-فى محاولة لاستعادة قيم ثورة الخامس والعشرين من يناير والالتزام بمبادئها فى المظاهرات والمسيرات التى ستنطلق فى الذكرى السنوية الأولى لها .. التقت كافة القوى السياسية والوطنية اليوم فى رحاب مشيخة الأزهر الشريف من أجل التوافق على عدد من المبادىء والأهداف حتى يمر يوم 25 يناير بسلام .. وشارك الأزهر فى صياغة مبادرة وطنية ضمت عددا من البنود والأهداف التى توافقت عليها القوى السياسية والتى تنحصر فى الالتزام بتحقيق أهداف الثورة واستعادة روح الميدان فى الأيام الأولى للثورة والتى شهدت إعلاء كلمة مصر فوق الجميع وتوحيد الصفوف. وقد تم توجيه دعوات الحضور إلى كل من الدكتور كمال الجنزورى وقداسة البابا شنودة والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور محمد سليم العوا والدكتور محمد مرسى والدكتور محمد بديع والسيد عمرو موسى والدكتور السيد البدوى والدكتور نصر فريد واصل والدكتور عمرو الشوبكى والدكتور محمد أبو الغار والدكتور مصطفى النجار والشيخ محمد حسان والدكتور عمرو حمزاوى والناشط القبطى هانى حنا وعدد آخر من رموز المجتمع والقوى الوطنية والكنيسة الأرثوذكسية. جاء فى مستهل مبادرة الأزهر أن اجتماع اليوم تم من أجل مصر فلا فرق بين مسئول كبير ومسئول صغير ولا بين مفكر وعالم وقائد سياسى أو زعيم حزبى أو شاب ثورى فكلنا مصريون نسعى لحماية مصر وإنقاذها وتحقيق أهداف ثورتها وعلى الجميع أن يطلق عنان الأمل والرجاء والتفاؤل لكل فكر علمى عملى مبدع وسعى جاد مسئول.. ولا ننسى أن نتذكر شهدائنا الأبرار الذين قضوا نحبهم على ثرى مصر الثورة وندعو لأهليهم بالصبر والسلوان، أهلا بكم جميعا فى رحاب الأزهر الشريف بيتكم وبيت الأمة المصرية كلها وإننى لأشعر بالسعادة فى هذا اللقاء الوطنى الجامع وأشعر فى الوقت نفسه بالثقة فى مستقبل نتطلع إليه جميعا ونسعى نحوه بخطى ثابتة وآمال عراض بإذن الله حيث نتطلع إلى : * مستقبل تترابط فبه أيدى كل المصريين والمصريات وتتضافر فيه جهودهم لبلوغ الأهداف التى ينتظرها وطننا الحبيب. * مستقبل يطلق الطاقات الكامنة فى هذا الشعب الأبى ويفجر قوى الابداع فيه ويحقق المشاركة الكاملة فى كل أبنائه فى بناء مصرنا الحبيبىة. * مستقبل يقف فيه الخلق جميعا لينظروا إلينا ونحن نرفع قواعده ونقيم أركانه على أسس الروح المصرية ، من: * معرفة الله الواحد وعبادته دون غيره * انصاف كل مواطن وحفظ كرامته وحقه فى المساواة الكاملة * توزيع عادل للثروة القومية يضمن الاستقرار الاجتماعى ويحقق السلام للمواطنين. * مستقبل يقدم أنموذجا متفردا لدولة حديثة ديمقراطية حرة وناهضة وقوية. ودعت المبادرة فى سياقها إلى ضرورة تضافر الجهود واجتماع الكلمة وتوافق الارادات والرؤية الثاقبة التى تستشرف آمال المستقبل وأحلامه وتنأى باللحظة الراهنة عن بواعث الفرقة والشتات فمصر اليوم تجتاز موقفا صعبا تعثرت فيه الآراء وعثرة الرأى تردى كما يقول شاعر النيل .. وتذكر المباردة أن مصر لن تكون مدينة واحدة للعلم والابداع والصناعة المتطورة بل هى بمشيئة الله تعالى مدن علمية وبحثية وأدوية صناعية وانتاج زراعى عالمى ووطن جاذب لأبناءه. وقد أعلن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عن بيان الأزهر الشريف حول استكمال الثورة المصرية وهو البيان الذى سيدلى به الأزهر نيابة عن القوى الوطنية يوم الخامس والعشرين من يناير فى إطار مبادرة وطنية تمت بمشاركة من مجلس الوزراء والكنيسة والقيادات الشعبية ، جاء بالبيان: " فى هذا اليوم التاريخى عيد الثورة المصرية التى بهرت العالم بخصائصها وسلميتها وحرصها على الإجماع الوطنى بمصر بكل رجالها ونساءها واستيعابها لأحدث وسائل العصر بثورة الاتصالات من أجل تخليص مصر من حقبة اتسمت بالفساد والضعف والقمع .. إنه فى يوم الخامس والعشرين من يناير تعود مصر إلى هذا المكان الذى شهد ميلاد الثورة والشباب الذين قدموا أرواحهم فداء لمصر. تعود مصر إلى ميدان التحرير الذى أثر فى العالم .. اليوم مصر الميدان ومصر البرلمان ومصر الجيش ومصر الحكومة ومصر الأزهر ومصر الوطن ومصر العروبة ومصر الإسلام ومصر المسيحية ومصر التاريخ والحاضر والمستقبل القديم والأصيل .. مصر تطالع العالم اليوم معلنة الالتزام بهذه المبادىء : * الحفاظ على روح هذا الميدان كما كانت خلال الثمانية عشر يوما الأولى التى غيرت وجه التاريخ المصرى. * التعاهد الوطنى على استكمال باقى أهداف الثورة * التوافق الوطنى على مكونات هذا الوطن دون استبعاد أو إقصاء * تأكيد حق المواطن الدستورى فى أن يحاكم أمام قاضيه الطبيعى ومنع المحاكمات العسكرية والإفراج عن كافة المعتقلين. * سرعة المحاكمات بما لا يخل بالعدل والنزاهة * الوفاء بحقوق أسر الشهداء والمصابين فى العلاج والتعويض. * استكمال البناء الديمقراطى للدولة وتسليم السلطة للمدنيين فى الموعد المحدد دون إبطاء. * الالتزام بما أفرزته الانتخابات من نتائج تعبر عن إرادة الشعب * القضاء على آثار السياسات القمعية السابقة والفساد واستثمار كل إمكانيات مصر * عودة الدور الوطنى المصرى فى ريادة المنطقة * عودة الجيش الوطنى رمز الوطن إلى دوره فى حراسة حدود مصر وأمنها. * اطلاق طاقات الشعب وبخاصة شباب مصر الناهض لمحاربة الفقر والجهل والمرض والنهوض بمصر سياسيا واقتصاديا لتكون الإنموذج المضىء لأمة العرب. وبعد إلقاء بيان الأزهر الشريف عقد قادة الحركات والأحزاب السياسية مؤتمرا صحفيا للرد على بعض التساؤلات المطروحة على الساحة السياسية الآن .. وكان أول سؤال يتعلق بغياب المجلس العسكرى عن حضور هذا اللقاء فأكد المتحدث باسم الأزهر أن اللقاء كان شعبيا ولم يكن رسميا حتى أن الدكتور كمال الجنزورى شارك بصفته مواطنا مصريا فليس هناك تمثيل رسمى كما أن الإمام الأكبر بدأ هذا اللقاء الوطنى بكلمة افتتاحية للترحيب بالحضور وتناول اللقاء المغلق فى مكتبه الحديث عن مستقبل مصر وكيفية استعادة روح الثورة فى الميدان والتأكيد على التوافق المصرى بين المسلمين والمسيحيين وبين كافة الفئات والأطراف السياسية وفى هذا اللقاء أيضا أشار رئيس الوزراء إلى أن مصر مستهدفة وأن الدول العربية رفضت منحها مساعدات . وقال الدكتور السيد البدوى أنه تم فى هذا الاجتماع التوافق على ثلاثة أمور وهى وثيقة الأزهر الخاصة بالحريات ووثيقة التحالف الديمقراطى والتى تضم 43 حزب والبنود الواردة فى دستور 71 فيما يتعلق بالحريات والحقوق والواجبات والحريات العامة فهناك توافق عام على هذه المبادىء التى تؤسس لدولة الحرية والعدالة والمواطنة ونحن كحزب سياسى نحيى الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر على هذا الدور وهناك خارطة طريق تم التوافق عليها بين القوى السياسية كما وافق عليها المجلس الأعلى للقوات المسلحة وهى أن يتم اختيار الجمعية التأسيسية لوضع الدستور فى أولى جلسات البرلمان وفتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة من يوم 15 إلى يوم 20 أبريل وبعد صياغة الدستور ونهاية الانتخابات يقوم المجلس العسكرى بتسليم السلطة فى الموعد المحدد. وحول ما يثار بشأن تخوف الأحزاب الليبرالية من صعود الإسلاميين أكد الدكتور السيد البدوى أن الليبرالية والإسلام ليسوا على طرفى نقيض فالليبرالية تعنى الحرية والإسلام صان حرية الأفراد بما فى ذلك حرية العقيدة. وفى هذا اللقاء اتفقت جميع الأطياف على أن مصر ليست دولة دينية وليست دولة لا دينية وإنما هى دولة ديمقراطية مدنية حديثة. وحول ضمانات تنفيذ ما جاء بالمبادرة أكد المتحدث باسم الأزهر أن الضامن الوحيد هو الشعب المصرى بوعيه. وفى كلمته التى ألقاها بالمؤتمر الصحفى أكد الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب النور أن مصر تحتاج لتضافر كافة الجهود ولن يستطيع فصيل أن ينفرد بالسلطة مهما كان وإنما سنقوم جميعا ببناء مصر ونحن رحبنا بمبادرة فضيلة الإمام الأكبر من أجل استكمال بقية أهداف الثورة. وأكد أحمد ماهر أن حركة 6 أبريل شاركت من أجل إعلان توافقها على المبادرة واستكمال بقية أهداف الثورة والمحافظة على السلمية لكننا فى يوم 25 يناير سنخرج كمجموعات من أجل استكمال تغيير نظام الحكم فى مصر والمطالبة برحيل العسكر وتسليم السلطة للبرلمان. وكل ما يثار حول ارتكاب أعمال تخريب أو اقتحام السجون ومقرات الدولة هو كلام ليس صحيحا وكذبا فالثورة سلمية وستكون المظاهرات والمسيرات سلمية.