سياسة التقارب والحوار التى بدت واضحة فى الفترات الأخيرة بين جماعة الإخوان والولاياتالمتحدةالأمريكية باتت محل استفهام خاصة بعدما قررت إدارة أوباما أن تتنازل عن موقفها السابق وتقبل بسياسة المراجعة الشاملة فى الموقف من الجماعة بل ووصل الأمر إلى حد التفكير فى اعتبارها حليف استراتيجى فى المنطقة كما يقول بعض الخبراء والمحللين بعدما اكتسح الإخوان الانتخابات البرلمانية .. فقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن إدراة الرئيس باراك أوباما بدأت فى مراجعة سياسة عدم الثقة والعداء التى استمرت عدة عقود مع جماعة الإخوان المسلمون بعد حصول الجماعة على أغلبية فى الانتخابات البرلمانية مشيرة أن واشنطن تحاول حاليا صياغة علاقات أوثق مع الجماعة التى كان ينظر إليها فى وقت من الأوقات أنها تعارض المصالح الأمريكية . حول هذا الموقف يقول الدكتور حمدى حسن القيادى الإخوانى وعضو حزب الحرية والعدالة أن ما يحدث من مباحثات أو اتصالات مع الإدارة الأمريكية الآن هو أمر طبيعى وعادى وهو التطور الطبيعى للحياة السياسية فى مصر وهذا لا يتم فى إطار مصالح شخصية بين الجماعة وأمريكا وإنما هذه مصالح عليا للدولة لأننا أصبحنا نتكلم الآن عن حزب سيكون له الأغلبية فى البرلمان وقد يشكل الحكومة وهذا الحزب هو حزب الحرية والعدالة ولا ينبغى أن يبقى الحزب منغلقا وإنما ينفتح ويتعارف ويجرى اتصالاته مع كل الدول وسبق أن التقى الحزب مع السفير الصينى واليابانى وسفراء ومسئولين من الاتحاد الأوروبى فهذا التنسيق يأتى بصورة ضرورية ولم يكن يتم فى الماضى لإنه كان هناك حزب واحد بحكومة واحدة تهيمن على الحياة السياسية وتمنع الأحزاب والجماعات الأخرى من النشاط السياسى ولهذا فإن ما يتم هو تطور طبيعى لما أفرزته الثورة من ممارسات سياسية ولا يرتبط بأية مصالح خاصة . وحول موقف الإدارة الأمريكية يؤكد الدكتور حمدى حسن أن ما يحدث هو شىء طبيعى فالإدارة الأمركية تسعى لأن تعرف من هو القادم الجديد فى مصر وتسعى لأن تتلمس خطاه وأن تجرى اتصالاتها مع رجال الدولة الجدد وكان هذا سيحدث مع أى نظام وأى حزب يأتى خاصة وأنه لم تعد هناك قيود على التواصل الدولى أو الخارجى ولم تعد هناك سرية فى النشاط السياسى والدبلوماسى وهذه كما قلت مصالح عليا للدولة وليست مجرد مصالح حزب. الرؤية التحليلة الشاملة لهذه الإستراتيجية الجديدة يشرحها لنا الكاتب عبد الرحيم على الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية حيث يقول : الموقف من الإخوان فى الولاياتالمتحدة منقسم جدا بين الديمقراطيين والجمهوريين فمن المعروف أن الديمقراطيين يرون أن المصلحة العامة للولايات الأمريكية تقتضى التحالف الاستراتيجى مع الإخوان المسلمون لأن ذلك سيحقق غرضين فى وجهة نظرهم: - تجنب شباب الإخوان الغاضب الذى قد يذهب ناحية القاعدة وبالتالى عندما يحدث هذا التحالف الإخوانى الأمريكي فإنه سيمتص هذا الشباب. - حل مشلكة فلسطين وهو المشكلة المعضلة فى الشرق الأوسط بتوقيع اتفاق بين حماس وإسرائيل وليس فتح. لكن من الناحية الأخرى فإن الجمهوريين يرون أن الإخوان براجماتيون " انتهازيون" وأن لديهم إستراتيجية لإقامة دولة إسلامية موحدة وهو الخطر الذى يهدد أمريكا منذ محاولات الوحدة الأولى التى قام بها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ولهذا هم يخافون من تحول الإخوان إلى قوة دولية كبرى ووقتها ستكون قوة غير مضمونة بالنسبة لهم وبالتالى فإن الجمهوريين الذين يشكلون الأغلبية فى الكونجرس الأمريكى يعارضون هذا التوجه ناحية أمريكا. وحول ما يحدث من لقاءات بين الإدارة الأمريكية والإخوان الآن يرى عبد الرحيم على أن هذا أمر طبيعى ووارد لإن إدارة أوباما الديمقراطية تسعى لمد جسور التفاهم لكن فى الداخل المصرى فإن هناك عوائق فى هذا الحوار الإخوانى الأمريكى حيث توجد قوى تعارضه متمثلة فى الأحزاب اليسارية وشباب الثورة والقوميون فهؤلاء يعارضون موقف الإخوان ويعارضون التقارب الأمريكى ويقفون أمامه ويرفضونه. وفى الخارج أيضا إيران لا ترحب بهذا الحوار وترفضه.