتش في تقرير جديد أن قتل المدنيين الذين وثقت جماعات حقوق الإنسان السورية مقتلهم وقع في ظروف لم يكن فيها تهديد للقوات السورية. وأضاف التقرير الرئيس الأسد قال انه يخوض معركة ضد جماعات إرهابية وعصابات مسلحة والسلطات السورية زعمت أنها مارست أقصى درجات ضبط النفس خلال محاولتها السيطرة على الوضع. الادعاءان غير صحيحين. ومضى يقول إن القوات السورية قتلت 49 شخصا على الأقل منذ أبلغ الأسد الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في 17 أغسطس بأن العمليات التي يقوم بها الجيش والشرطة توقفت. وأشار التقرير إلى أنه في 22 أغسطس في حمص قامت القوات السورية بإطلاق النار على حشد من المحتجين السلميين بعد قليل من مغادرة فريق إنساني تابع للأمم المتحدة لتقييم الوضع المنطقة مما أدى الى مقتل أربعة أشخاص. وقال نشطاء أن قوة قوامها بين 20 و30 دبابة فضلا عن مدرعات أخرى دخلت أحياء ببلدة الميادين وقريتين أخريين في محافظة دير الزور ثم انسحبت إلى المشارف.