اكتشفنا 4 أصوات شابة.. ومهمة البحث عن المواهب فى مصر ليست صعبة سجلنا 13 أغنية متنوعة بين الدراما والرومانسية والشعبية كلها من كلماتى
تعيش القامات الكبيرة في كل المجالات بإحساس المسئولية تجاه ما يصنعون، وفي سبيل حماية هذه الصناعة قد يتحملون أعباء مجهدة، واليوم نحن أمام قامة فنية كبيرة بكل ما تحمله الكلمة من معني، شاعر صاحب اسم عملاق في عالم كتابة القصائد والأشعار الغنائية، حمل على عاتقه مؤخرا هم صناعة بأكملها بعد أن تعرضت خلال سنوات للانهيار بسبب نهب الإنترنت لأموال الشركات، وقرر أن يؤسس مشروعه "أغانينا" الذي اكتشف من خلاله أربعة أصوات شابة بعد رحلة من البحث نتعرف منه على تفاصيلها من خلال الحوار التالي.. في البداية حدثنا عن مشروع "أغانينا" الذي يعد أحدث مشاريعك الفنية التي أطلقتها مؤخرا؟ فكرة المشروع باختصار شديد أن بدأت حينما كان أصدقائي من محبي الفن والموسيقى يحملونني كثيرا عدم رضائهم عما يحدث على الساحة الغنائية، وكأنني متحكم فيما يحدث أو أن بيدي تغييره، وكنت كثير الصمت كلما يلومونني على عدم التدخل والخروج بمنتج غنائي مرضي بالنسبة لهم، حتى قررت أن أقول لهم إنني لست رجل أعمال لكي أستطيع تغيير الوضع، وأوضحت لهم أن الشاعر هو أضعف حلقة في حلقات الإنتاج الفني، وقد يكون أضعف من الشاعر المبتدئ. كيف؟ الشاعر حينما يصل لمكانة معينة ويحقق اسما معينا يكون من الصعب عليه أن يسعى لتحقيق عمل ما، لذلك وبعد فترة من الإلحاح منهم خصوصا بعد ظهور ظواهر غريبة على الساحة الفنية مؤخرا، وتفكيري في الأمر وصلت فكرة مشروع ”أغانينا” الذي فكرت من خلاله أن أتشارك مع هؤلاء الأصدقاء في تأسيس شركة تحمل هذا الاسم ليعبر عن الأغاني التي تعجبنا، على أن تتساوى أسهم كل منا في الصرف على هذا المشروع حتى لا يكون الحمل كبير على أحدنا، ولنكون جميعا في موقع مسئولية عن هذا المشروع. هل تعتقد حل أزمة المحتوى الغنائي المتاح بهذه البساطة؟ فكرة المشروع لم تكن سهلة، ولكننا لم ننظر للصعوبات بقدر نظرنا لأنه من الواجب والمفروض أن نحقق هذا المشروع، فآخر نجوم حقيقيين ظهروا على الساحة كان جيل تامر وحماقي وشيرين، وهم ظهروا منذ 15 سنة، فمصر صاحبة ال 100 مليون لابد أن يظهر فيها كل أسبوع نجمان أو ثلاثة، في وقت من الأوقات مصر كان بها ما بين 250 إلى 300 أغنية، وكان يطرح في الأسبوع الواحد ألبومان على الأقل، ولكن كل هذه الشركات أغلقت بسبب الإنترنت. وكيف ستتعاملون مع هذه الإشكالية؟ الحقيقة أنه كان يتوجب على الدولة حماية الشركات، وبخلاف ذلك كان يجب أن تدعم الفن قبل أن تلوم الناس على اتجاههم لنوعيات من أغاني المهرجانات التي يقدمها حمو بيكا ومجدي شطا وغيرهم، فجمهور هذه الحفلات الذي فاجأ الجميع لا يستطيع أن يدفع 1000 جنيه قيمة تذكرة حفل لأحد النجوم الكبار أو 500 جنيه في حفلة من حفلات دار الأوبرا. كيف كانت رحلة البحث عن المواهب التي تتبناها من خلال المشروع؟ رحلة البحث عن مواهب شابة أهم ما في المشروع، حيث إننا أردنا توفير فرص حقيقية لمواهب حقيقية، ولم تكن هذه بالمهمة الصعبة، فمصر بها مواهب كثيرة ومتعددة، فاستعنت ببعض المعارف والأصدقاء من بينهم الدكتور محمد عبد الستار بمركز تنمية المواهب وهو الرجل ذو القيمة الفنية الكبيرة وصاحب ضمير فني حي، وقد تعاون معي في ذلك حبا في الفن، وبالفعل رشح لي عدة أصوات اخترنا منهم صوتين هما رغدة وعمر حبيب اللذين لم يتخطَ عمرهما في ذلك التوقيت ال 20 سنة إلا أنهما غاية في الموهبة. وماذا عن بقية الأصوات؟ كنت قد كتبت منذ سنوات طويلة أغاني مسلسل إذاعي مع الموسيقار عمار الشريعي، غنى أغانيه واحد من المطربين الشباب يدعى أحمد الجراح الذي كان يمتلك صوتا ذهبيا بشهادة من عمار، وبينما كنت أبحث عنه وجدته يتواصل معي وانضم على الفور إلى الفريق، أما الصوت الرابع فهو مالك الذي رشحه لي صديق يعمل عازف أورج وكان مالك يعمل كمطرب في الكافيتريات وحرصت قبل قراري لانضمامه للفريق أن أذهب لأستمع إليه في إحدى الكافيتريات التي كان يغني بها مع أصدقائي برغم أني لدي حساسية من دخان الشيشة ولكني كنت حريصا على رصد رد فعل الناس، وبالفعل تم اختياره ليكون الموهبة الرابعة التي تنضم للمشروع. هل هذه البداية للمواهب الأربعة خطوة لتكوين فرقة غنائية متكاملة؟ نحن لا نقدمهم على أساس أنهم فرقة غنائية، فهم أربعة مطربين ضمن مشروع واحد إلا أن كل مطرب فيهم مستقل بذاته، وخلال سنتين من البحث عن المواهب والعمل معهم قمنا بتسجيل 13 أغنية كلهم من كلماتي، ومن ألحان مجموعة من الملحنين المهمين مثل محمد ضياء وخليل مصطفى، وأمجد العطافي، وحمدي صديق وصبري القشيري الذي يعيش في أوربا ويعمل مع نجوم كثر هناك، والحقيقة كانوا جميعا فرحين بالتجربة وبأصوات الشباب. وما نوعية الأغاني التي تقدمها "أغانينا"؟ حاولنا خلال الأغاني التي تم تسجيلها أن نقدم حالة من التنوع الفني ما بين الأغنية الطربية والرومانسية والشعبية والدرامية، لأن الفن الجيد لا يقتصر على نوعية واحدة من الألوان الغنائية، وقررنا أن نطرح الأغاني في البداية على الإنترنت ومن ثم حينما يصبح لكل منهم عدد مناسب من الأغاني سوف نجمعها له في ألبوم. اليوم تحكي لنا عن مواهب شابة تقوم باكتشافها، فماذا عن قصة اكتشافك؟ أول قصيدة كتبتها كنت تلميذا في المدرسة وأرسلتها إلى العملاق فؤاد حداد الذي كان يقدم باب "قال الشاعر" في مجلة "صباح الخير" لنشر أشعار القراء، فأرسلت له أول مرة قصيدة قصيرة لم تنشر ولكنه كان في التبويب يضع تعليقا لبعض القصائد يوضح فيه أسباب عدم النشر، ووجدته يقول لي في التعليق إنني لدي مشكلة في علم العَرُوض، فذهبت لمذاكرة علم العروض وأول قصيدة أكتبها بعد ذلك نشرها لي، ولذلك كنت حريصا على دخول كلية الإعلام وأن أتخصص قسم صحافة لكي أعمل في مجلة صباح الخير حتى أستطيع كتابة الشعر فيها، وهو ما قد كان.