يوافق اليوم السابع والعشرين من شهر رجب وقوع حادثة عظيمة في الإسلام نحتفل بها كل عام ألا وهي حادثة الإسراء والمعراج ، ويتسأل بعضًا من شبابنا مع حلول تلك الذكرى العطرة عن المعراج أي هل صعد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيه إلى السماوات العلا بالجسد والروح ، أم كان رؤيا منامية ؟ . قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ، في توضيحة لهذا الأمر : أن رحلة الإسراء والمعراج هي معجزة اختص الله بها النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم تكريمًا له وبيانًا لشرفه صلى الله عليه وآله وسلم وليطلعه على بعض آياته الكبرى ؛ قال الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1]، وقال تعالى: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ۞ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ۞ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ۞ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ۞ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ۞ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ۞ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ۞ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ۞ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ۞ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ۞ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ۞ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ۞ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ۞ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ۞ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ۞ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ۞ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ۞ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم: 1-18] . وتابع الدكتور جمعة : وقد اتفق جمهور العلماء على أن الإسراء حدث بالروح والجسد ؛ لأن القرآن صرَّح به ؛ لقوله تعالى: ﴿بِعَبْدِهِ﴾ والعبد لا يطلق إلا على الروح والجسد ، فالإسراء تحدث عنه القرآن الكريم والسنة المطهرة ، ويمكن للسائل أن يراجع الأحاديث التي وردت في مظانها ، وأما المعراج فقد وقع خلاف فيه هل كان بالجسد أم بالروح - أي رؤيا منامية- ، وجمهور العلماء من المحققين على أن المعراج وقع بالجسد والروح يقظة في ليلة واحدة ، وما يراه بعض العلماء من أن المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية فإن هذا الرأي لا يعوَّل عليه ؛ لأن الله عز وجل قادرٌ على أن يعرج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بجسده وروحه كما أسرى به بجسده وروحه . وأضاف مفتي الجمهورية السابق : وإذا كان القرآن الكريم قد تحدث عن الإسراء صراحة وعن المعراج ضمنًا ، فإن السنة جاءت مصرحة بالأمرين الإسراء والمعراج ، ونفيد من واقعة هذا السؤال ، أن الرسول الكريم قد أُسْرِيَ به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، ثم عرج به من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا بروحه وجسده جميعًا .