مفاجأه فريد الديب في مرافعة اليوم : مبارك مولود يوم 24 مايو !!

أثارت المقدمة التى ألقاها المحامى فريد الديب فى مرافعته عن مبارك فى جلسة اليوم الكثير من الجدل حول ما جاء بها من معلومات تتعلق بدور مبارك خلال فترة حكمه وانجازاته وسيرته الذاتية منذ نشأته وحتى توليه منصب الرئاسة .. فريد الديب سعى لنفى جميع التهم الموجهة للرئيس السابق ورفض كل ما ورد فى مرافعة النيابة وأكد الديب أن مبارك دعم حرية الرأى وأفسح الطريق أمام إصدار الصحف كما كفل حق تشكيل الأحزاب ودافع عن استقلال القضاء .
وأسهب فريد الديب فى مرافعته اليوم فى الحديث عن تاريخ مبارك العائلى والعسكرى فذكر أن مبارك ولد فى 4 مايو 1928 بكفر المصيلحة وتأثر فى نشأته بالقاضى المستشار عبد العزيز فهمى الذى كان من أهل الحكمة بالقرية فتأثر به مبارك وفكر فى الالتحاق بكلية الحقوق لكنه آثر طريقا آخر فالتحلق بالكلية الحربية فى نوفمبر من عام 1947 وحصل على البكالوريوس فى العلوم العسكرية بعد عامين ثم تخرج من القوات الجوية.. وفى عام 1967 تولى مسئولية قاعدة بنى سويف الجوية بتكليف من الرئيس جمال عبد الناصر ثم تولى رئاسة القوات الجوية ثم قام السادات بترقيته ليكون نائبا لوزير الدفاع وقائدا للقوات الجوية ثم عينه نائبا لرئيس الجمهورية عام 1975 إلى أن تولى رئاسة الجمهورية فى أكتوبر من عام 1981 ..
وفى مرافعته أكد الديب على عدة نقاط وهى:
* أن مبارك شارك فى تحرير الأرض المحتلة واستكمل هذه المسيرة بالسلام والمفاوضات التى انتهت بعودة طابا .
* ان مبارك تولى تنمية مصر فى كل القطاعات والمرافق لكن المشكلة كانت فى الزيادة السكانية
* ان مبارك أصاب وأخطا كبشر.
* أن مبارك صاحب تاريخ ولا تجوز معاملته هكذا
* فى عهده زاد عدد الأحزاب إلى 24 حزبا بعدما كانت 4 أحزاب فقط
* أتاح حرية الصحافة وألغى الحبس الاحتياطى فى جرائم النشر وزاد عدد الصحف ليصل إلى 523 صحيفة.
وفى إطار تحليل هذه المرافعة من الناحية القانونية والتاريخية يقول المستشار محمد حامد الجمل رئيس مجلس الدولة الأسبق أن مرافعة فريد الديب اليوم كانت من أجل استعطاف هيئة المحكمة وليست ذات تأثير على مجريات القضية المنظورة ولا يجوز استدعاء الماضى أو الاستفاضة فى حديث التاريخ لأنه لا يقدم ولا يؤخر كما أن هذا المرافعة أقامها المحامى فريد الديب على عدد من المغالطات والأخطاء التاريخية .. والمفروض أن الدعوى الجنائية ضد أى متهم لها أركان منها الركن المادى للجريمة والركن المعنوى ثم يقدم الدفاع أدلة نفى هذه الأركان أما أن يتصدى للحديث عما أنجزه هذا المتهم فى حياته العامة فهذا من قبيل الاستعطاف ولا يترتب عليه أى تأثير فى نفى صحة وقوع الاتهام وبالتالى فإن ما قاله اليوم فريد الديب فى مرافعته لا يتعدى كونه موضوع إنشائى يتصل بكون الرئيس المخلوع كان وراء نهضة شاملة فى البلاد وهذا أمر غير صحيح لأنه فرض أحكاما عرفية على المجتمع بأكمله وترك الأزمات الخانقة تخنق الشباب مثل أزمة البطالة والزواج وفى عهده تخلف التعليم والصحة والمواصلات وارتفعت الأسعار واستشرى الغلاء الفاحش واستغلال النفوذ نتيجة سياساته الخاطئة . أما عن رفض فريد الديب لما ورد فى مرافعة النيابة بشأن الحديث عن زوجة مبارك السيدة سوزان ثابت باعتباره أن ذلك شأنا خاصا فإن هذا الكلام لا يمكن قبوله لأن السيدة سوزان ثابت كانت تمارس عملا عاما ويجب إخضاع ما كانت تقوم به تحت سلطة القانون.
أما الدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان فيؤكد أن الدفاع عن المتهم شىء والتاريخ شىء آخر حيث يقول: عندما يخرج هذا الكلام من فهو معذور لأن المحامى مهمته الدفاع عن موكله فله أن يكذب بما يشاء وما جاء بالمرافعة يقرن تاريخ مبارك بإنجازات محمد على لكن ماذا يعنى أن عدد الأحزاب ارتفع فى عهده إلى 24 حزبا فى حين كانت هذه الأحزاب قد نشأت فى حضن السلطة دون أى دور وماذا يعنى 500 جرنال دون حرية حقيقية وإذا كان أقام نهضة حقيقة فلماذا خرجت ثورة 25 يناير ولماذا كانت العدالة الاجتماعية أهم شعارات الثورة .. فريد الديب هو محامى مبارك ومهمته تبرأة موكله أما الحقيقة فهى شئ آخر.