يقيم مركز الابداع الفني عرضاً خاصا للفيلم التسجيلي " سلطة بلدي" للمخرجة نادية كامل ، وذلك يوم العاشر من اكتوبر الجاري ، وذلك تأبيناً لوالدة المخرجة وهي نفسها بطلة الفيلم، نائلة كامل، أو ماري الي روزنتال. يعرض الفيلم الفترة التي تتعرض فيها مصر في القرن الواحد والعشرين لمخاطر الغرق في موجة من التعصب الديني والقومي، في اصداء "صدام الحضارات" على مستوى العالم. ولكن تتضافر في الفيلم جهود كل من ماري، الجدة، وابنتها (صانعة الفيلم) من أجل منح نبيل حفيد ماري، لمحة من البدائل الممكنة، متمثلة في قصص العائلة الممتد على مدار 100 عام من الزيجات المختلطة. بعد قرن من الهجرات المتعددة وبعض التحولات الدينية وعدد من الزيجات المختلطة، نجد أن نبي الحفيد، مثله مثل كثير من المصريات ومصريين ، هو نفسه مزيج مصري وإيطالي وفلسطيني ولبناني مع لمسة من الأصول الروسية والقوقازية والتركية والإسبانية، كما ورث من أسلافه المسلمين والمسيحيين واليهود تاريخ سياسيا عائليا من الاشتراكية والفاشية والشيوعية والقومية والنسوية والنزعة إلى السلام. ولكن بينما تنسج الجدة طريقها عبر حواديت العائلة نجدهاتلمس ثم تواجه ثم تخوض في مخاوفها الخاصة، فيتعالى صخب الصمت المتواصل الذي يغلف فرعا من فروع العائلة. فتضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي انتزعت حقوقه المسلوبة حتى اليوم عند إقامة دولة إسرائيل اليهودية في عام 1948، قاطعت ماري عائلتها اليهودية المصرية في إسرائيل طوال 55 عاما. ألهمت الجدة نفسها بحكيها للحكايات، إضافة إلى الملاحظات الجديدة التي يضفيها عليها حفيدها البالغ من العمر عشرة أعوام، فانخرطت هي والمحيطون بها - في جو من المحبة والعفوية - في التغلب على تناقض ينعكس في شكل واحدة من أكثر المحرمات جمودا وشراسة في مصر الحديثة.