دينا عبد المقصود، أو"ديفا" كما تحب أن يُلقبها الجميع.. فتاة عشرينية جريئة، وجدت لنفسها مكاناً بين أصحاب العضلات المفتولة، وبالرغم من أنه قد سبقتها العديد من الفتيات في مصر إلى ممارسة كمال الأجسام، إلا أنها الأكثر جرأة في احترافها اللعبة ومشاركتها بالفعل في البطولات لتُصبح أول فتاة مصرية تحترف رياضة كمال الأجسام. أليس غريباً أن تهوى فتاة بناء عضلاتها؟ لا لم يعد الأمر غريباً، فكثير من الفتيات في مصر وبعض البلدان العربية مارسن رياضة كمال الأجسام وعدد من الرياضات العنيفة الأخرى، وهناك فتيات مارسن مهن يدوية شاقة للغاية مثلهن مثل الرجال، فما الغريب إذن أن أسعى إلى بناء عضلاتي؟! ومن أين جاءتك الفكرة؟ اعتدت منذ صغري الذهاب مع والدتي إلى إحدى صالات الجيم بمسقط رأسي ببورسعيد، وكنت أشاهدها يومياً وهي تؤدي تدريباتها الرياضية لتحافظ على جسدها ولياقتها البدنية، فتعلقت برياضة كمال الأجسام، ومن ثم بدأت التمرين منذ عدة سنوات حتى نضجت عضلاتي. لماذا تطورت الفكرة لديكِ وقررتِ احتراف اللعبة؟ أنا دائماً أُحب المرأة القوية من كل الجهات، القوية في شخصيتها وعملها وشكلها وحتى في أنوثتها، فاخترت لنفسي شكلا يوحي بالقوة، وجسدا يساعدني في الدفاع عن نفسي، وأنا أرى أن المرأة المصرية وُلدت لتكون قوية، ومن هذا الإيحاء تطورت الفكرة لدي لتنمية عضلاتي بشكل أكبر من المعتاد لدى الفتيات، واتخذت القرار بأن أشارك في البطولات لأكون أول فتاة مصرية تحترف رياضة كمال الأجسام. هل ترين أن المجتمع سيتقبل فكرة ارتدائك المايوه والوقوف على المسرح لاستعراض عضلاتك مثل الرجال؟ لو كنت توقفت عند نظرة المجتمع لي ولغيري لم أكن لأتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، ولا كنت سافرت إلى الخارج بمفردي ولا فكرت من الأساس في كل ما أحلم به، في النهاية أنا أفعل ما أؤمن به وحدي بغض النظر عن نظرة المجتمع لي ولتصرفاتي الشخصية. وما موقف أسرتك؟ لم أجد أي اعتراض من والدي أو والدتي، بالعكس وجدتهما متفهمين جداً لرغبتي، وساعداني كثيراً في الوصول إلى هدفي، بل وساعداني أيضاً على السفر إلى أوكرانيا لأستكمل دراستي للهندسة هناك، وأستكمل أيضاً أحلامي في تنمية عضلاتي والمشاركة في البطولات وسط مجتمع غربي يسمح للفتيات بذلك وبدون أى انتقادات. وهل تعرضت لانتقادات بعينها؟ لقد تعرضت لانتقادات كثيرة جداً عندما كنت أتواجد للتمرين داخل أي صالة ألعاب رياضية بمصر، فأجد مثلاً شاب يُلقي بكلمة سخيفة، وآخر يشبهني بالرجال، في النهاية كنت أضع سماعات الرأس واستمع إلى الموسيقى ولا ألقي لهم بالا، حتى اعتدت على الأمر ولم أعد ألتفت إلى مثل هذه الأشياء. من أين ستبدئين احتراف اللعبة؟ لقد بدأت احترافها بالفعل، فقد هاجرت إلى أوكرانيا منذ سنوات، وأمرن عضلاتي بشكل يومي وأصبحت عضوة بالاتحاد الأوكراني لكمال الأجسام، وشاركت مؤخراً في مسابقتين من مسابقات كمال الأجسام للفتيات بفئتي الفيزيك والفيجور. ما أحلامك على الصعيد الرياضي؟ هدفي أن أصبح بطلة العالم في كمال الأجسام، وأن أحترف اللعبة وأصل إلى مسابقة مس أوليمبيا للمحترفات، وهي أكبر مسابقة في العالم وقمة الطموح لأي لاعب أو لاعبة كمال أجسام في العالم، وعند عودتي إلى مصر أتمنى أن أفتتح سلسلة صالات جيم كبيرة للفتيان والفتيات، وأن أساعد كل فتاة في الوصول إلى أهدافها الرياضية بشكل أكثر احترافاً، والعمل على تنظيم مسابقات خاصة بالفتيات بعد العمل على مخاطبة كل المسئولين في مصر. بجانب العضلات.. هل للحب والزواج نصيب من اهتماماتك؟ بالتأكيد، ولكن بشرط أن أجد إنسانا يفهمني ويدعمني في مشواري الرياضي ويساعدني على تحقيق أحلامي، وقتها فقط أفكر في الحب والزواج. هل شرط أن يكون لديه عضلات هو الآخر؟ على العكس تماماً، أتمنى فقط أن يحتويني وأن يكون إيجابياً ومؤمنا بالقضايا التي تهم المرأة المصرية والعربية، وأن يكون مشجعاً للمرأة القوية، حتى وإن لم يكن ممارساً لأي نوع من أنواع الرياضة، وحتى لو لم يكن لديه أي عضلات.