الرئيس السيسى قال لى : عايز أشوفك تانى أشعر بحريتى فى المياه .. ولولا أسرتى لما حققت أى شىء لدينا إصرار وعزيمة لتثبت أننا موجودون ومؤثرون - هناك تغير جذرى فى تعامل الدولة مع ذوى القدرات الخاصة بإصرارها وإرادتها أثبتت أن الإعاقة فى الفكر وليست فى الجسد ، وأن الظروف أيا كانت صعوبتها فمن المستحيل أن تقف عائقا أمام تحقيق الحلم .. هى السباحة العالمية آية عباس بطلة منتخبنا القومى الباراليمبى التى لم تتجاوز 18 عاما ،لكنها حققت إنجازات غير مسبوقة فى تاريخ السباحة البارالمبية .. فى الحوار التالى تفاصيل أكثر عن رحلة آية عباس أول وأصغر بطلة بارالمبية تحصل على وسام الجمهورية للرياضيين من الطبقة الثانية .. - بداية عرفينا أكثر بنفسك ؟ اسمى آية أيمن عباس ، كابتن منتخب مصر للسباحة البراليمبية وصاحبة أول ميدالية نسائية في تاريخ السباحة في مصر والوطن العربي وأفريقيا في بطولة العالم بالمكسيك 2017، وصاحبة ثلاث أرقام إفريقية بإسمى ، والوحيدة علي مستوي مصر والوطن العربي وإفريقيا كلها التي تأهلت لدورة الالعاب الباراليمبية الأخيرة بريوجينيرو ، بالإضافة إلى ذلك فأنا أدرس بالفرقة الأولىBusiness" " بالجامعة الأمريكية . - متى كانت بدايتك مع السباحة ؟ بدأت سباحة وأنا عمري 6 سنوات كعلاج مائى ، وبعد فترة شعرت أننى أحب السباحة وأرغب فى الإستمرار فيها ، وبدأت أتدرب 4 أيام في الاسبوع ثم إحترفت السباحة في عام 2014 بعدما تم إختيارى فى المنتخب . - وما الذى جذبك للسباحة تحديدا ؟ إخترت السباحة لأنني اشعر بالحرية فى المياه ، لا يعوقنى أى شىء ،كما أتحرك فيها بسهولة وسرعة ، وبالتالى لا يستطيع أحد أن يكتشف أننى من ذوى القدرات الخاصة .. - دراستك ليست سهلة على الإطلاق ، كيف تنظمين وقتك بين الدراسة والتمارين والبطولات ؟ الحمد لله أنا يومى منظم جدا ، فأستيقظ يوميا فى تمام الرابعة والنصف فجرا ، وأذهب إلى التمرين فى تمام الخامسة والنصف صباحا لمدة ساعتين ،بعد ذلك أقوم بتغيير ملابسى سريعا حتى اذهب إلى الجامعة لحضور المحاضرات حتى الساعة 3 عصرا ،ثم أعود إلى الإستاد بعد الجامعة من أجل تمارين الfitness ، لأننى أتمرن 6 وحدات سباحة في الاسبوع ، و ثلاث وحدات fitness . ثم أعود إلى المنزل لتناول الغذاء والمذاكرة ثم أنام يوميا فى تمام التاسعة مساء . - وماذا عن دور أسرتك فى حياتك ؟ لولا أسرتى لما وصلت لما أنا فيه الآن ، فوالدتى تبذل جهدا مذهلا لمرافقتى فى كل تحركاتى ،فتقوم بتوصيلى إلى التمارين والجامعة ، كذلك أبى يدعمنى ويشجعنى ويقدم لى النصائح ، ويقوم أخى بمساعدتى فى أى شىء أريده ويقوم بإنهاء أى إجراءات أو أوراق تخصنى ،كما تصر أسرتى على مصاحبتى فى كل بطولاتى حول العالم وهم أكثر الداعمين والمشجعين لى على كل المستويات سواء دراسيا أو رياضيا أو حتى نفسيا . - ماذا عن أهم البطولات التى شاركتى فيها ؟ شاركت فى عدد كبير جدا من البطولات المحلية والدولية ، وحصلت خلالها على ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية ، فشاركت فى كل بطولات الجمهورية منذ عام 2008 وحتى عام 2018 ، كما حصلت على كأس أحسن سباحة فى هذه البطولات ل 4 أعوام متتالية بدءا من 2013 وحتى 2017 ، أما عالميا فشاركت فى بطولة العالم بأسبانيا عام 2015 وحصلت على 3 ميداليات فضية بالبطولة و منها تأهلت لبطولة العالم ببريطانيا بنفس العام 2015 كأصغر سباحة مصرية فى تاريخ سباحة المعاقين تتأهل لبطولة العالم وخلالها حققت رقم إفريقى جديد فى سباق 400 متر حرة . ثم شاركت فى بطولة بولندا الدولية لبارالمبياد "ريوجينيرو" بالبرازيل فى ديسمبر 2015 أيضا ،كذلك شاركت فى الدورة البارالمبية بريوجينيرو فى سبتمبر 2016 كأول وأصغر سباحة فى التاريخ تشارك بإسم مصر فى دورة بارالمبية . وشاركت بعدها فى بطولة برلين الدولية فى مايو 2017 ثم بطولة العالم بالمكسيك فى ديسمبر 2017 وحصلت خلالها على ميدالية فضية وآخرى برونزية وهذا يعد إنجازا عالميا غير مسبوقا فى تاريخ السباحة البارالمبية فى مصر وإفريقيا والوطن العربى . - ماذا أضافت لك السباحة ؟ أضافت لي الكتير ، فهى علمتني الصبر والثقة بالنفس والإصرار والتعاون ومحاولة الاعتماد علي نفسي ،فهى أفادتنى بشدة فى بناء شخصيتى . - ماذا يمثل لكى تكريم الرئيس السيسى و حصولك على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية ؟ يمثل لى الكثير ، فأنا سعيدة وفخورة جدا بهذا التكريم لأنه الحقيقة كان أحد أهم أحلامي وأحلام والدتى والحمد لله حققته ، خاصة وأننى أصغر سباحة تحصل علي هذا الوسام في تاريخ السباحة .. كما فرق معى كثيرا تشجيع الرئيس السيسى عندما قال لى "عايز اشوفك تانى" . - نلاحظ دائما أن الغالبية العظمى من أصحاب القدرات الخاصة لديهم إصرار كبير وعزيمة رهيبة ،من أين تستمدون هذه الطاقة ؟ أنا مقتنعة تماما بمقولة "كل ذي عاهة جبار " ، فربنا كتب علينا ظروف معينة أو نقص معين ،لكنه بالتأكيد عوضنا أضعافه بقدرات وطاقات رهيبة قد لا تكون لدى الأصحاء ، فنحن لدينا إصرار وعزيمة علي النجاح لنثبت أننا موجودين وناجحين ومؤثرين ، فدائما ما نستمد طاقاتنا من إيماننا الدائم بقدراتنا ومن أهلنا و مدربينا وكل شخص يشجعنا ولو بكلمة . - من واقع تجربتك ، ماذا تقولين لأصحاب القدرات الخاصة الذين يقفون عاجزين أمام تحقيق أحلامهم و يستسلمون لكل العقبات الموجودة فى طريقهم ؟ أقول لهم أن الحياه مليئة بالصعوبات والعقبات ،فلا يوجد شخص على وجه الأرض يعيش حياه سهلة و جميلة دون أن يدفع الثمن ، فعليهم أن يتمتعوا بالإصرار والعزيمة و أن تكون لديهم القدرة على مواجهة كل ما يقف فى طريقهم و التصدى لكل المشكلات وإيجاد حلول لها حتى يحققوا أهدافهم فى الحياه . - كيف تفسرين اتجاه الدولة مؤخرا إلى الإهتمام بذوى القدرات الخاصة ؟ أعتقد أن هذا أمر إيجابى جدا ، بالفعل لاحظت تغيراً جذرياً فى التعامل معنا وتناول أخبارنا و إهتمام من الدولة بأكملها والإعلام تحديدا بذوى القدرات والطاقات الخاصة وتخصيص عام 2018 لنا ومحاولة توفير كل السبل لراحتنا وحل مشكلاتنا وتشجيعنا بالإضافة إلى إقرار قانون ذوى القدرات ، كل تلك الأمور أسعدتنى بشدة و أتمنى ألا يكون الأمر مجرد فترة بل يجب أن تستمر طوال الوقت . - هل تعرضت لموقف كان من الممكن أن يؤثر سلبا عليك و يجعلك تتوقفى عن السباحة ؟ بالطبع تعرضت لمشكلة فى ريو دي جانيرو ،عندما تم إلغاء أحد السباقات التى كان من المفترض أن أشارك فيها ، وعدت محبطة جدا وقررت وقتها التوقف عن السباحة ،لكننى تراجعت حتى لا أضيع جهد سنوات ، كذلك أكثر ما يغضبنى هو تسليط الضوء على بعض السباحين أصحاب الإنجازات البسيطة جدا فى السباحة مع إغفال جهودنا تماما وعدم الإهتمام بنا ، لكن هذا الأمر لم يعد موجودا بشكل كبير بعد إتجاه الدولة للإهتمام بنا بصورة أكبر وافضل .. - ماذا عن بطولاتك القادمة ؟ أستعد للسفر إلى إنجلترا فى أبريل القادم للمشاركة فى البطولة المؤهلة لبطولة كأس العالم فى يوليو القادم بإذن الله . - وما هى أحلامك فى الفترة المقبلة ؟ عمليا ، أتمنى أن يوفقنى الله فى دراستى الجامعية وأن يصبح لى career خاص بى ، أما رياضيا ، فأتمنى أن أحقق مركزاً متقدماً فى بطولة العالم هذا العام وأتأهل لبطولة 2020 بإذن الله .